لكل منا دور ورسالة لكن لماذا اختار البعض، الانفصال عن ظروف المجتمع.
، لماذا عادت المؤسسات المختلفة للإنحصار داخل أسوارها مرة اخرى على عكس الدعوة الأولى التي كانت خارج أسوارها وحدود المكان
أسئلة كثيرة دارت في ذهني
أحاول التفكير فيها والإجابة عليها بطرق جديدة لعلاج هذه الأزمة، من خلال النظرة في الماضي وتاريخ الكنيسة المتفاعل مع قضايا المجتمع المختلفة.
كمحاولة لتسليط الضوء على الواقع الحالي للكنيسة وعلاقتها بالمجتمع.
، بهدف التفاعل مع الواقع الفعلي للكنيسة هذه الأيام، وكذلك محاولة إصلاح الحاضر في ضوء الحياة العمليّة للكنيسة المدعوة للخروج للمجتمع، منذ بدايتها ومنذ تواجدها في مصر بروح الإصلاح الدائم. فهذا في رأي الكاتب سيشكل جسرًا بين التنظير والتطبيق العملي المُستقبلي للكنيسة،
وفي ضوءِ دعوتها الثابتة، وواقعها المُتّغير المُتجِّدد، فحين تفعل الكنيسة ذلك تستمر في تقديم رسالتها التي دعيت إليها؛ لذا فمنطقنا في سيكون منطق عملي أكثر من مجرد نظري، مما يساعدنا في السعي لصياغة منطق عملي موجه لحياة هادفة في سياقنا المصري المحلي.
انطلاقًا من حياة الشركة والإحساس بالمسؤولية والتعايش المشترك، وليس بهدف تقديم مجرد مساعدة انطلقت الكنائس، في بداية تواجدها مع، ولم يقتصر دورها على الناحية الروحية فقط، ولم تحدها جدران المكان؛ بل كانت الكنيسة تعمل على تنمية الأنسان تنمية شاملة، روحيًا وصحيًا وتعليميًا وإجتماعيًا. بخدمات الكنيسة المختلفة في مجالات متعددة، ودائمًا ما تابع العمل المرسلي في مصر ثلاثة أشياء المدرسة والمستشفى والكنيسة لخدمة المجتمع المحيط، كخدمة عملية مرتبطة بحياة المسيحي،
"وقد أنشأت الإرسالية الأمريكية أول مدرسة للبنين في القاهرة سنة 1855م، وأول مدرسة للبنات في حارة السقايين سنة 1860م" .
وساهمت كذلك الكنيسة بقوة في دعم المجتمع مِن الناحية التعليمية والتربوية والعملية، وذلك عن طريق إنشاء مدارس لتعليم الفتيات، وهو ما يُحسب للأرسالية في وسط عادات وتقاليد تمنع الفتاة من التعليم، وخريجوا المدرسة في كافة المجالات لهو خير دليل على ذلك" .
وكانت فكرة المدارس بمثابة مركز إشعاع ديني وعلمي في مصر، فقد أتاها التلاميذ من جميع أنحاء البلاد، ومن تلاميذها تخرج الكثيرون.
ولم تكتفي بالتعليم بل إستطاعت مِن خلال العديد مِن المؤسسات التنموية، التواصل الفعَال في المُجتمع، وذلك مِن خلال برامجها المختلفة التي تهدف إلى تنمِّية الانسان، من منطلق طاعة الله التي تحثنا على خدمة الإنسان، ومنذ بدايتها وهي حريصة عليه، وتهدف إلى تحسين نوعية حياة المواطن اينما كان واي من كان، ولاسيما في القرى المحرومة من الخدمات في صعيد وريف مصر، وهي تخدم الإنسان بصرف النظر عن عرقه وجنسه ودينه.
ومن خلال هذه البرامج ساهمت بشكل كبير في خدمة الاف الأسر والشباب.
ونحن الآن أمام تحدي كبير في ظل الظروف الحالية من الغلاء المعيشي، والأخبار العالمية المزعجة، كيف نمارس دورنا كأشخاص. كيف نكون إيجابيين؟
هناك بعض الكنائس التي فهمت واستوعبت دورها في المجتمع، والذين لم يقبلوا أن يكونوا سلبين أو متجمدين "لإن المصلحون لن يقبلون أن يُصبح الإيمان قطعة أثرية مِن تُراث سحيق مهما غنى، أو أن تصير الكنيسة مؤسسة مُتحجرة لا تشعر بالآخرين.
بل تبقى الكنيسة في حالة مِن الديناميكية، تتفاعل مع كُل زمان ومكان، وتلتزم بدورها النبوي الذي يتلخص في "أن يعي المسيحيون بإنسانيتهم، والتزامهم نحو المجتمع، كإلتزام إخلاقي إيجابي، والوعي بالمواطنة ومسئوليتهم تجاه الأوطان.
فلا ينبغي أن تتحول الكنيسة إلى مجرد مكان للعبادة وليس لها دور في مجتمعها، بل إنها مدعوة للخروج خارج الأسوار والتفاعل مع ظروف المجتمع المختلفة، وتقديم يد المساعدة والعون.
ندعو حضراتكم للوقوف بعضنا مع بعض لنعبر هذة الأزمات.
القس عايد حنا جرجس
اترك تعليق