"كنت متوقعاً نجاح الفيلم. ولكن لم اتوقع ان يكون ساحقاً بهذا الشكل".. بهذه الكلمات عبر الفنان محمود عبد المغني عن سعادته بنجاح فيلم" يوم 13". وتحقيقه إيرادات عالية فاقت جميع الافلام التي تم عرضها في هذا الموسم.
يختار عبد المغني أدواره بعناية شديدة. ويتنوع ويتنقل بين الشخصيات التي يقدمها بشكل سلس وسهل. ينتمي لمدرسة التحضير والمذاكرة قبل تجسيد أي شخصية. لذلك يستطيع ترك علامة وبصمة في كل عمل يقدمه.
نافس ايضاً الفنان محمود بعد المغني في رمضان هذا العام بمسلسلين وهما "حضرة العمدة" مع الفنانة روبي وسوسن بدر وأحمد رزق. واخراج عادل أديب. حيث سلط العمل الضوء عن تمكين المرأة والمشاكل التي تواجهها بشكل عام.
ومسلسل " الكتيبة 101". والذي عبر عن فخره الشديد. بمشاركته في هذا العمل. وتقديمه شخصية الشهيد محمد هارون. قائد كمين الجورة الذي كان اسمه يخيف الإرهابيين. وله بطولات خارقة في معركة الهجوم علي الكتيبة 101 في يناير 2015 ومعركة الشيخ زويد في 1 يوليو 2015 ومعركة الهجوم علي كمين الرفاعي في يوليو 2015. حيث تدور أحداث المسلسل حول وقائع حقيقية تتمثل في استبسال الكتيبة 101 في التصدي للتنظيمات التكفيرية والإرهابية.
تحاورت "الجمهورية أون لاين" مع الفنان محمود عبد المغني عن تحضيراته لفيلم "يوم 13". وايضاً ابرز الصعوبات التي واجهته. وخاصة إنه يجسد شخصية مركبة بشكل كبير. وايضاً وعن المنافسة في رمضان بمسلسلين. وابرز ردود الافعال التي وصلت له عنهما..
كيف تري نجاح فيلم "يوم 13"؟
الحمد لله جاء تعبنا علي قدر المجهود الذي قدمناه في العمل. وانا كان لدي إحساس إنه سينجح لان تم تنفيذه بشكل مختلف والفكرة نفسها جديدة علينا. ولكنني صراحة لم أكن اتوقع ان يكون نجاحه بهذا الشكل. فلقد فاق التوقعات. وخاصة إنه حقق معادلة النجاح التجاري والفني في نفس الوقت. وهذا نادر الحدوث ان يجمع عمل فني بين الشقين. من خلال اراء الجمهور بين بعضهم لبعض. كل هذه الأمور اسعدتنا كثيرا وكللت تعبنا.
ألم تقلق من كون التجربة جديدة علي الجمهور؟
نهائياً.. جمهورنا تعود علي نتفليكس ويري جميع النوعيات المختلفة من الأفلام. كما ان الجيل الحالي متفتح ويري مثل هذه الافلام الاجنبية. لذلك لم نقلق نهائياً من تقبل الجمهور به. بل إننا حرصنا ان لا يقل عن الافلام التي تعرض في الخارج. لذلك أخذ تحضيرات فترة طويلة.
هل تري ان الجمهور أصبح لديه وعي أكبر ؟
بالتاكيد.. الجمهور واع جداً. والشئ الغريب في هذا الفيلم إنه استطاع ان يجذب الشرائح العمرية الصغيرة أي من 12 سنة فيما فوق. هم الموجودون دائما في السينما. لذلك يوم "13 "بداية لنقلة قوية في السينما المصرية والعربية.
ما الذي جذبك في الفيلم؟
انجذابي الأول للسيناريو والفكرة نفسها المختلفة مع وجود وائل عبدالله. وانا أكون مطمئناً في العمل معه. وايضاً الشخصية. صعبة وكتومة وبها انفعالات داخلية عديدة. ومن الممكن ان تعابيره تفضحه. ولكنه ظل متماسكاً. فكل هذه الامور الصعبة تجذبني للشخصيات المركبة.
الشخصية بها تحولات نفسية عديدة.. كيف كان استعدادك لهذه المشاهد؟
نعم.. هذه التحولات والمشاهد المعتمدة علي الاداء النفسي كانت أصعب من الاداء التمثيلي. لانها كانت تعتمد علي الانفعالات التي تشعر بها الشخصية من "غل واهانة وغيرة". وهذا ما ساعدني فيها المخرج الكبير وائل عبدالله. حيث إننا بيننا كيميا قوية وقدمنا مع بعض أعمال ناجحة ومختلفة منها " ملاكي اسكندرية"." الشبح"." الجزيرة"و "مقلب حرامية".
هل هناك اختلافات بين تصوير فيلم عادي وفيلم "3D "؟
نحن كممثلين نقدم دورنا بشكل تقليدي. ولكن الفكرة نفسها فيما بعد الانتهاء من التصوير. هنا يأتي دور الانتاج والجرافيك.
مشهد النهاية كان صعباً.. هل كان أصعب مشاهدك؟
نعم.. بالنسبة لمشهد النهاية كان صعباً جداً نظراً للضغوطات النفسية العديدة في الشخصية. حيث إنه كانت كل انفعالاتها داخلية حتي وصلت لمرحلة الانفجار في النهاية. وكان علي تقديمه بشكل سلس دون أفورة أو فلسفة.
كيف كانت كواليس العمل؟
صراحة كانت تسيطر عليها التركيز والارهاق. لاننا كنا لا نريد ان ننفصل عن أجواء كل شخصية منا. بالتاكيد كنا نهزر ونضحك. ولكن كنا نحافظ علي "مود" الشخصية بحيث نكون مركزين ولا نخرج من حالة الاندماج.
