وردت أسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم فى أمور دينهم ودنياهم، عرضنا بعضها على فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، فأجاب بالآتي:
* كنت أصلي في جماعة وسمعت أحد المصلين يهمس بآيات من القرآن الكريم أثناء الركوع والسجود، وهذا أمر غير معتاد.. فأرجو من فضيلتكم بيان الحكم الشرعى فى قراءة القرآن فى الركوع والسجود؟.
الركوع والسجود محلان لتعظيم الرب سبحانه وتعالي بالتسبيح والذكر والدعاء. وليسا محلاً لقراءة القرآن. فيكره للمصلي قراءة القرآن الكريم في ركوعه وسجوده بقصد تلاوته، ويجوز ذلك بلا كراهة إذا كان بقصد الدعاء والثناء على الله عزَّ وجلَّ.
هل يوم القيامة يتم النداء علينا باسم الأم؟
- عموم الأحاديث والآثار الصحيحة يفيد أن النداء على الناس فى يوم القيامة يكون من جهة الآباء لا من جهة الأمهات، ولا يقوى فى معارضتها ما ورد من أن النداء يكون من جهة الأمهات.. فإنها إما أن تكون أحاديث ضعيفة، أو مؤولة حملها العلماء على استحباب نسبة الميت من جهة أمه عند التلقين.
سمعت أحد العلماء يتكلم ويقولپبوجود عالم يُسَمَّي "عالم المثال"، فما حقيقة ذلك؟
- عالم المثال: هو عالم بين عالم الأجساد وعالم الأرواح، وفيه تتجسد الأرواح بأكثر من صورة وأكثر من جسد، وهو العالم الذى يدخله عامة الناس في المنام، ولقد تكلم الأئمة عن عالم المثال، وألَّف فيه الإمام الحافظ السيوطي رسالته التى سمَّاها "المنجلى فى تطور الولي"، ونقل فيها عن العلامة علاء الدين القونوى أنه قال: وقد أثبت الصوفية عالمًا متوسطًا بين عالم الأجساد وعالم الأرواح سموه "عالم المثال"، وقالوا: هو ألطف من عالم الأجساد وأكثف من عالم الأرواح، وبنوا على ذلك تجسد الأرواح وظهورها فى صور مختلفة من عالم المثال، وقد يُستَأنَسُ لذلك بقوله تعالي: "فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا".. وهناك الكثير من الأمثلة التى تجسد المثال ولكن لا يتسع المقال لذكرها.
ما حكم المزاح في الإسلام؟ وهل مجرد المزاح يُعدُّ شيئًا مخالفًا لتعاليم الشرع؟
- الأصل فى المزاح الإباحة، وقد يستحب إذا كان بقصد التلطف وإدخال السرور علي الآخرين. وتطييب نفوسهم ومؤانستهم. وما أشبه ذلك. ولا يكون جائزًا إذا اشتمل علي نحو كذبي، أو ترويع أحد، أو كلامى فاحشى، أو أيِّ قولى أو فعلى محرم.. كالغيبة والنميمة والاستهزاء والسخرية، أو كان عادةً مفرطة، أو إذا أضر بالآخرين.
هل يتعارض إسباغ الوضوء مع النهي عن الإسراف في الماء؟
- يستحب إسباغ الوضوء وذلك بإتمامه وإبلاغه موضعه وغسل ما فوق الواجب من أعضاء الوضوء أو مسحه.. وليس المراد من إسباغ الوضوء: الإكثار من صبِّ الماء على الأعضاء دون الحاجة وفوق حدِّ الاعتدال، أو غسل العضو أكثر من ثلاث مرات.. فهذا إسرافى منهيّى عنه شرعًا. ولا تعارض بين إسباغ الوضوء المأمور به والإسراف المنهي عنهپشرعًا» إذ لا يأمر الشارع الحكيم بما فيه تعارض أو تناقض.
وتنصح دار الإفتاء المصرية بالمحافظة على نعمة الماء، وترشيد الاستهلاك فى استخدامه ولو لأمر العبادة، كالوضوء والغُسْل.. لما له من ضرورة حتمية في الحياة.
أعمل في مهنة الحراسة الليلية لإحدي الشركات، وأقوم بأداء صلاة الصبح فى مكان العمل، وفى بعض الأحيان يحدث منى التفات يسير دون قصد بسبب الخوف على المكان الذى أقوم بحراسته، فما حكم الشرع فى ذلك؟ وهل هذا يُبْطِل الصلاة؟
- يستحبُّ للمسلم أن يخشع فى صلاته، وأن يجتنب كل ما يُلْهيه عن هذا الخشوع، أو يمنعه منه.. كالنظر فى غير موضع السجود، وتحويل وجهه يَمْنَة ويَسْرة، وما شابه ذلك.. فالأصل أن يُولِّيَ المُصلِّي وجهه نحو القبلة، ولا يلتفت يمنة ويسرة، فإن كان الالتفات لحاجة جاز من غير كراهة.. لما أخرجه أبو داود فى "سننه" عن سهل ابن الحنظلية قال: ثُوِّب بالصلاة -يعني صلاة الصبح-، فجعل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلمپيُصلِّي وهو يلتفت إلي الشِّعْب، قال أبو داود: وكان أرسل فارسًا إلي الشِّعْب من الليل يحرس.
أنا وبعض زملائي نمارس كرة القدم، ونشاهد مبارياتها، وتشجيع أحد الفرق بها، فعَلَت أصوات البعض التي تُحرِّم ذلك.. فما حكم الشرع في هذا الأمر؟
- يجوز ممارسة لعبة كرة القدم ومشاهدتها وتشجيع الفرق بها، وذلك بشرط مراعاة الضوابط والتي يجمعها ضابط عام وهو: "ألاّ يَصْحَبها منهيّى عنه"، وكان ذلك منضبطًا بالآداب الشرعية والالتزامات الاجتماعية.. فلاپيجوز أن يترتَّب عليها تعمُّد تضييع واجبى شرعيى أو وطنيّى أو حياتيّى أو أُسرى، ولا يجوز فيها تعمُّد الإضرار بالمنافس، بل ينبغى أن تكون المنافسة شريفة تضبطها قوانين اللعبة وأخلاقها، كما لا يجوز أن يصحبها فحشى أو سبابى أو تعصبى ممقوتى. سواء من المتنافسين أو المشجعين.. حتَّة لا تكون سببًا للتباغض والتشاحن والتنافر.
اترك تعليق