هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

فقدان الأب
محمود أحمد محمود الزفتاوي
محمود أحمد محمود الزفتاوي

من يملك أب فليحافظ عليه فو الله الشوق بعد الممات قاتل

فقدان الأب هو إحساسٌ لا يعرفه إلا من ذاقَ طعمه، استغلوا وجود آبائكم بجانبكم ففقدانهم أصعبُ مما يخطر على أذهانكم


 فاكثيرٌ هو حديثكم عن فراقِ الحب، ألا تعلمون بأنّ فراقَ الأب يقتل، فقد تعلمتُ أن لا فراق يكسرُ حنايا القلبِ مثل فقد الأب فقد رأيت ذلك في فراق جدي حين نظرة إلي أولاده والشوق والحزن في عينهم وقلبوهم وانا حفيدة لا استطيع ان أصدق انه رحل الفراق صعب، فكيف إذا كان فراق الأب فكل العبارات عن الأب لن توفيه حقه

رحيل الأب كسرٌ لا يشعر به الا من عاناه تتوالى بعده مصائب الحنين والاشتياق التي لاتحصى ولاتعد، فراق الأب قد  يخلق بداخلك فراغاً وحزناً لا يسد

فمؤلم أن ترى وتسمع حديثهم عن آبائهم وأنت تتوارد بك غصات  وتغمض عينيك وتقول: اللهم لا تُذقهم ما ذقت.

فقدان الأب هو الدرس الوحيد لتعليم الإنسان كيف ينظر للأشياء بحجمها الضئيل، فليس بعد فقدانهِ ما يستحق الوقوف عنده كالمسافر بلا وطن كاعابر سبيل لا يستقر علي أرض فالن تجد من يضحي لأجلك كـأبيك، ولن تجد من يريدك أفضل من نفسهِ إلا أبيك

 

في القبور، أشخاصٌ تقطعت قلوبنا لفراقهم، وتزيد المشاعر اشتياقاً لهم في كل لحظة، ربي ارحمهم، ونوّر قبورهم، ووسع مدخلهم، واجعل الجنة مقرهم.و أكثر إوليك الأشخاص يكون اباك فتنظر إليه وتحديثه وتعلم انه يسمعك يا أبى رغم صعوباتِ الحياةِ، ورغم مشاغلها يا أبي فاسمك لا يفارق شفتي بالدعاء أنا لك وفيٌّ.

 وإن يسألوني عن الأمان، أقول:وجود حذاءك يا أبي عند الباب

أبي قد كسرت قوتي وشموخي قد جعلتني أخضع للبكاء طول حياتي، قد جرحتني جرحاً لا دواء له فقد يهزني أي شيء وأي أحد يفارق والده أبكي حزناً عليه، لأني أدركت ما هو الفراق فقد أتعبني الشوق وذبحني الفراق فقد فقدت وفارقت ولكن، ليس كفراقك فهو فراقٌ يعجزُ الفصحاءُ، والشعراءُ، والكتّابُ أن يعبّروا عنه، كل شيءٍ يتعوض إلا فراقك فهو لا يتعوض وهو فراقٌ لا ينتهي فسيظل يقهرني هذا الفراق طول حياتي فكأنه ينتقم مني دون أن أفعل شيئاً، فأنا ضحيةٌ للفراقِ الذي لا علاج له فهو كسرني، وأتعبني، وعذبني

أبي ما عاد بيتنا حلواً كسائر البيوت، أبي ألقاك في المنام وكلما أصحو تموت، فمتى تعود يا أبي أصبحت مشتاقاً إليك،لو كنت أملك أن أهديك قلبي لنزعته من صدري وقدمته إليك، ولو كنت أملك أن أهديك عمري لسجلت أيامي باسمك، ولكن لا أملك سوى الدعاء إليك،يا ليت الدنيا تعود بي إلى أيامك، وإلى حنانك، وإلى عطفك، يا ليتني استيقظ في الصباح وأسمع صوتك الحنون الذي تناديني به، يا ليتني احتضنك وأشم رائحتك العطرة التي افتقدها بشدة، يا ليتني ويا ليتني ما فقدتك يا أبي، وما رأيت يوماً كيوم هجرتك، يوم حُملت فيه على أكتاف الرجال ذاهباً الى مثواك الأخير، تاركاً وراءك كل شيء، كم أتمنى أن أراك حتى في المنام وأُشبع ناظري بك، والمس يديك الحنونتين، وانظر إلى عينيك المليئة بالحب والعاطفة فقدانُ الأب هو الشعور أن تفقد الحياة وأنت على قيد الحياة، فبروا بأبائكم فرحيلهم أصعب مما يخطر على أذهانكم.

رحم الله من تركوا الدنيا بسلام ولبوا نداء الله عز وجل وتركوا في قلبون  كل انواع الاشتياق.

 

 

 

 مهندس محمود أحمد محمود الزفتاوي

سحيم /السنطة /الغربية





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق