هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

في ظل الظروف الاقتصادية

ترشيد الاستهلاك بقي اجباري.. والبداية من  رمضان 

في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار الذي ضرب كل دول العالم وتأثرت به كل الأسر في مصر أصبح من المهم تغيير الاولويات فيما يخص العادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك. خاصة ما يتعلق بعزومات الافطار الجماعي لكل أفراد العائلة الذي أصبحت تكلفته أكبر من قدرة وتحمل الكثير من الأسر.. الخبراء نصحوا باقتصار التجمع العائلي علي تناول الحلويات وعصائر أو حتي كوب شاي بعد الافطار وصلاة التراويح توفيرا للنفقات. وإذا كان لابد من التجمع علي الافطار فليكن بمشاركة كل أسرة بصنف من الطعام حتي لا تكون التكلفة كلها علي الأسرة مستضيفة الافطار والتجمع العائلي.


يقول د.أحمد علام  استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية: في شهر رمضان المبارك نقوم بإعداد ترتيبات خاصة لاستقباله. فهو ليس للعزومات والتجمعات فقط ولكنه للصيام والعبادة والتقرب إلي الله عز وجل. فلابد أن نعود لروحانيات هذا الشهر الكريم وطبيعته التي تقتصر علي العبادة فهو فرصة كبيرة أيضا لتنقية الجسم من الأمراض. وهذه الفرصة ينصح بها جميع الأطباء. فعلينا أن نلتزم بما حثتنا عليه تعاليم ديننا الحنيف والقيم الدينية السامية وان نقلل كميات الاطعمة التي تهدر في كثير من العزومات والحلويات والمكسرات خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وموجات ارتفاع الأسعار وجشع التجار. فالترشيد هنا يكون إجبارياً في هذا الشهر وعلينا أن نتعامل معه كأي شهر اخر في العام ولا نقول التقشف ولكن ترشيد الاستهلاك والاستغناء عن البنود التي تحمل الأسر بتكاليف مرتفعة جداً.

سهرة حتي السحور

أضاف إنه يجب أن نقوم بإعداد ميزانية خاصة لهذا الشهر الكريم لأن الاسعار في الوقت الحالي مبالغ فيها. فترشيد القوة الشرائية سوف يسهم كثيرا في خفض أسعار السلع والحلويات. فالترشيد في الشراء يتطلب الاستغناء عن بند الحلويات والمكسرات يوميا وان يكون يومين فقط أسبوعيا أما بالنسبة للعزومات والتجمعات التي تكثر في هذا الشهر فيمكن أن نجعل زياراتنا بعد الافطار والعشاء وصلاة التراويح للتجمع وتناول العصائر والمشروبات فقط ويمكن أن تمتد السهرة الي السحور لرؤية الأهل والأصدقاء فانسب الأوقات للزيارة هو بعد الافطار لقضاء سهرة عائلية.

أشار إلي أنه يمكن تخصيص يوم في الشهر للتجمع وان تشارك كل اسرة في تقديم صنف أو صنفين فقط حتي لا يكون الحمل والتكلفة علي اسرة واحدة بعينها فهذا عبء كبير جدا وأعتقد أن اشتراك كل العائله في عزومة واحدة بغرض التجمع وليس للتباهي بالاضافة الي العمل علي التقليل من شراء الدواجن واللحوم وان نقوم بشراء ما يلزمنا فقط وليس ما يكثر عن حاجتنا وان نقوم بالتنويع بين الاكلات كأي شهر آخر في العام بالاضافة الي ان بعض الاسر تتجه للسحور خارج المنزل وهذا يكلف الكثير من الأموال الباهظة لكن السحور في المنزل مع الاسرة الصغيرة أفضل بكثير في الوقت الحالي.