ألم تر ان الفيلم يعتبر مغامرة لكل أبطاله؟
نعم.. ولكننا احترمنا عقلية المشاهد. وهذا الامر إذا حدث في كافة الانواع السينمائية سواء كان الفيلم كوميدي او اكشن او تشويقي. وإذا سيطر القلق علينا لم نكن سنخوض التجربة. وفي النهاية لكل مجتهد نصيب.
نافست في رمضان هذا العام بمسلسل "حضرة العمدة".. ما الذي حمسك للمشاركة؟
مشاركتي في أي عمل عن المرأة مهم جداً بالنسبة لي. المرأة هي أمي وأختي وزوجتي. كما ان المرأة بشكل عام سواء العربية او المصرية علي وجه الخصوص استطاعت ان تصل لمناصب كبيرة وتقرر قرارات مصيرية. لذلك وجودي في هذا المسلسل مهم ويشرفني.
ولكن هل تري انه اتظلم في المشاهدة مع كم الأعمال التي عرضت؟
لا.. "مفيش حاجة اسمها مسلسل بيتظلم" كل مسلسل وله جمهوره. وانا يقابلني جمهور بالشارع يثنون علي هذا العمل وعلي "الكتيبة 101".
قدمت خلال الاحداث شخصية فنان تشكيلي.. كيف كان استعدادك لهذا الدور؟
ذاكرت المدارس الحديثة في النحت. وتعلمت بعض طرق الرسم. ماسكة الريشة والتلوين. وجعلت إحساسي أنني "جمال صبرة " فعلًا. وهذه طريقتي الخاصة عند تقديم أي دور في عملي فني. دائمًا أسعي لتحليل وفهم الدور والشخصية وفقًا لطبيعة حياته وقدرته علي التأقلم مع الظروف المتغيرة من حوله وأبعادها من جميع الجوانب. وهذا لانني احترم المشاهد ونفسي.
"حضرة العمدة" اثار الجدل بشكل كبير قبل عرضه.. برأيك ما السبب؟
المسلسل نفسه عرض قضايا اجتماعية مهمة. وخاطب العادات والتقاليد في الصعيد أو الفلاحين أو الحضر. فهذه العادات والتقاليد متوارثة والمسلسل اهتم بالتركيز علي المشكلات إما بطرح المشكلة والحل أو طرحها فقط.
برأيك لماذا ربط الجمهور بين أحداث المسلسل وحادثة نيرة اشرف؟
لان ما حدث لهذه الفتاة شئ بشع. والمسلسل هو تجسيد للواقع. فالجمهور استرجع الأحداث وربط بينهما. وبالتأكيد هذا الأمر مقصود منا. حتي لا يجرؤ أي "مهفوف" علي القيام بمثل هذه الأمور.
هل تري ان "التريند" مقياس نجاح للاعمال؟
السوشيال ميديا لها جمهورها الكبير. والشارع ايضاً جمهور كبير. والاثنان مكملان لبعضمها. ولا يصح ان نطلق علي السوشيال ميديا إنها عالم افتراضي. هذا غير حقيقي. فهم جمهور موجود بيننا. لا يقلون أهمية عن جمهور الشارع الذي نقابلهم يومياً.
نلاحظ تطورات عديدة علي السوق الدرامي. عند مقارنتها بفترات الخمسينات والستينيات. كيف تري هذا التطور؟
دائما أقول ان النجم الحقيقي لأي عمل هو السيناريو والموضوع المقدم. كما ان في فترة الخمسينيات كان هناك كم كبير من الكُتاب والأدباء. وكنا احياناً نختار من موضوعاتهم والروايات لتقديم مسلسلات وافلام فنية متميزة. ولكن نحن حالياً نعاني من أزمة سيناريو وتكرار أفكار. واستعجال وسرعة في بعض الأحيان. حيث يهتم البعض بوجوده فقط في الموسم دون الالتفاف بما سيقدمه. فهذا الأمر يكون علي حساب رصيده الفني للاسف.
وما رأيك في كتابة الحلقات علي الهوا أثناء عرضها؟
"مبعرفش أمثلها.. بكون بليد جداً". لا اوافق نهائياً علي تقديمي لمشهد أو شخصية دون تحضير جميع تفاصيلها وانفعالاتها. وما يسبقها وما بعدها. المهم لدي هو فترة التحضيرات حتي أكون جاهزاً للتصوير. انما كتابة مشاهد علي الهوا والتصوير فوراً "متنفعش".
حدثنا عن مشاركتك في "الكتيبة 101"؟
شرف كبير مشاركتي في هذا العمل الوطني المهم. الذي يناقش نبذة عن بطولات رجال ضحوا من أجلنا. وداخلي مشاعر سعادة تمتزج بالفخر. لتجسيد شخصية الضابط الشهيد محمد هارون» "صائد التكفيريين" كما يطلق عليه. لأنه ضحي من أجل وطنه. والحمد لله ان المسلسل حقق هذا النجاح الكبير الذي أهديه لأسرة الشهيد. حيث إن ما نقدمه في الدراما لا يكون 1% من البطولات الحقيقية وأبطالنا.
واخيرا ً.. كيف تري انتشار الاعمال الوطنية في الفترة الاخيرة؟
بالتاكيد شئ ايجابى، حتى يتعرف الأجيال الصغيرة على البطولات الخاصة بأبطالنا مثلما يشاهدون وينبهرون بالأعمال الاجنبية،واتمنى ان تكون الأعمال الوطنية كثيرة حتى يتم تثقيف هذا الجيل الصغير على الوطنية وحب الوطن.
اترك تعليق