أيام وتبدأ أجازة منتصف العام الدراسي والجامعي. وبدأ الأبناء المنشغلون بامتحانات التيرم الاول في طرح سؤال علي والديهم: "هنعمل إيه وهنروح فين في اجازة نص السنة؟" خبراء علم النفس والاجتماع أجابوا عن هذا السؤال ووجهوا نصائحهم لكل أم بصفة خاصة لأنها تتحمل العبء الأكبر في إدارة البيت ومتابعة مذاكرة الابناء وامتحاناتهم وبالتالي تكون واقعة تحت ضغط كبير وتحتاج مثل أبنائها الطلبة والطالبات لتجديد نشاطها والخروج من حالة التوتر والقلق للاستعداد لبداية التيرم الثاني بما له من ضغوط جديدة.
يقول د.حسين جمعه "استاذ علم اجتماع السكان والأسرة بجامعة قناة السويس": يجب ألا نضيع فترة الاجازة في النوم أو مشاهدة التليفزيون أو الالعاب الالكترونية أو غيرها ولكن لابد أن تكون فتره النقاهة والاسترخاء الذهني والعقلي وإنجاز الأعمال المتراكمة والمؤجلة منذ فتره طويلة. كما أن الأم والاب عليهما عبء ومهمة ضبط الجو الملائم للأبناء وعليهم أن يخصصوا برنامجاً لقضاء عطلتهم في أماكن متميزة مثل الرحلات والاستمتاع بالمعالم السياحية مثل الأقصر وأسوان أو الاستمتاع بالجو الممتع في شرم الشيخ والغردقة ودهب وسيناء أو عمل رحلات اليوم الواحد في مدينه الفيوم أو رحلة نيلية والاستمتاع بها أو الذهاب إلي السينما أو المسرح أو الملاهي أو قضاء يوم في الحدائق العامة.
أشار إلي ضرورة أن يتفق كل من الزوجين علي عمل رحلة حتي يستمتع الابناء ويخرجون من ضغط المذاكرة والامتحانات ويمكن أن يتشاور الاباء مع الابناء في تنظيم رحلة تدخل السعادة علي قلوبهم ويمكن الاتفاق مع العائلة لقضاء رحلة جماعية تعيد لهم العلاقات والروابط الاجتماعية وتجدد حالتهم النفسية لغرس العلاقات الاسرية والتقرب من الأهل بالإضافة إلي العودة إلي ممارسة الهوايات سواء كانت من خلال أنشطة الرسم أو الموسيقي أو الرياضة.
أقصي استفادة
د.جمال فرويز "استشاري الصحة النفسية" يقول: لابد أن يبحث الجميع عن تحقيق أقصي استفادة باجازة منتصف العام في فرصة لالتقاط الأنفاس وتهيئة النفس التهيئة التي يحتاجها كل فرد بعد عناء فترة الدراسة والامتحانات فهي فرصه للخروج والتنزه والاستمتاع فيحتاج الجسم إلي شحن طاقته من جديد حتي نستعد للفصل الدراسي الثاني بنشاط وحيوية ولابد أن تكون الاجازة فرصة الراحة النفسية خاصة للأم التي عليها العبء الأكبر فهي المسئولة عن كل ما يخص المنزل من مذاكرة للأبناء أو الطبخ وغيرها من المهام الشاقة فلابد أن تحرص الام علي ممارسة الرياضة بشكل مستمر والتي لها تأثير كبير علي تنشيط أجهزة المخ وتقوية مناعتهم وتساعد علي النضوخ العقلي والالتزام بالمأكولات الصحية التي تحتوي علي الفيتامينات والمعادن والالتزام بالعادات الصحية السليمة.
أضاف أن الاجازة تجدد النشاط وفترة جيدة لإزالة التوتر ولتقليل الضغط والاجهاد التي تعرضت له الأم والأب والأبناء أثناء الامتحانات فهي فرصة لرفع المعنويات وبداية جديدة لإزالة التوتر وتغيير الروتين فمهما كانت العطلة قصيرة فإن استثمار كلّ دقيقة فيها واستغلالها للقيام بأنشطة جديدة ومفيدة سيُحسن من النفسية. لذا علي الأم رسم خطط ووضع برنامج لتتمكن من إنجاز أكبر قدر من الأُمور خلال فترة الاجازة والاستمتاع بالوقت حتي لا يضيع هباء واستغلاله للقيام بالكثير من الأنشطة المسلية كنوع من اكتساب أثر كبير علي صحتك النفسية واكتساب طاقة وجهد لإكمال العام الدراسي. مما ينعكس علي آداء الابناء الدراسي بعد انتهاء الاجازة.
