احتفل العالم الليلة الماضية باليوم العالمي للأرض الموافق 22 ابريل من كل عام، وهو حدث سنوي يقام بهدف زيادة الوعى المجتمعى بالقضايا البيئية، ويتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم من خلال المسيرات والمؤتمرات والمشاريع المدرسية وغيرها من الأنشطة.
هذا العام 2023 يوافق الاحتفال 53 بيوم الأرض، وهو اليوم المحدد للعديد من الفعاليات حول العالم، فوفقا لموقع منظمة "إيرث داي" (EARTHDAY.ORG) -وهي منظمة غير ربحية تنسق هذه الفعاليات- فإن موضوع يوم الأرض 2023 هو "الحفاظ على المناخ ويهدف هذا الموضوع إلى تشجيع الشركات والحكومات والمواطنين على التحرك الآن بشأن تغير المناخ وقضايا أخرى من أجل مستقبل أفضل.
يذكر موقع "لايف ساينس" (Live Science) أنه علي الرغم من مرور أكثر من 50 يوماً للأرض، فلا يزال تغير المناخ والقضايا البيئية الأخرى تهدد صحة الكوكب، كما يشير مايكل مان أستاذ علوم الغلاف الجوى فى ولاية بنسلفانيا، مؤلف كتاب "حرب المناخ الجديدة: القتال لاستعادة كوكبنا" (The New Climate War: The Fight to Take Back Our Planet)، إلى أن يوم الأرض هو فرصة لتقييم وضعنا فى معركة من أجل العيش بشكل مستدام على هذا الكوكب.
بدأ السناتور جايلورد نيلسون يوم الأرض عام 1970، وقد ساعد هذا الحدث على زيادة الدعم المجتمعي لإنشاء وكالة حماية البيئة (EPA) لمعالجة القضايا البيئية، ومنذ ذلك الحين ساهم يوم الأرض فى إقرار العديد من القوانين البيئية فى الولايات المتحدة.
بدأ نلسون يوم الأرض بعد رؤية الضرر البيئي الناجم عن تسرب النفط فى سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا الأميركية عام 1969،مستلهما من احتجاجات الطلاب المناهضة لحرب فيتنام، فقام بتنظيم فعالية تدريسية وطنية فى جامعات مختلفة ركز فيها على تثقيف الجمهور حول البيئة وفقًا لموقع منظمة "إيرث داي".
وأقنع نلسون النائب بيت مكلوسكى من كاليفورنيا ليكون رئيسا مشاركا، وعين الناشط السياسى دينيس هايز منسقا وطنيا، ومع فريق مكون من 85 موظفا اختارهم هايز، تمكنوا من حشد 20 مليون شخص فى جميع أنحاء الولايات المتحدة فى 22 أبريل 1970.
اختار الفريق يوم 22 أبريل، لأنهم اعتقدوا أن يوما يقع فى عطلة الربيع واختبارات نهاية العام سيشجع أكبر عدد من الطلاب على المشاركة، وفى هذا اليوم نظّمت آلاف الكليات والجامعات احتجاجات ضد التدمير البيئى، لكن لم يقتصر الأمر على الطلاب فقط، فقد حظي الحدث باهتمام وسائل الإعلام الوطنية وتجمع العديد من الأشخاص فى الأماكن العامة للحديث عن البيئة وإيجاد طرق للدفاع عن الكوكب، ووصلت المشاركات الإجمالية لحوالى 10% من إجمالى سكان الولايات المتحدة.
وكتب نلسون فى دورية عام 1980 "فى ذلك اليوم أوضح الأميركيون أنهم يتفهمون ويشعرون بقلق عميق إزاء تدهور بيئتنا وتبديد مواردنا"، ونما الحدث السنوي من حيث الحجم والشعبية بعد عام 1970، وفى عام 1990 أصبح يوم الأرض حدثا عالمياً.. حيث شارك فيه 200 مليون شخص في 141 دولة.
اترك تعليق