وردت أسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. عرضنا بعضها علي فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية. رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم.فأجاب بالآتي:
* يقول البعض إن إيتاء الزكاة يغني عن دفع الضرائب للدولة.. فما رأي الشرع؟
<< إيتاء الزكاة لا يعني التهرُّب من دفع الضرائب كما يروِّج لذلك بعض المتطرفين. فقد تقرَّر في الشريعة الإسلامية أن في مال المسلم حقًّا سوي الزكاة.. والأساس في الضرائب هو تكوين مال للدولة تستعين به علي القيام بواجباتها. والوفاء بالتزاماتها. فالأموال التي تُجبَي من الضرائب تُنفق في المرافق العامة التي يعود نفعها علي أفراد المجتمع كافة.
* ما حكم صيام من احتلم في نهار رمضان؟ فقد كنت نائمًا أثناء النهار في رمضان. فاحتلمت واستيقظت علي جنابة ثم اغتسلت» فهل فسد صومي بهذا الاحتلام؟
<< ما حدث للسائل من الاحتلام أثناء النوم في نهار رمضان لا يترتب عليه فساد صومه. بل الصوم صحيح. ولا قضاء عليه» لأنَّ الصوم إنما يبطل بارتكاب المُفَطّرات عمدًا. والاحتلام ليس كذلك.
* ما حكم اكتشاف الزوجة إصابة الزوج بمرض مزمن وقد أخفاه الزوج عنها؟
<< في الأصل يجب أن يسود الصبر والوئام وتغليب جانب الفضل بين الزوجين. والسعي لإصلاح العيوب. ولكن لو تضررت الزوجة من المرض المزمن للزوج. خاصة إذا كان الزوج قد أخفي حقيقته عنها خداعًا» فلها أن تلجأ للقضاء لأنها متضررة ولها حق ثبوت الخيار. فالقضاء يجيز التفريق للعيوب في نطاق معين وبشروط معينة. وكل تفريق من القاضي بائن إلا ما نصَّ القانون علي أن هذه الفرقة رجعية.
* ما حكم أكل السمك الطافي علي سطح البحر؟
<< أكل السمك الطافي علي وجه الماء جائزى شرعًا. سواء مات بسببي» كأن ضربه إنسان. أو انحسر عنه الماء حتي مات. أو مات بغير سببي حتف أنفه. راسبًا أو طافيًا. وذلك لعموم الأدلة الواردة في حِلِّ أكل السمك دون استثناء الطافي منه. بشرط أمَن السلامة من الضرر.. وذلك علي ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
* كيف كان يتعامل النبي مع غير المسلمين؟
<< فلم ينكِّل النبي "صلي الله عليه وسلم". بأهل مكة عندما فتحها مع أنهم آذَوه وأخرجوه وظاهروا علي إخراجه وإيذائه. فقط سألهم: "ما ترون أني فاعل بكم؟" فأجابوه: "خيرًا. أخى كريمى وابن أخي كريم". فقال لهم": "اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء". فهذا هو قمة العفو مع المقدرة. لم يعتب ولم يمنَّ عليهم بالعفو. بل عفا وسامح ودعا بالرحمة والمغفرة. ليكون مثالاً لمن يأتي بعده» لأن أفعاله وأقواله أصبحت تشريعًا ودستورًا للمسلمين وغيرهم إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.
والنبيَّ "صلي الله عليه وسلم". جاء للبناء والعمران. ولم يأتِ لإقصاء أحد ولا للصراع مع أحد. ومن حادَ عن هذه الأفكار أو حاول هدم التراث الإنساني فهو يحيد عن سيرته العطرة.
* هل يجوز ذبح البهائم باستخدام مخدر أو بنج ؟
<< إذا كان العقَّار المخدِّر للحيوان قبل ذبحه لا يؤدي إلي موته بحيث لو ترك دون ذبح عاد إلي حياته الطبيعية: جاز استخدامه لإضعاف مقاومة الحيوان حال ذبحه فقط.. وإن كان ذلك العقَّار أو غيره من طرق التخدير يميت الحيوان» فلا يحل استخدامه قبل الذبح. ولا أكل ما ذُبح بهذه الطريقة.
* هل يأخذ الجورب حكم الخف في المسح عليه؟ وإذا كان كذلك فما صفة المسح؟ وما مدته بالنسبة للمقيم والمسافر؟ وما مبطلات المسح؟
<< اتفق جمهور الفقهاء علي جواز المسح علي الجورب "الشَّراب" في الحَضَر والسفر للرجال والنساء. شريطة أن يكون مجلدًا يمكن تتابع المشي فيه. وأن يكون ساترًا للقدمين كاملتين» أي يغطي الكعبين. وأن يكون طاهرًا في نفسه. وأن يكون قد لُبِسَ علي طهارة. ومن الفقهاء من ذهب إلي جواز المسح علي الجورب مطلقًا حتي لو كان خفيفًا» ومن القواعد المقررة أنه "لا انكار في مختلفي فيه".
فمن كان في حاجةي ولا يجد إلا أن يمسح علي الجورب "الشَّرَاب" الخفيف فلا حرج عليه ناويًا تقليد من أجاز من الفقهاء. وتكون مدة المسح للمقيم يومًا وليلة. وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن. وتبدأ مدة المسح من وقت الحدث بعد لبس الجورب. ويبطل المسح بنزعه من الرجل. أو انقضاء مدة المسح. وبما يوجب الغسل من جنابة أو حيض أو نفاس.
* يغلبني النعاس أحيانًا في الصلاة» فما حكم الصلاة والوضوء في هذه الحالة؟
<< النوم اليسير أو النُّعَاس لا يَنْقُض الوضوء ولا تبْطُل به الصلاة باتفاق الفقهاء» وإنما الذي يَنْقُض الوضوء ويُبْطِل الصلاة هو النوم المستغرق الذي يصل إلي القَلْب ولا يَبْقي معه إدراك. بحيث لا يَشْعُر المصلِّي بمَنْ حوله» لأنَّه في هذه الحالة يكون مظنة وقوع الحدث الذي ينقض الوضوء.
اترك تعليق