هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مسرحنا ليس في أزمة.. فتش عن الموظفين والبيروقراطية وسينما الشعب!

أسهل حاجة على الكسالي والمحبطين وأبناء السبيل أن يستخدموا دائما مصطلح " الأزمة" في حديثهم عن المسرح المصري&Search=" target="_blank">المسرح المصري، وأنت إذا سألت أحدهم: متي شاهدت المسرح آخر مرة؟ سيجيبك، بكل ثقة وتغفيل، " الحقيقة مافيش حاجة بتشدني بعد مسرح الستينيات".. هكذا بجرة قلم يؤكد، من بيته في العمرانية أو حدائق الزيتون أو مصر عتيقة اللي هي مصر القديمة يعني. أن المسرح المصري&Search=" target="_blank">المسرح المصري في أزمة.


ربما لو قال إن هناك بعض المشاكل التي يعاني منها المسرح، بشرط إنه يكون بيشوف مسرح أصلا، لصدقته وصارت بينك وبينه أرضية مشتركة يمكن النقاش عليها، أما فكرة الغياب التام عن المسرح ثم الإدلاء بآراء سريالية حوله فهذا هو التغفيل بعينه، والذي لا يستحق المناقشة.


المسرح المصري&Search=" target="_blank">المسرح المصري ليس مأزوما ولاحاجة، وأنت إذا تأملت عناصره كافة والوفرة التي هي عليها ستدرك أنه بخير، لدينا عشرات من كتاب النصوص الشباب الجيدين، ومثلهم من المخرجين ومصممي الديكور ومؤلفي الموسيقي والأشعار، ومئات أضعافهم من الممثلين والممثلات، وتقدم مؤسسات الانتاج تبعنا مايفوق الثلاثة آلاف عرض سنويا، ولدينا بعض المسئولين ومديري المسارح يفعلون مافي وسعهم من أجل انتاج عروض مسرحية تليق بالمسرح المصري&Search=" target="_blank">المسرح المصري، لكن ذلك لايعني عدم وجود مشاكل يمكن ذكر بعضها هنا:

اهدار المال العام

هناك بيروقراطية شديدة من قبل بعض الموظفين في التعامل مع العروض المسرحية، كأن يصر أحدهم مثلا على إلغاء بند الدعاية للعروض بحجة أن هناك قرارا من رئيس الوزراء بمنع الدعاية، هذا موظف كسول، بل ومتآمر على المسرح، لأنه لو كلف نفسه ورفع إلي رئيسه مذكرة تفيد أن إنتاج عرض يتكلف مليون جنيه مثلا، وتقديمه بدون دعاية يعد إهدارا للمال العام، ورفع رئيسه المذكرة إلي رئيسه الأعلي حتي تصل إلي رئيس الوزراء ذات نفسه، لو فعل ذلك يمكن أن يتفهم المسئولون الكبار ويتم استثناء المسرح من تنفيذ خطة الترشيد في هذا البند.


المشكلة أن الموظف- وما أدراك بموظفي الماليات في مؤسساتنا- يستسهل الأمر ويقول بركة ياجامع.. وهناك من يعطل ميزانية الإنتاج. وهناك من يتفنن في وضع أي عراقيل والسلام، كأنه يدفع هذه الأموال من جيبه الخاص، وكأنها لو لم تنفق علي العرض سيحصل عليها مكافأة لأنه لم يعمل!مهمة الموظف في هذه المؤسسة أو تلك هي تيسير إنتاج العروض المسرحية أو النشاط الثقافي عموما، فإذا لم تقدم مؤسسته النشاط الذي أقيمت من أجله فما ضرورة وجود هذا الموظف أساسا؟.

لدينا مجلة اسمها مجلة المسرح يرأس تحريرها الناقد الكبير عبدالرازق حسين، يصدرها المركز القومي للمسرح، توقفت عن الصدور بعد خروج مدير المركز الفنان ياسر صادق إلي المعاش، لأن مدير المركز يجب أن يوقع على أوراق إصدارها، ألا يوجد موظف قائم بعمل مدير المركز؟ ولماذا أصلا لم يتم تعيين مدير للمركز حتي الآن؟ هل هذه معضلة كبري حيرت العلماء والخبراء ورجال مرفق الإسعاف؟.

مشروع عبثي

خذ عندك مسرح الثقافة الجماهيرية، ومنذ أن ابتلي هذا المسرح بالمشروع العبثي المسمي بـ " سينما الشعب" والمشاكل لاتنتهي، أي عبث هذا الذي يحول مسارح الغلابة في أقاليم مصر إلي دور للعرض السينمائي، لاتقدم مثلا حفلا واحدا في اليوم، بل تقدم ست حفلات يوميا إمعانا في إغضاب الناس وحرمانهم من مشاهدة المسرح، وإمعانا في دفع شباب المسرحيين إلي هجرة المسرح، ولا أحد يعرف من يمكنه تلقف هؤلاء ودفعهم إلي طرق منحرفة تضر بالوطن.. هو العبث ليس أكثر.. سينما الشعب في ظني، وبهذه الطريقة التي هي عليها، هي أكبر وأعنف ضربة تلقاها المسرح الإقليمي علي مدي تاريخه، وقد حزنت بالفعل عندما افتتحت وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني قصر ثقافة ببا في بني سويف وركزت في تصريحاتها بعد الافتتاح على انضمام مسرح القصر لمشروع سينما الشعب.. ببا التي تتبع بني سويف وهي واحدة من أفقر محافظات مصر لاتحتاج إلي سينما الشعب..ثم أي سينما يقدمها هذا المشروع أساسا؟


الأسبوع الماضي فقط شاهدت أربعة عروض مسرحية، وشاهدت إقبال الجمهور علي المسرح، في مسرح السلام هناك ثلاثة عروض، عجيب وعجيبة، خطة كيوبيد. سيب نفسك.. وفي ميامي عرض طيب وأمير، وفي نهاد صليحة كل يومين عرض. وهناك عرض في مسرح القصر العيني "ولا في الأحلام"، وعرض في الهناجر" شتات"، وعرض في صندوق التنمية الثقافية" جوه الصندوق"، وهناك بعض العروض في الأقاليم افلتت من مؤامرة سينما الشعب وشاهدها الناس، وهناك عروض في المسرح الجامعي وغيرها من مؤسسات الانتاج، والله العالم وحده كيف عاني صناع هذه العروض. هنا وهناك، حتي تظهر عروضهم للنور.

ليست كل العروض التي تقدم عظيمة، وليس شرطا أن ترضي جميع الأذواق، نحن بلد فاق تعداد سكانه المئة وخمسة ملايين مواطن، لكن لابأس المهم أن تضئ أنوار المسارح في كل رقعة من أرض مصر التي تحتاج إلي مئات المسارح وعشرات الإصدارات المسرحية، وعشرات المهرجانات، ستقول إننا- مثل أغلب دول العالم- مأزومون اقتصاديا، وأقول لك إن الاستثمار في المسرح والثقافة بشكل عام، حتي لو لم يحقق مكاسب مالية، هو واحد من أفضل الاستثمارات، لأننا هنا نستثمر في عقول وأرواح الناس ماسيعود بالخير على هذا الوطن العزيز.. لكن مين يسمع!.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق