د. شيماء عراقي.. استشاري ارشاد أسري وتعديل السلوك

من المهارات الأساسية التي يتم تعليمها للطفل منذ نعومة أظفاره مهارة الاستقلال والاعتماد علي النفس ومن الضروري ان تبدأ الام تعويد طفلها علي هذه المهارة منذ الصغر خاصة أن هناك العديد من الامهات تقع في خطأ القيام بكل شئ يخص الطفل دون ترك شئ يفعله بنفسه فيشب معتمداً علي أمه في كل شئ ويبدأ في  الاتكال  عليها حتي في أسهل الامور.

ومن ذلك مساعدة الطفل في ارتداء ملابسه واعطائه الطعام في فمه والدخول معه التويلت لقضاء الحاجة وايضا ترتيب جدول الدراسة وشنطة الطفل وعمل الواجب بدلاً منه وترتيب مكان نومه .وهذه من الاشياء البسيطة التي يجب ترك الطفل يفعلها بمفرده خاصة انه تكون لديه الرغبة في فعلها باستقلالية تامة. ومبرر الأم الخاطئ أنها بذلك تجعل الطفل منظما اكثر او يتناول طعامه بشكل افضل. وتريحه في حياته.

ولتنمية مهارة الاستقلال عند الطفل يجب علي الأم مثلاً ترك الطفل يساعد في اختيار ملابسه عند الشراء مثل استقرار الام علي نوعين من الملابس فيمكنها أن تطلب من طفلها اختيار احد النوعين وشراؤه ليكون هو صاحب قرار الاختيار مع عدم تركه يختار من البداية بمفرده لانه ربما يختار الوانا غير متناسقة او مقاسا غير مناسب. والشيء نفسه بالنسبة للطعام فيمكن تخييره بين نوعين من الاكل ليختار بينهما مما يعطيه الثقة بنفسه.

اذا ارادت الام تعليم طفلها مهارة شراء اي شئ فيتم اصطحاب الطفل عند الشراء لمعرفة قيمة الاموال والعد والحساب واختيار الشئ المراد شراؤه والتمييز بين فئات النقود. وعند اعداد الغداء يمكن ان تطلب الأم من طفلها احضار الاطباق او الملاعق الي السفرة او طلب شئ يفعله لمساعدتها في اعداد مائدة الطعام وزيادة معدل المساعدة مع الوقت. كما يجب عدم حمل شنطة المدرسة عن الطفل ولكن عليه تنظيم كتبه واعداد جدول المدرسة وحمل شنطة المدرسة بنفسه وتركه بعد العودة من المدرسة يعتمد علي نفسه في تغيير ملابسه مع مراعاة عدم تحميل الطفل فوق قدرته او طاقته وتوقيت طلب الشئ منه.

وايضا يجب تعويد الطفل علي النوم بمفرده. فمن الخطأ استمرار الام في النوم بجانب طفلها حتي سن متأخرة قد تصل الي ثماني سنوات. ولكن الصواب أن تعود الام طفلها علي النوم بمفرده في غرفة خافتة الاضاءة مع حكاية قبل النوم واختيار غرفة نوم الطفل بجوار غرفة نومها حتي تكون قريبة منه اذا شعر بقلق او استيقظ لاي سبب اثناء النوم.

وانصح بعدم اللجوء لطبيب متخصص لتغيير سلوك الطفل الاتكالي الا في حالة ظهور مشكلة لدي الطفل واعتماده بشكل كلي علي الام وذلك بعد استنفاد كل الوسائل الممكنة من الأم لتغيير سلوك طفلها. ويجب ان تعلم الأم ان مشكلة الاتكالية من الممكن ان يتم حلها لفترة بعد اللجوء لطبيب متخصص ولكنها تعود مرة اخري وهنا يجب علي الأم ان تكون واعية وتعلم جيدا ان اللجوء لمتخصص لا يكون الحل البديل نيابة عنها لانها هي المحرك الاساسي لسلوكيات الطفل وتكون النموذج الاقرب له ويقلدها في كل ما تقوم به. ولكي نعد اطفالنا للاعتماد علي انفسهم يجب تشكيل وعيهم وتعويدهم علي ذلك منذ الصغر حتي يعتادوا الاستقلال بذواتهم وتنمية شخصياتهم ومساعدة الآخرين.