جهود كبيرة تقوم بها الدولة المصرية بدعم من القيادة السياسية. وذلك من أجل توسيع وزيادة حجم الرقعة الزراعية. خاصة فيما يتعلق بالسلع الاستراتيجية كالقمح. وها هي رؤية القائد تتحقق علي أرض الواقع. فمجرد أن طلبت القيادة السياسية تنفيذ المشروعات التنموية التي من شأنها زيادة الرقعة الزراعية للمحاصيل الاستراتيجية لتوفيرها للشعب المصري. لتقليل الإستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. بدأ العمل علي الفور ليل نهار في تنفيذ رؤية القائد في كل مكان في أرض مصر.

يعد موقع المشروع من أهم المزايا الاستراتيجية لتوافر الأيدي العاملة. بالإضافة إلي سهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات وكذلك سهولة توصيل المنتجات النهائية إلي الأسواق الرئيسية وإلي الموانيء والمنافذ.

 جوله في شرق العوينات 

"الجمهورية أون لاين "قامت بجولة لإلقاء الضوء علي هذا المشروع العملاق في شرق العوينات الذي يعد شريان أساسي ورئيسي لضخ بعض السلع الاستراتيجية مثل القمح والبطاطس. وكان لنا لقاء مع رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية الذي قال : إن إجمالي المساحة المنزرعة في منطقة شرق العوينات تبلغ حالياً 190 ألف فدان.

أضاف أنه خلال الفترة من نهاية التسعينيات وحتي 2012 تم زراعة 80 ألف فدان. وخلال الفترة من 2014 حتي 2022 تم زراعة 110 ألف فدان.

أشار الي انه خلال عام 2015 تم تكليف الشركة بزراعة 12 ألف فدان جديدة في منطقة عين دالة.

قال رئيس الشركة أن الدولة المصرية تقوم بجهود كبيرة من أجل تحقيق أعلي درجات الإستفادة من الامكانيات والموارد المصرية. مشيرا إلي أن الهدف من المحاصيل الزراعية هو المساهمة في توفير احتياجات السوق المحلي والتصدير أيضا.

 توشكي 

 أشار رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية الي أن مشروع توشكي يعد واحداً من أهم المشروعات القومية الناجحة. وليس كما يحاول البعض تصويره والحديث عنه.

أضاف أنه في يناير عام 2017 تم تكليف الشركة بتنفيذ مشروع توشكي. مشيراً إلي أنه تم إطلاقه في عام 1997 وأن فترة تنفيذه كانت 20 عاما انتهت في عام 2017. موضحاً أنه فور تكليف الشركة بالمشروع تم وضع خطط تنفيذية. ومواصلة الليل بالنهار من أجل تحقيق الإنجاز المطلوب فة وقت قصير.

 أوضح أنه تم استصلاح 250 ألف فدان بمشروع توشكي. كما تم اضافة 100 ألف فدان أخري خلال 5 أشهر فقط من العام الجاري 2023. لتكون إجمالي المساحة المستصلحة 350 ألف فدان.

أضاف أنه حتي نهاية العام الجاري تستهدف زراعة 500 ألف فدان في توشكي. حيث جاري العمل علي زراعة 150 ألف فدان جديدة في هذا المشروع العملاق.

وعن إجمالي ما قامت به الشركة وانجزتة حتي الآن قال رئيس مجلس إدارة الشركة : إن الشركة قامت بزراعة 740 ألف فدان بمناطق توشكي وشرق العوينات وعين الدالة.

وعن الخطط المستقبلية للشركة قال اللواء توفيق سامي توفيق إنه في عام م2024 القادم ستكون المساحة المستصلحة والمنزرعة في منطقة شرق العوينات 280 ألف فدان. حيث سيتم زراعة 40 ألف فدان جديدة.

أما في منطقة توشكي فسيتم إضافة 150 ألف فدان جديدة خلال عام 2024 ليرتفع إجمالي الأراضي المستصلحة إلي 650 ألف فدان.

أوضح ان الشركة تقوم بتنفيذ مشروع التمور. حيث جاري زراعة مليون ونصف المليون نخلة سيتم الانتهاء منها بنهاية العام الجاري.

 نستهدف مليون طن قمح 

أضاف رئيس الشركة أنه تمت زراعة 410 آلاف فدان. من بينهم 300 ألف فدان قمح. وهو ما يحقق عائد 700 إلي 750 ألف طن قمح. كما سيشهد العام المقبل إضافة 230 ألف فدان قمح ليصبح إجمالي مساحة القمح المنزرعة 530 ألف فدان. وهو ما يحقق عائد يتجاوز المليون طن قمح.

