اكد الداعية الاسلامى الشيخ احمد الصباغ من علماء الازهر الشريف_ ان المولى عز وجل انهى قضية التبنى التى كانت عادة للعرب والرومان قديماً وذلك لتحقيق العدالة فى الكون
واوضح الداعية الاسلامى ان الله تعالى قد انهى تلك المسألة جزرياً فى قصة زيد بن حارثة والتى مُلخصها_
ان زيداً كان مولاً لرسول ﷺ اهدته خديجة رضى الله عنها للنبى صل الله عليه وسلم وكان فى اصله قد سُبى من اهله وبيع فى صغره حتى وصل اليها هدية من قرابتها بن خُزام _ولما عرف اهل زيد بن حارثة على مكانه ذهبوا الى النبى ﷺلكى يردوه على ان يعطيه لهم فى مقابل ما يشاء الا ان النبى ﷺ طلب ان يُخيروا زيد بين النبىﷺوبينهم
وبالفعل كانت المفاجأة ان زيد قال "ما كنت لاختار احد على رسول الله "فكافأه النبى ﷺبأن نسبه اليه وقال ان زيدُ منى وانا منه يرثنى وارث" واعطاه اسمه ونسبه فأصبح زيد ابن محمد بدلاً من زيد بن حارثة وزوجه ابنه عمتة زينت بنت جحش ذات الحسب والنسب فى قريش
وقد بين الداعية الاسلامى انه رغم العدل الانسانى الذى كافئ به النبى زيداً الى ان الله تعالى كان يريد للناس العدالة الكبرى فى الحقوق كالميراث والحدود ككشف النساء وغيرها
ولذلك عندما دفع انعدام التكافؤ بين زيدُ وزينب رضى الله عنهما الى الشقاق والفراق الذى رغبه الطرفين الى استحالة العشرة بينهما _جاء امر الله الذى اوحاه الى نبيه ﷺ فى غلق صفحة التبنى بزواجه ﷺ من زينب رضى الله عنها
ولكن النبى صل الله عليه وسلم خشي الافصاح عن ذلك فزيد بمثابة الابن امام الناس _فكان يقول لزيد امسك عليك زوجك_ حتى عاتبه المولى عز وجل فى قوله "إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ"_كما قال "وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ"
ونزل قوله تعالى "فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوّجْنَاكَهَا" _فلما كان التبنى يبنى حقوقاً يبنيها نسب الابن فبتلك الاية بتُترت تلك العادة وعاود زيد الى الانتسابُ لابيه فأصبح زيدُ بن حارثة وليس للنبى صل الله عليه وسلم
الله تعالى يجبر خاطر زيد بن حارثة
وقد كافأ المولى عز وجل زيد ابن حارثة وجبر بخاطره بأن ذكر اسمه فى كتابه تعالى يُتعبد به فهو فضل لم يفوز به كبار الصحابة ابو بكر وعمر رضى الله عنهم اجمعين وغيرهم
جاء ذلك خلال حلول الشيخ الصباغ ضيفاً على برنامج اسأل مع دعاء المُذاع على فضائية النهار والذى يُتابع الاحكام الفقهية فى القرآن ومنها ما تناوله اليوم الاثنين احكام التبنى
الاسلام شجع الكفالة والرعاية والاحتضان
واشار الداعية الاسلامى ان الاسلام حرم التبنى الى انه شجع الكفالة والرعاية والاحتضان بدون نسب الطفل لحاضنه او كافله مُرعاة للحقوق ولكن اذا اراد الحاضن ان يقتطع له جزء من ماله عند وفاته فيجوز ذلك بالوصية له فى حدود الثلث
اترك تعليق