توفي اليوم الأربعاء الدكتور عصام فريد تادرس استشاري الانف و الأذن والحنجرة الملقب بطبيب الغلابة في محافظة الإسماعيلية عن عمر ناهز 84 عاما بعد رحلة عطاء أستمرت لأكثر من 55 عاما وعالجت آلاف الحالات مجانا من غير القادرين من أبناء محافظة الإسماعيلية والمحافظات المجاورة لها بمقابل لا تتعدى قيمته 10 جنيهات و جنيه واحد للمجندين و كشف مجاني على ركاب القطار خلال رحلة طويلة يقضيها من منزله بمدينة الزقزيق الى مقر عيادته بمدينة القصاصين .
وإنتابت الأهالي بمحافظة الإسماعيلية حالة حزن ومواساة على رحيل الدكتور عصام فريد رمز الرحمة والإنانية الذي تمتع بسيرة طيبة وحميدة طوال عقود بين الأهالي خصوصا وانه لم يتأخر على موعده يوما او يتوانى عن تقديم الكشف والعلاج و اجراء العمليات على الحالات داخل عيادته الخاصة التي كان يقصدها الآلاف من المرضى منذ ساعات الفجر تحديدا من السادسة صباحا حتى الثالثة عصرا ليقضي ساعات متواصلة وسط الحالات المستحقة من صغار وكبار بسبب براعته ومهارته في الكشف والتشخيص والعلاج ومتابعة الحالات مؤكدين على إجتماع العلم والإنسانية في شخصه الكريم .وقدم الأهالي خالص التعازي لأسرة وذوي الدكتور عصام فريد في مقدمتهم الدكتورة ماجدة الطبيبة البيطرية التي رافقته طوال رحلته من الزقازيق الى الإسماعيلية أثناء استقلاله القطار وأبنائه .
وأوضح الدكتور عصام فريد في تصريحات سابقة لبوابة الجمهورية أون لاين "لاأملك عيادة اخرى أو سيارة او تليفون حديث أو شقة وأبدأ يومي في الساعة الرابعة والنصف فجرا مستقلا قطار الزقازيق متجها الى الإسماعيلية منذ الخامسة واحيانا قبلها حتى اخر اليوم فاحصا مئات الحالات ومجريا عشرات العمليات الجراحية يوميا بقيمة زهيدة (10 جنيهات ) واحيانا بالمجان مستعينا بزوجتي الطبيبة البيطرية التي استقالت من عملها للتفرغ لي و مرافقتي في رحلتي اليومية بعد ان وصلت عامي الثمانون " .
تابع : أركب القطار من الزقازيق في طريقي للقصاصين بالإسماعيلية لأبدا يومي في السادسة فجرا مستقبلا مئات المرضى المصطفين ترقبا لوصولي وانا من مواليد محافظة القاهرة في 4 يونيو 1939 واصلا من الصعيد تخرجت من كلية الطب جامعة عين شمس دفعة 1962 بدأت عملي في محافظة الشرقية وتم تكليفي في نجع حمادي و كانت نيابتي بمستشفيات أبوكبير و الحسينية ومستشفى النبوي المهندس ( جامعة الزقازيق حاليا) واقيم حاليا في منطقة القومية بمدينة الزقازيق .
أضاف : بداية عملي وارتباطي بمحافظة الإسماعيلية كانت تزامنا مع حرب الاستنزاف وافتتحت العيادة عام 1979 بعد استئجارها بقيمة 180 قرش من مجلس المدينة وقتها وكانت قيمة الكشف 3 جنيه ثم 5 جنيه والان وصلت 10 جنيه احصل على 7 جنيهات فقط والباقي لفريق التمريض العاملون في العيادة وأحيانا الكشف يكون مجانا للحالات المحتاجة والمعاقين واصحاب الامراض المستعصية كما يتم صرف الادوية مجانا لبعض الحالات المحتاجة والاستشارات مجانا ايضا كما يتم اجراء العمليات الجراحية الخاصة بالانف والاذن والحنجرة بأسعار زهيدة واحيانا يتم صرف مسلزمات العملية والادوية مجانا .
وأستكمل الدكتور عصام فريد : ارتبطت بالإسماعيلية وسكانها وكانت تربطني علاقات قوية بالمحافظ عبدالمنعم عمارة وقدم لي عروضا كثيرة لتكريمي ورفضت العروض الكثيرة بعيادات في مناطق واماكن اخرى كنت أعمل مديرا لمستشفى القصاصين المركزي وتقدمت بإستقالتي وعمري 55 عاما بعدها قررت الاهتمام بالمرضى البسطاء ومحدودي الدخل المتوافين على العيادة من كل مكان لتوقيع الكشف الطبي بسعر زهيد احيانا كثيرة أسامح فيه لأني قررت تبني رسالة عظيمة رسالة السماء وقررت شراء بيت في السماء وليس في الأرض كما ان شعوري لا يوصف بعد حالة الرضا التي يبديها المرضى بعد خروجهم من العيادة ولم أتغيب يوما او اتاخر عليهم لشعوري نحوهم بالمسئولية وتركيزي في مصالح المرضى والعيادة .
وأكد طبيب الغلابة : أشعر بكامل الرضا من ايراد العيادة والبركة كلها في دخل العيادة الذي يكفي لمصاريف أسرتي الصغيرة خصوصا بعد اضطراري في الفترةالأخيرة لتاجير سيارة يوميا لتوصيلي منزلي والاستغناء عن القطار لأسباب صحية ولم أفرق يوما بين مريض مسلم واخر مسيحي ولا أنصرف من العيادة الا بعد الكشف على جميع المرضى كما اهمت في بناء مصلى مستشفى القصاصين و مسجد مجاور للعيادة وحصلت على شهادة تقدير وتكريم من ادارة أوقاف القصاصين ورئاسة مجلس المدينة استكمالا لرسالتي حتى اخر العمر لأن تربيتي وديني هما الاساس .
اترك تعليق