 شدد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية علي أن القمح المنزرع يعد أعلي إنتاجية قمح بالنسبة للدول الأخري علي مستوي العالم.

 تحديات المشروع 

وعن أن أبرز التحديات التي واجهها المشروع قال : ندرة المياة هو التحدي الأكبر. موضحاً أنه في هذا الشأن تم التغلب علي تلك المشكلة عن طريق استخدام التقنيات الحديثة في المياه والري.

واوضح إلي أنه من أجل تحقيق أعلي استفادة من المحاصيل المزروعة في المنطقة وعلي رأسها محصول البطاطس. تم انشاء مصنع للبطاطس النصف مقلية والمهروسة. مشيراً إلي أنه يتم زراعة التقاوي المستخدمة في المشروع.

إلي جانب إقامة ثلاجة تقاوي عملاقة بطاقة 64 الف طن تعد الأحدث في الشرق الاوسط . ثم زراعة البطاطس وبدء عملية التصنيع ومن ثم النزول بالمنتج إلي السوق المحلي إلي جانب تصدير الفائض.

 شبكة طرق عملاقة 

 شدد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية علي أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه شبكة الطرق القومية التي تنفذها الدولة المصرية. مشيراً إلي انه أصبح هناك شبكة طرق عملاقة تمتد لتشمل توشكي وشرق العوينات والفرافرة تضاهي شبكات الطرق في القاهرة لتسهيل عملية النقل من وإلي هذة المشاريع. ومن ثم العمل علي جذب الاستثمارات. هو الأمر الذي يفتح الباب مع القطاع الخاص للاستثمار في هذه المنطقة الهامة.

 أوضح رئيس مجلس إدارة الشركة إلي أن مصنع البطاطس يعمل به 2200 عامل مدني. فضلا عن أن عدد العاملين علي مستوي الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية حوالي 4 آلاف عامل.

وأشار انه سيكون هناك محطة قطار سريع موجودة في منطقة توشكي. فضلا عن المنطقة الصناعية في توشكي وجميعها عوامل لتعزيز الاستثمار للقطاع الخاص.

 عملية الحصاد 

وتجولت "الجمهورية أون لاين" في المشروع لإلقاء الضوء علي عملية حصاد البطاطس والقمح بمنطقة شرق العوينات. التي تتم بأحدث الوسائل والأساليب الحديثة وهو الأمر الذي يساهم بشكل كبير في الاستفادة بحجم المحصول وتلافي أعمال الهدر من الإنتاج.

يقول المدير التنفيذي لإحدي شركات القطاع الخاص بالمشروع إن المرحلة الأولي تتمثل في تشوين البطاطس ثم مرحلة الغسيل. وإزالة الحصي عن طريق الكثافة النوعية . ثم مرحلة التقشير التي تعد واحدة من أهم المراحل. موضحاً أن عملية التقشير تتم بالبخار بدون أي تدخل عنصر بشري.

 اشار إلي أنه تأتي بعد ذلك تأتي عملية غسيل البطاطس ثم مرحلة الفرز الإلكتروني قبل التقطيع. ومرحلة التقطيع عن طريق دفع المياه.

أضاف إلي أنه عقب مرحلة الغسيل تبدأ عملية استخلاص النشا من البطاطس ليتم استخدامه كمنتج منفصل.

أكد أحد المسؤولين عن تطوير خطوط الإنتاج بالمصنع أنه يتم بعد تأتي مرحلة التجفيف. ثم مرحلة القلي علي درجة حرارة 190 درجة مئوية. مشيراً إلي أن الزيت المستخدم هو زيت النخيل ويمر بثلاث عمليات فلترة قبل استخدامه.

قال أحد العاملين بالمصنع انه يتم بعد ذلك مرحلة التجميد من 28 إلي 32 درجة مئوية. ثم مرحلة تعبئة الأكياس سعة 2. و 2,5 كيلو. والتخزين في الثلاجات تمهيداً لنقلها للأسواق.

كما تجولت "الجمهورية أون لاين" في المشروع. في المساحة المنزرعة لمحصول دوار "عباد "الشمس والنباتات العطرية مثل الريحان. ومحصول الكركديه. ومعاينة حجم الأعمال التي تشهدها المنطقة وهو ما يصب في صالح الدولة المصرية من أجل تحقيق الخير والنماء للشعب المصري.