وردت أسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم . عرضنا بعضها علي فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية. رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم. فأجاب بالآتي:
ــ بعض الناس يسرفون في إعداد موائد الإفطار في رمضان بصورة مبالغ فيها فهل عليهم وزر؟
** الإسراف خُلق ذميم لا يحبه الله لما جاء في قوله تعالي: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.. وفيما يخص الإسراف في إعداد موائد الإفطار في رمضان مما يترتب عليه إهدار كميات كبيرة من الطعام مما يتنافي مع تعاليم الإسلام لابد علي من يتبع هذا الخلق من المسلمين إعادة النظر في حال الكثير من الأسر التي تعاني الفقر والتي لا تجد حتي الفائض علي مثل هذه الموائد.
وأنصح جميع المسلمين بمراعاة أحوال الفقراء والمساكين ووضعهم نصب أعيننا. ومن جانب آخر ولما يشهده الجميع من تعسر الأمور الاقتصادية فيجب التعامل بقدر الاحتياج إلي الضروري من الاحتياجات.
ــ بم نُجيب إذا سُئلنا: أين الله. وهل مكانه سبحانه وتعالي فوق العرش كما ورد في القرآن الكريم؟ حيث خرج علينا بعضُ من يقول بذلك القول مستندًا إلي حديث الجارية التي سألها النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال لها: "أين الله؟" قالت: في السماء.
** إذا قُصد من هذا السؤال طلب معرفة الجهة والمكان لذات الله تعالي بما تقتضي إجابته إثبات الجهة والمكان لله سبحانه فإنه لا يصحُّ» إذ لا يليق بالله أن يسأل عنه بـ "أين" بهذا المعني» لأن الجهة والمكان من الأشياء النسبية الحادثة. وهذ مما لا يليق بالإله الخالق سبحانه وتعالي. وما ورد في الكتاب والسنة من النصوص الدالة علي علو الله عزَّ وجلَّ علي خلقه فالمراد منها علو المكانة والهيمنة والقهر والعظمة» لأنه تعالي مُنَزَّهى عن مشابهة المخلوقين. وكلُّ ما خطر ببالك فالله تعالي خلاف ذلك. وغاية ما يفُهم من حديث الجارية التي سألها النبي صلي الله عليه وآله وسلم فقال لها: "أَيْنَ اللهُ؟" فأشارت بأصبعها إلي السماء هو إيمان الجارية لا مكان الله تعالي.
ــ هل تصح الفدية فقط بديلا عن قضاء ما فاتني من شهر رمضان؟
** في هذه الحالة نفرق بين أمرين: الأمر الأول هو إذا كان من لديه العذر يعتبر مريضا مرضاً مزمناً ويكون ذلك بشهادة الأطباء فإنه لا يجوز عليه إلا الفدية وليس عليه قضاء الصوم لقول الله تعالي: "أَيَّامًا مَّعْدُودَاتي فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ علي سَفَري فَعِدَّةى مِّنْ أَيَّامي أخَرَ وَعَلَي الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةى طَعَامُ مِسْكِيني فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرى لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرى لَّكُم إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".والأمر الثاني إذا كان العذر بحيث يزول الآن وإما في المستقبل. والمقصد أنه لا يستمر مع الإنسان ففي هذه الحال لا تجزئ الفدية عن القضاء ولكن يجب عليه قضاء ما فاته من صوم.
ــ يدعي البعض أن القوانين الوضعية لا تتوافق مع الشرع وبالتالي لسنا ملزمين بتطبيقها فهل هذا صحيح؟
** التحلي بالمسؤولية تجاه المجتمع وتطبيق القانون علي العابثين. يعتبر تطبيقا للنصوص الشرعية. فالإنسان لا يعيش بمفرده في المجتمع. وعليه أن يراعي الآخرين ويتحمل مسؤولياته تجاههم. لأن الجميع في سفينة واحدة والخطأ فيها يتحمله الجميع.
والجميع في المجتمع. مثل أناس موجودين في سفينة. لابد أن يكون هناك وعي وتحمل للمسؤولية. وأن يقفوا وقفة شجاعة للنجاة.
فبالتالي السفينة هي علاقات المجتمع وجملة المصالح. فلابد أن نأخذ أمورنا بالجد وتطبيق القانون علي العابثين. حتي ننجو جميعا.
ــ هل يجوز استخدام أموال الزكاة في صورة قروضي حسنةي للمشروعات. علي أن يتم تدويرها علي مستفيدين آخرين حتي تَعُمَّ الفائدةُ علي أكبر عددي مُمْكِني مِن الفقراء؟
** لا يجوز شرعًا أنْ تُعطي أموال الزكاة للفقراء علي هيئة قروضي» لأن الزكاة يُشتَرَط فيها التمليك عند إعطائها الفقراء. وحفاظًا علي المقاصد الشرعية للزكاة في إغناء الفقير وسد حاجته وتمكينه من المال بما يساعد علي بناء شخصيته والانتفاع بقدراته.
ــ ما حكم الصلاة علي الميت الذي عليه دين؟ حيث ورد في كتب الحديث أنّ النبي صلّي الله عليهِ وسلّم ترك صلاة الجنازة علي من مات وعليه دين» فهل الصلاة علي من مات وعليه دين حرام؟
** الصلاة علي الميت فرض كفاية. ولا فرق في ذلك بين كونه مدينًا أو غير مدين. وليس فيما ورد عن النبي صلي الله عليه وآله وسلَّم من التوقف أو الامتناع عن الصلاة علي صاحب الدَّيْنِ ما يُفيد عدم مشروعيتها لـعموم الأمة» إنما كان المقصود من الحديث هو الندب إلي المبادرة إلي سداد دين الميت المدين. وحثًّا للقادرين علي ذلك. وتنبيهًا للحاضرين علي عِظم أمر الدَّيْنِ وضرورة المسارعة إلي قضائه حال الحياة. فضلًا عن كون الحديث منسوخًا.
اترك تعليق