لا يخفى على أحد، ما نراه ونطالعه جميعا سواء كنا متخصصين، أو من غير المتخصصين في الوسط الصحفي والإعلامي، ما تنتهجة الصحف الإلكترونية، والجري وراء ثقافة الترند، متأثرة بمنهج السوشيال ميديا الفوضوي، الذي يصنع من الا شئ حدث، وهو ما يأتي على حساب المادة الصحفية المفيدة، التي كان ينتظرها ينتظرها القراء، في الصحف العريقة.
في البداية كانت الصحف الورقية، ذات قيمة عالية، وتمثل أرث ثقافي، ومحتوي لا يحتوي إلا على خلاصات الفكر والإبداع لكبار الكتاب، والأخبار والتقارير ذات الجدوي للمواطن، والتى ربما ينتظرها من اليوم للأخر، باحثا عن جريدته المفضلة لدي بائع الجرائد.
فالصحافة في الأساس، هي صناعة تهتم بجميع الأحداث التي تدور في مجتمعنا، تحمل أنواعها التثقيف ونقل الخبر والترفيه المفيد.
ثم ظهرت الصحافة الإلكترونية، ومن بعدها النهم المرتبط بالمشاهدات، وهو ما حولها لميدان يدلوا بيه من يستطيع أن يعطي عدد مشاهدات وزيارات أكبر، وهو ما جاء على حساب المحتوي الصحفي نفسه، وسريعا ما سيطرت عليه كاملة ما يسمي "ترند"، وهو ما قد يصطنعه البعض، لأهداف مختلفة منها الشهرة أحيانا والبلبة أحيان أخري.
ولكن هل يستمر الوضع على هذا المنوال كثيرا؟، مؤخرا طالعت مصلح "صحافة الحلول"، ولعل المطلح شدني بقوه، مما جعلني أبحث عنه، وما الهدف من هذا النوع من الصحافة.
فمصطلح صحافة الحلول، تشير إلى تغليب الاهتمام بالحلول على الاهتمام بالمشاكل، بما يسهم في تعزيز الثقة المجتمعية بالإعلام، وإخراجه من مجال الرصد والنقل، إلى مجال يكون فيها أكثر فاعلية وتأثيراً، عبر تحفيز المنهج الإيجابي في العلاقة مع المعوقات والمشاكل الاجتماعية.
خلال عملي في الصحافة المحلية بأسيوط، كنت كثيرا ما أجد في بعض الأحيان أنه لا فائدة من نشر مشكلة دون إيجاد حل لها، وأن دور الصحافة أكبر من النشر فقط، وإن كانت الحلول لا تجد صدي لدي التنفيذيين والمسؤولين في الأقاليم أحيانا.
وأري أن مستقبل الصحافة، الحالي هو الاتجاه نحو هذا النوع من الصحافة التنموية والتي يشارك فيها الصحفي في تغيير الوضع ليس بالنشر فقط، ولكن بوضع حلول خلال المعالجة الصحفية، وليس فقط النشر والفضح، أو الأهتمام بأمور لا تعني الكثير.
ما أود قوله في النهاية، أنه على الرغم من سحب مهنه الصحافة إلى عالم الترند والترفك، إلى أن هناك عدد كبير من العاملين في الوسط الصحفي، لديهم مقترحات وأفكار يودون تقديمهما من خلال المعالجات الصحفية.
واختتم كلامي هنا، هل ستلجأ المؤسسات الصحفية في مصر، لتطبيق هذا النوع من الصحافة، وتساعد الشباب الباحثين عن تنفيذ هذا النوع من الصحافة، وتفرد لهم مساحات، أم ستكتفي بهرتلة الترند والترفك؟
محمود المصري
اترك تعليق