هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

المكاسب
محمود أحمد الزفتاوي
محمود أحمد الزفتاوي

مؤلم أن تخسر أشياء .. لم يكن في حسبانك خسرانها، أن تفتح عينيك يوماً على واقع لا تريده، أن تحصي عدد انتكاساتك فيعجزك العد، و تتمنى عودة زمان جميل انتهى أن تتذكر إنسانا عزيزاً رحل بلا عودة و تكتشف أن لا أحد حولك سواك


أن تقف أمام المرآة فلا تتعرف على نفسك أن تنادي بصوت مرتفع فلا يصل صوتك و تبدأ تتنازل عن أشياء تحتاج إليها باسم الحب أن تضطر إلى تغيير بعض مبادئك لتساير الحياة أن تضطر يوماً إلى القيام بدور لا يناسبك أن تعاشر أناسا فرضت عليك الحياة وجودهم في محيطك

أن تغمض عينيك على حلم جميل وتستيقظ على وهم مؤلمـ أن ترى الأشياء حولك تتلوث وتتألم بصمت أن يداخلك إحساس مقلق بانك تسببت في ظلم إنسان ما و تجد نفسك مع الوقت قد بدأت تتنازل عن أحلامك واحداً تلو الآخر و تضحـــــك بصوت مرتــــفع كي تخفي صوت بكائك أن ترتدي قناع الفرح كي تخفي ملامح حزن وجهك الحقيقي، إن تلوح مودعاً لأشياء لا تتمنى توديعها يوماً أن تبكي سراً , فقط لأن أحدهم أقنعك يوماً بان البكاء نوع من أنواع الضعف

ولكن يبتليك الله ليختبر صبرك، يبتليك الله ، لأنه يُحبك ، لأنه يرآك تبتعد عنه ، يبتليك ليُقربك له ، كي تدعوه ، و تبكي ، و تُردد يا رب سامحني ، ان تعترف بذنوبك له ، الله لا يُريدك ان تحزن ، حاشاه ان يقدر على عبِده الألم ، انهُ يختبرك ، يُقربك ، يُدرسك ، ثُم يُفاجئك بـ فرحٍ و فرجٍ لم يكُن بالحسبان، خذ الأشياء التي تؤلمك على أنها هدايا من الله وتذكر أن الله يحبك لهذا يبتليك ليطهرك من ذنوبك فقد تجري عليك أحداثٌ من الابتلاءِ تظنُّ أنها قاصمة الظهرِ، وتضيق عليك السبلُ حتى لا تجد فيها مسلكًا، وتغلق في وجهك الأبواب حتى تظنَّ أنه لا مخرجَ لك منها، ثم يجعلها الله تعالى لك رفعةَ قدرٍ، وعلوَ منزلةٍ ولو فرج الله عن يوسف في أول ابتلائه، لما آلت إليه خزائن مصر.. قد يطول البلاء ليعظم العطاء

 فانظر الي أمَّ نبيِّ الله موسى عليه السلام، إنْ هي خشيَت عليه من بطش فرعونَ وجُنده؛ أن تضعه في التابوت ثم تلقيَه في اليمّ!

 

فأيُّ فؤادٍ يحتملُ هذا المشهدَ الفظيع؟! وأيُّ يدٍ تملك أن تلقيَ بفلذة كبدِها إلى قعر البحر؟! وأيُّ عين تطيق النظر إلى طفل رضيع تحوطه المياه من الجهات الأربع، وتقذف به إلى المصير المجهول؟!

 

ها هي أمّه أرحم الخلق به؛ تلفّه بخرقة صغيرة وتضعه في التابوت، وتنزلُه الهوينى إلى سطح البحر، وأمواج البحر يجرُّ بعضُها بعضاً في شوقٍ إلى احتضان الطفل الذي سيصبحُ نبيّاً يوماً من الدهر، والأمُّ تخشى على رضيعها من البلَل.. ولكنها استودعته الله، والله يرحم.. وفرعون لا يرحم

إنه المشهدُ الأشدُّ إيلاماً.. حيث تفقد الأمُّ ولدَها من غير أن تعرفَ مصيرَه، أو تسمعَ شيئاً ولو يسيراً من أخباره

ولكن الله أوحى إليها - أنْ لا تخافي "ولا تحزني إنا رادّوه إليكِ وجاعلوه من المرسلين"..

انظر أيضا الي السيدة مريم قالت

"يا ليتني مِتُ قبل هذا"

ولم تعلم أن في بطنها "نبي"

بعض البشائر تولد من رحم المصائب

فلا تيأس إن طال بك البلاء.وثق بمن يدبر أمرك .

يبتليك الله ليختبر صبرك فتصبر فيكرمك ثم تحمد فيزيدك ثم تستغفر فيغفر لك ويعلى شأنك بين الناس ويرضى عليك فيزداد جمال روحك"..

 

مهندس محمود أحمد الزفتاوي

سحيم /السنطة /الغربية

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق