كشف المنتدى السعودى للإعلام فى نسخته الثانية التى عقدت بالعاصمة الرياض يومى 20 و21 فبراير 2023 عن أهمية الدور المنوط بوسائل الإعلام القيام به لإقرار فكرة التعايش والتسامح والسلام والأخوة الإنسانية بين جميع الناس. فعلى مدى 47 جلسة و17 ورشة عمل شهدت أروقة المؤتمر مناقشات مستفيضة حول دور الإعلام فى صياغة المستقبل والتحديات التى تواجهها الممارسة الإعلامية والعلاقة بين الإعلام القديم ووسائل التواصل الاجتماعى وغير ذلك الكثير من القضايا التى تهم المجتمعات.
الإعلام أداة فاعلة لتكريس ثقافة السلام والتسامح
نجحت المملكة العربية السعودية فى أن تقدم نموذجًا حضاريًا واقعيًا لمفهوم "الأخوة الإنسانية" .. فمنذ اللحظة الأولى التى تصل فيها إلى المملكة ترى بسهولة حالة فريدة من التنوع الإنسانى .. أناس ينتمون لمختلف الجنسيات والأديان والحضارات جاءوا من كل بقاع العالم، ويعملون على الأرض السعودية التى تحتضنهم وتفتح لهم أبواب الرزق والعمل والأمل فى غد أفضل.
المنتدى الثانى للإعلام حظى باهتمام رسمى واضح يكشف مدى انفتاح القيادة السعودية وإيمانها بقيمة وأهمية دور الإعلام، وإدراكها لضرورة أن يكون بناء الإنسان هو حجر الزاوية فى عملية النهضة الكبرى التى تشهدها البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ورعاية الأمير محمد بن سلمان ولى العهد. وكان حضور الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة هو الحدث الأبرز فى المؤتمر وهو صاحب تجربة متميزة فى التعامل مع وسائل الإعلام، حيث وجه فى كلمته باليوم الأول مجموعة من الرسائل أبرزها:
- لابد من الشفافية فى عمل الإعلام وتعزيز الثقة معه.
- ليست هناك مشكلة فى الانتقاد، وهذه الكلمة يُعاد النظر فيها ولا نتعامل معها بحساسية، حيث تعد تقييما للنشاط، والإعلام إذا قام بهذا الدور بشكل إيجابى فانه يفيد المسئول ويكون هناك مجال للنفع العام.
- بلدنا مفتوحة ويستطيع الإعلامى أن يصل إلى أى مكان ويرى بنفسه إذا أراد أن يبحث عن الحقيقة، أما إذا كان لا يريد، فتلك مشكلته.
- أهم شئ يعيشه المواطن أنه ينام وهو يحلم، لأنه ليس هناك أقسى على الناس عندما يعيشون دون حلم، لقد تجاوزنا كل ما تطلع إليه أباؤنا وأمهاتنا، والأهم أن نملك الإرادة، وأن نكون أصحاب حلم.
شارك فى المنتدى المهندس خالد عبد العزيز الفالح وزير الاستثمار السعودى، والدكتور ماجد عبد الله القصبى وزير الإعلام المكلف الذى كشف عن أن 5,1 مليار مواطن حول العالم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى، وأن سكان العالم يقضون نحو 12 مليار ساعة يوميًا على الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعى، مما يؤكد خطورة وسائل التواصل الاجتماعى وأهمية دراستها والتعامل معها.
الحارثى: نرفض الإساءة للأديان ودعاوى التفرقة .. والحرية تقابلها المسئولية
ومن جانبه أوضح محمد بن فهد الحارثى رئيس المنتدى والرئيس التنفيذى لهيئة الإذاعة والتليفزيون أن السعودية تشهد حراكًا تنمويًا يشمل جميع أنحاء البلاد، ولا يقف عند حدود الشوارع والمبانى، بل يصل مداه إلى جوهر رؤية 2030 بتطوير الإنسان وبناء القدرة.
وأوضح أن الخيار هو أن نبادر أو نغادر المشهد، والرهان السعودى هو صناعة المستقبل وتشكيل خريطته ورسم ملامحه، والإعلام جزء أصيل من كل تطوير، لذلك أطلقنا على المنتدى شعار: "الإعلام فى عالم يتشكل".
وأكد محمد الحارثى أن المرحلة الحالية هى مرحلة مخاض تعيد النظر فى صناعة الإعلام، وقد فرض هذا التطور بحث مسألة الاندماج فى الشكل والمحتوى.
وأضاف: أن هناك إعلام جديد له لغته ومشاهده واقتصاده، ونسعى لوجود خبراء يساهمون فى ريادة الإعلام، حيث يبقى السؤال: إلى أين نذهب بعد 5 سنوات؟
وأوضح أن الإعلام لكى يبدع يحتاج إلى فراغ واسع، ولكن الحرية تقابلها المسئولية، واستخدام الحرية للإساءة للأديان أو التفرقة كمن يدس السم فى العسل، وعلينا أن نفرق بين الحرية والفوضى، وبين البناء والهدم، ويظل الفيصل الأساسى هو المحتوى الإعلامى، وتنامى الوعى يفرض علينا كإعلاميين أن نجارى التغير بل نكون سباقين.
المنتدى السعودى للإعلام انطلق بمناقشاته وجلساته لتناول كل هموم المواطن العربى فى تلك المرحلة الفارقة التى تمر بها المنطقة، وقدم "خريطة طريق" لمواجهة التحديات المحيطة بتحقيق التعايش والتأكيد على ضرورة احترام الأديان وعدم المساس بها تحت أى مبرر، حيث يبقى الإنسان وحقوقه هو جوهر عملية التنمية الحقيقية التى تشهدها المملكة العربية السعودية.
اترك تعليق