بين اهل العلم ان هبة الثواب واهدائه للمتوفى جائز أما هبة الثواب للاحياء فقد اختلف فى صحته الفقهاء فالمعتمد عن الحنابلة انه يجوز هبة ثواب أي قربة لأي مسلم حيا كان أو ميتا فيما لا يجوز اهداء الثواب والانتفاع به للاحياء على قول جمهور الفقهاء
وفى ذات السياق قال الدكتور مجدى عاشور المستشار الاسبق لمفتى الديار المصرية انه لا يجوز هبة ثواب الاعمال الصالحة مثل قراءة القرآن و التسبيح للاحياء مؤكداً انها عبادات ثوابها يعود لصاحبها دون من هم على قيد الحياة
فى قوله تعالى وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى_وهبة الثواب هل بينهما تعارض
قال الدكتور محمود شلبى امين الفتوى بدار الافتاء ومدير ادارة الفتوى الهاتفية ان قول الله تعالى " وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى"سورة النجم - الآية 39_ حُمل القول فيها على الكافرين الذين لن ينفعهم سعى واعمال غيرهم بينما ينتفع المسلم من هبة الثواب من الاخرين
واستشهد المين الفتوى بقوله صل الله عليه وسلم "إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ عن أبي هريرة.
وفى ذات السياق قال اهل العلم _ ان قوله تعالى "َأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى"وان كان ظاهرها يفيد عدم انتفاع الاخرين بأعمال وجهد الغير الى انها جاءت على اثرآية ارتبطت بها فى المعنى العام تبين عدم مؤاخذة الإنسان بذنب غيره وهو قوله تعالى "أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ" النجم:38 _فالمقصود فى المعنى المجمل للايتين ان الانسان لا يفيده إلا سعيه وعمله ولا يحاسب الإنسان بعمل غيره
وبينوا ان النصوص المتواترة والاجماع اكدوا على ان المسلم ينتفع بما ليس من سعيه من بعض الاعمال كالدعاء له والاستغفار لقوله تعالى " الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا " (غافر:7) "وكذلك يستفيد المؤمنون من دعاء النبيين واستغفارهم لقوله تعالى "وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ " التوبة - 103 _ وقوله سبحانه"وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ "محمد:19
وفى الصحيحين ورد عن النبى صل الله عليه وسلم قوله "من مات وعليه صيامٌ صام عنه وليُّه"_ما يفيد انه ان الميت ينتفع بما يقدم ويهب من ثواب الصدقات واعمال البر
اترك تعليق