يؤكد أن ممارسة الرياضة من الأمور الهامة جدا التي يحتاج إليها الفرد لتشحن طاقته كما تساعده علي الاستعداد في الدخول للفصل الدراسي الثاني وهو نشط وفي حالة إيجابية. بالإضافة إلي استغلال فرصة الإجازة بزيارة الأقارب والأصدقاء والحرص علي المشاركة بأنشطة خلال أجازة نصف العام لتنمية المهارات.. كما ان الإجازة فرصة للتقرب إلي الله أكثر من خلال الصلاة والصوم والدعاء أو بحفظ القرآن.
تجديد النشاط
أما د. خلود زين "استشاري العلاقات الاسرية والاجتماعية" فتقول إن اجازة نصف العام من أهم الإجازات التي تنتظرها الأسر بشدة بعد جهد الدراسة وعناء الامتحانات والعديد من الطلبة تكون فرحتهم بآخر يوم في الامتحان أكثر من فرحتهم بظهور النتيجة فالامتحانات بالنسبة لأولادنا وحش مرعب يستنزف طاقتهم ويجعلهم في حالة ضغط وتوتر وقلق دائم ويحتاجون لتجديد نشاطهم من جديد حتي يستطيعوا دخول الفصل الدراسي الثاني بنشاط وحماس. وعند انتهاء فترة الامتحانات من الضروري شحن طاقتهم من جديد حتي العودة للدراسة مرة أخري. فعلي الأمهات استغلال الإجازة بشكل يستفيد منه الابناء لأنها تعتبر فترة نقاهة جيدة ولابد أن يتم التخطيط لما سيقوم به أفراد العائلة وإنجاز الأعمال المتراكمة والمؤجلة.
أضافت: ايضا الأبناء يحتاجون إلي الشعور بالفراغ الذي افتقدوه في فترة الدراسة والامتحانات وبعضهم يحبون القراءة أو ممارسة الرياضة. وبعضهم اللعب باستخدام الأجهزة الإلكترونية فعلي الأم معرفة ظروف أسرتها وهوايات ابنائها والتصرف علي أساسها ولكن بقدر المستطاع لا تجعلوا الاجازة تمضي بدون السفر حتي لو لمكان قريب وبأقل التكاليف نظرا للظروف الاقتصادية فالسفر له فوائد مثل الاستمتاع بالجو النقي وإستكشاف حياة جديدة وكسب صداقات جديدة. وعلي الأم اتباع عده خطوات أهمها تحديد المكان المناسب وتدبير الميزانية المناسبة حسب ظروف الاسرة المادية وتحديد المكان المناسب وتدبير ميزانية الرحلة.
ابتكار انشطة
د. سحر حسان "استاذ علم اجتماع الاسرة والسكان بجامعة قناة السويس" تقول: علي الأم ابتكار بعض الأنشطة مع الطفل مثل الأنشطة اليدوية أو الجسدية أو الانشطة العقلية أو الانشطة الابداعية فتعتبر الاعمال اليدوية أهم طرق الاستفادة من وقت فراغ الطفل. ويجب الاهتمام بالجانب العقلي لطفلك والذي يتمثل في القراءة فهي من أكثر الامور التي توسع من مدارك الطفل.
فلابد أن تقوم الأم بتخصيص وقت يومي للقراءة. فالقراءة تفتح الكثير من الآفاق أمام الطفل وتجعل عقله أكثر ادراكاً. لهذا السبب لا يمكن الاستغناء عن تلك العادة اليومية الهامة كما أن حفظ القرآن الكريم من أكثر الانشطة التي علي الأم الاهتمام بها. لذا بإمكانك البدء بتحفيظ طفلك سور قصيرة من القرآن ومن ثم تكرارها دائما عند الصلاة ويمكن الاهتمام بمشاهدة أفلام الخيال العلمي المناسبه لعمر الطفل فهذا النشاط ترفيهي عقلي يمكن أن يمارس بشكل دائم لتوسيع مداركه. ويمكن الاهتمام بتعلم اللغات لتنمية اللغات عند طفلك.
تشير إلي أن الاهتمام بالأنشطة الإبداعية أمر مهم بالنسبة للطفل مثل الاشتراك في الورش الفنية كالرسم. وتنمية الموهبة إذا توافرت لدي الطفل فإذا كان الطفل لديه موهبة العزف الموسيقي فهناك الكثير من الآلات الموسيقية التي يمكن لطفلك أن يتعلم واحدة منها ويبرع فيها والغناء أيضا إذا تواجدت مهارة الغناء لدي طفلك بإمكانك التقديم له في مكان مثل دار الأوبرا لتنمية هذا الجانب لديه ويمكن تنميه موهبة التمثيل التي تعد من أهم الانشطة الابداعية التي بإمكانها أن تحول طفلك من طفل خجول إلي طفل جرئ اجتماعي يجيد التعامل مع الاخرين.
اترك تعليق