ذات ليله دق جرس الباب لأجد سوزي جارتي التي تعدت الخمسين من عمرها منهارة ومنهكة من كثره البكاء
وما ان دخلت حتى وجدتها تواصل البكاء دون توقف وما كان علي غير محاوله التخفيف عنها حتي تهدأ وما ان استطاعت ان تتمالك اعصابها حتي تحدثت وقالت قد طلقني
كدت اسمع هذه الكلمه وانا مصدومه فقد عشت عمري كله أراها هي وزوجها في كل المناسبات سويا بوفاق وحب حتي انتي لم اسمع صوت اي مشكله دارت بينها وبين زوجها فالحياة بينهم كانت عادية وأكثر من عاديه
حكت لي عن كميه الوجع الذي لازم مشوار حياتها مع زوجها وابنائها
التي كانت تفضل الحياه معهم عن كل شيء وتستغني عن كل شيء في سبيل ارضائهم فقد استقالت من عملها لتستطيع الاهتمام اكثر ببيتها حتي امها لم تكن تزورها لانها ببساطه مشغوله بتحضير اشهي الاطعمه لزوجها والاهتمام لمذاكره اولادها والتمارين الرياضيه التي لا تنتهي وطلبات زوجها الذي كان بمثابه الفلك الذي تدور حوله حياتها
ومرت الايام الي ان استيقظت ذات صباح لتجد نفسها في الخمسين
لتجد خصيلات من شعرها تلونت باللون الابيض وبدايه زحف التجاعيد علي وجهها لتجد نفسها وحيدة فالاولاد كل له حياته حتي زوجها هي جزء بسيط من حياته والبيت بالنسبه له فندق للنوم وانه لم يشعرها ابدا انها امرأة تشاركه الحياة
حتي انه كان ينسى عيد زواجهم وعيد ميلادها ولا يصطحبها معه في اي مناسبه فرح حتي او عزاء وعندما تقوم بعمل اشهي الاطعمه لايشكرها وبالتالي اولادها اتبعوا نفس المعامله معها فلا احد يهتم باحتياجاتها ولا مشاعرها ولا الاهتمام بمشاركتها في اي قرار يتخذونه في حياتهم
حتي شعرت انها مثل زهره اللبلاب اوراقها قلبية الشكل تتحمل الظل قابله للتشكيل التي لفت حولها كل العناقيد في العشرين والثلاثين والأربعين حتي الخمسين لكنها وحيدة بلا اي نوع من الاهتمام والتقدير حتي انها تجلس في غرفتها وحيده بالساعات لا احد يشعر بغيابها غير لتوفير احتياجاتهم فقط حتي اصابها الاكتئاب والأمراض واصبح التعامل معها بحذر شديد واصبحت سامه وخطر علي كل من يتحدث اليها
فقررت الرحيل وطلب الطلاق فما كان منه غير الموافقة علي طلبها وبكل سهوله كانها لم تكن تعني له اي شيء فلم يتمسك بها فشعرت انه كان حضورها مثل غيابها
فقد طلقها في هدوء في صمت حتي أصابها الانهيار من ردة فعله اهكذا الحياه معه فكسرها بموافقته لطلب الطلاق
عزيزتي المرأه……
لا تضيعي عمرك في مهنه لا تحبيها او اصدقاء لايشعرون بك اواحلام لستي شغوفه بها او انها احلام تخص غيرك
وعندما تقرري الارتباط برجل
لا يهم ما يقدمه لكي ….بقدر هل ما يقدمه لكي هو حقا ما تحتاجين إليه أم لا؟
فاحتياجات النساء مختلفة وكذلك أسباب فرارهن من العلاقات تختلف ايضا...
و اعلمى جيدًا أن هناك عيوبـًا في بعض الرجال لن تتغير ابدًا، لذلك احترسى من هؤلاء الرجال قبل الدخول معهم إلى قفص الزوجية، فالثمن سيكون عمرك القادم.
ولا تجعلي الاشياء مفروضه علي قلبك وعقلك وان تتعلمي .. لذه الفشل فنهايه الفشل طريق نجاح ولكنه مصحوب بالخبرات الحياتيه التي تجعله في نهايته نجاح
واذا شعرتي ان العلاقة تستنزفك طاقيا ونفسيا وجسديا طول الوقت ولا تشعري بالدعم بل احيانا التقليل من شأنك وليس في استطاعتك التعبير بحرية او الكلام بحرية ونظرتك دائما للعلاقه انها سلبيه اذا هي النهايه
فالأصل في العلاقات هو ان نتشارك الحب و الاستمتاع و العطاء و الأخذ سويا و الدعم لبعضنا البعض بمحبه ومودة وهذا أصل العلاقات ..
فالعلاقات خلقت للراحة وأن تكوني في احسن حالاتك والحب تجاه العالم يملا قلبك فلا يجتمع نور الحب وظلام الكراهية في قلب واحد الا في العلاقات المزيفه
لذا كوني هادئة..حازمة ..حانية وقت الحنو ..صارمة وقت الحق ..مستغنية مكتفيه ..مكافئة لمن يقدرك ..معاقبة لمن يؤذيك.
وعليكي ان تجعلي لنفسك عالم خاص تلجأ اليه في اوقات فراغك وان تخلقي لنفسك أوقات فراغ للاهتمام بنفسك …. ..نفسك فقط …..
اترك تعليق