إسراف مادي ومعنوي

د.رحاب العوضي  أستاذ مساعد علم النفس السلوكي  تقول: شهر رمضان الكريم للأسف ارتبط عند الغالبية بالإسراف المعنوي والمادي. فالبعض ينشغل بالمسلسلات والبرامج غير الهادفة والبعض يتفرغ للطهي المبالغ فيه ولذلك فليست الأزمة في الغلاء أو الظروف الاقتصادية التي ضربت العالم اجمع. ولكنها في الاستقبال غير السليم للشهر الفضيل لهذا علينا ان نتعلم الترشيد فالهدف من رمضان هو قضاء الفريضة التي فُرضت علي المسلمين والتواصل الروحي بين الله وعباده والعباد وبعضهم البعض وعلي هذا يجب ان تتراجع اولويات الفرد ليكون آخرها الأكل والمظاهر التي ترضي المجتمع وليس الله عز وجل لان الاسراف صفة منبوذة من الله عز وجل.

أضافت: يجب أن نتعلم من الأشخاص الهادفة التي تعلم الناس الترشيد الإجباري في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والتعود علي الاستمتاع بالبدائل والتأكيد علي السعادة الاسرية والعائلية التي لا ترتبط بنوعية الأكلات وانما بالتجمع حتي علي تناول كوب شاي او فنجان من القهوة وليس الاسراف ولكنه التعود ان المشاعر الانسانية هي الأبقي والأقوي وليست غلاء الأكل والملبس او العزومات التي تكلف الأسر بتكاليف مرتفعة عن قدرتها المالية في ظل مانشهده من ازمات تمر بها جميع الأسر والذي ادي الي التخلي عن بعض العادات والتقاليد الخاطئة التي تقوم بها في هذا الشهر الكريم فلابد أن نقلل العزومات والخروجات وهذا يجعلنا نؤدي ما فرضه علينا الله عز وجل في هذا الشهر الكريم لأنه شهر العبادة والتقرب إلي الله.

الترشيد واجب

أما د.سيد عفيفي  أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة  فيقول إن ترشيد النفقات خلال هذا الشهر الكريم والذي يتزامن مع موجة الارتفاع الكبير في الأسعار والأزمة الاقتصادية أصبح واجباً فلابد أن تتجه الأسر الي التخلي عن الكماليات والاكتفاء بالأساس فقط وحسن التدبير والاقتصاد في الميزانية وعدم التهافت علي اقتناء السلع أو الاتجاه الي تخزينها. فشهر رمضان هو شهر الفرحة والتجمعات العائلية ولكن دون تقديم ولائم أو عزومات تحتوي علي أطعمة مرتفعة الأسعار. فالزيادة المبالغ فيها في الاستهلاك سوف يؤثر بالسلب علي استمرار الأزمة الاقتصادية التي أثرت بالطبع في سلوك المستهلك.

أضاف إن الازمة الاقتصادية خفضت القدرة الشرائية ودفعت البعض لتغيير أولوياته والتخلي عن الخدمات الترفيهية لتوفير النفقات لذا ينبغي أن يكون هذا الشهر فرصة للتخلي عن العادات الخاصة والمعتاد عليها بالشهر الفضيل كل عام. ونصح بالتخلي عن العزومات الكبيرة في رمضان وترشيد الاستهلاك والتجمع بعد الافطار وان تراعي الأسر ارتفاع الأسعار والتخلي عن عادة الإفراط المتزايد في شهر رمضان المبارك حتي لا نقع في أزمات ونعرض أنفسنا للديون لمراعاة الفترة القادمة في عدم التبذير والإسراف في استهلاك كميات كبيرة من السلع.

نصح د. سيد بمراعاة الصدقات والزكاة بدلاً من تقديم العزومات الفاخرة والولائم ذات الأعداد الكبيرة وان يستثمر الشهر الكريم بشكل مدروس ومنظم وان نستغني عن العزومات واللمة السنوية وان نتجمع في سهرة عائلية بعد الافطار وصلاة التراويح. فالشعب ينقصه ثقافة الترشيد وازمه ارتفاع الأسعار أصبحت تشكل ضغطا كبيرا علي جميع الأسر.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق