هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

جبر الخواطر _مبدأ من تعاليم الاسلام وكان من شيم النبى ﷺ

جبر الخواطر عبادة لم يصدر فيها نص صريح يحمل مصطلحها فى الشريعة الاسلامية الى ان معناها امر به المولى عز وجل وكانت من شمائل رسول الله صل الله عليه وسلم واقرت ما يفيدها احاديثه النبوية 


ومن الاحاديث التى تدل على انه صل الله عليه وسلم كان من شمائله انه جابراً للخواطر قبل ان تظهر دعوته وقبل ان يكون بين اصحابه ما ورد عن خديجة رضى الله عنها فى حقه صل الله عليه وسلم  حينما نزل عليه الوحى  حيث قالت " وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ".

وقد مدح المولى عز وجل خُلقه صلى الله عليه وسلم والتى يشمل معناها لصفة جبر الخواطر فقال تعالى "
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" آل عمران/159.

(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم/4.

"لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" التوبة /128.

كما أًمر النبى صل الله عليه وسلم بجبر الخاطر  ويتضح ذلك فى قوله تعالى "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ " الضحى/9–10.

 وقال اهل العلم فى شمائله التى تحوى ذلك المعنى انه كان جابراً للقلوب ليناً قريباً من الناس لايرد من سأله ولا يحرمه ويعفو عن مسيئهم وكان وجهه دائماً مستبشراً بعيداً عن العبوس غير مستبد برأى بل سمته المشاورة والمحاورة ولا يغلظ القول 

وكان مما حث عليه النبى صل الله عليه وسلم فى ذلك الشأن ما ورد فى حديث مسلم _عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ "

وفى ذات السياق اكدت الافتاء ان الشريعة الاسلامية جاءت بدين الرقي في كل شيء ومن تلك الاشياء مراعاة الخواطر وجبرها والحفاظ على المشاعر الإنسانية ومن الدلائل على ذلك قوله صل الله عليه وسلم "ذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ. حَتّىَ تَخْتَلِطُوا بِالنّاسِ، مِنْ أَجْلِ أَلا يحْزِنَهُ "

جبر الخواطر مصطلح مشتق من اسماء الله الحسنى 

وقال اهل العلم ان مصطلح جبر الخواطر مأخوذ فى الاصل من اسم الله تعالى "الجبار " فهو القادر على ان يجبر الفقر بالغنى والحزن الى سعادة واطمئنان والمرض بالصحة والخيبة والفشل الى النجاح والتوفيق فهو الجابر لحوائج خلقه 

وبينوا ان جبر الخواطر عبادة تدل على رجاحة العقل وصفاء وسمواً فى النفس وسلامة الصدر  وقال في اثارها سفيان الثورى "ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم"

دعائه صل الله عليه وسلم فى جبر الخواطر 

 وقد كان الدعاء بجبر النفوس من الادعية التى تلازم النبى صل الله عليه وسلم فقد ثبت فى سنن الترمزى انه كانَ   يقولُ بينَ السَّجدتينِ في صلاةِ اللَّيلِ "ربِّ اغفِر لي وارحَمني واجبُرني وارزُقني وارفَعني"






تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق