الفنان محمد فوزى أيقونة الفن المصري لقب بـ "رائد الموسيقى الشابة والمتجددة" فقد كانت الألحان التي يقدمها من نوع السهل الممتنع لانها تتصف بالبساطة والبهجة والعمق في ذات الوقت ، صاحب موهبة في الالحان والغناء والتوزيع ، فكان حريصا على دمج الإيقاعات الشرقية إلى جانب الغربية أيضا، كان الاشهر في السينما الغنائية والاستعراضية، لكنه الفنان الوحيد الذى اطلق علية أسم مرضه.
محمد فوزي نشأ في عائلة فنية فقد كان والده من محبي العزف وهو شقيق هدى سلطان وهند علام.
وكان أول من قدم اللون الفرانكو في الأغنية العربية في اغنية "يا مصطفى".
والتي غناها برونوموري شقيق الفنانة العالمية داليدا والمطرب بوب عزام في عام1961، الا ان بعد ظهور الأغنية في السينما في فيلم “الحب كده” انطلقت عشرات النسخ من هذه الأغنية مترجمة إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية وصولا إلى اللغة الأردية، كما قدم بعدها أغنية فرانكو أراب أيضا وهي “فطومة أنا قلبي حبك”.
قدم العديد من الاغاني العاطفية والوطنية واغاني الاطفال واغاني المناسبات أشهرها «ماما زمانها جاية» و«ذهب الليل طلع الفجر» والأغنية الوطنية الشهيرة "بلدي أحببتك يا بلدي" وأغاني المناسبات ك "هاتوا الفوانيس يا ولاد" الخاصة برمضان وأغنية «إنتي يا أمي» الخاصة بعيد الأم.
ومن اهم اعماله انه لحن النشيد الوطني الجزائري الذي الفه شاعر الثورة الجزائري مفدي زكريا
كما كان اول من أسس مصنع أسطوانات في الشرق الاوسط فكان يسخّر كل إمكانياته من أجل الفن، وكان يتمتع بالذكاء في الإنتاج والتجارة.
ثورة يوليو ..
الا أنه بعد "ثورة يوليو" تم تأميم المصنع وعلى أثر هذا أصيب بمرض نادر وتدهورت حالته الصحية ،وبدأت تظهر عليه أعرض المرض على هيئة ألم في الظهر وانخفاض ملحوظ فى الوزن، وقلة الحركة والشعور بالتعب وتحجر فى البطن، وإنخض وزنه بشكل كبير وصل إلى 36 كيلو .
مرض فوزى ..
أحتار اطباء مصر في تشخيص المرض انذاك واضطر ليسافر خارج مصر (المانيا)
لتصدر المستشفى الألمانى بيانا قالت فيه إنها لم تتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقى، ولا كيفية علاجه، وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض، حيث وصل وزنة إلى ٣٦ كيلو، ويقال أيضا أن هذا المرض سمى وقتها باسم "مرض فوزى".
تشخيص المرض..
لكن فى النهاية تم تشخيص المرض بتليف الغشاء البروتينى الخلفى الذى كان علاجه المسكنات فقط والذي تسبب فى وفاة الفنان محمد فوزي لعدم وجود علاج انذاك. وتوفى محمد فوزى بمدينة برلين بألمانيا.
بعد ما قامت زوجته بكورسات في التمريض لتقوم بالعناية به اثناء مرضه،ودعمه نفسيا ، وكان قد حجز تذكرة للسفر للحج مع زوجته لكن من شدة تعبه تحول السفر الى اوروبا ليعرض على أشهر الاطباء في المانيا.
وصية فوزى..
ومن شدة تعبه وشعوره بقرب وفاته كتب وصية قبل وفاته بساعات قليلة و كتبها بنفسه بكلمات مؤثرة جدا :
"إن الموت علينا حق وإذا لم نمت اليوم سنموت غدا وأحمد الله أنني مؤمن بربي فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي و كنت أتمنى أن أؤدي الكثير ولكن إرادة الله فوق كل إرادة البشر والأعمار بيد الله لن يطيلها الطب ولكنى لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسي وفى حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة.. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلى.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي”.
وكان الاطباء أكدوا بأن مرضه ،تليف الغشاء البروتينى الخلفى مرض يصيب الغشاء الداخلى المبطن للتجويف الداخلى للبطن، ويحدث هذا المرض نتيجة الإصابة بأمراض فيروسية داخل البطن واخذ الكثير من الأدوية والمسكنات وقد ينتج عنه ارتفاع فى الضغط والفشل الكلوي وضيق فى الشرايين وضمور فى الأمعاء.
موضحا أن فى الوقت الحالى هذا المرض أصبح علاجه بسيطاً ومتوافر وسهل ويتم علاج الناس منه بسهولة عما سبق.
وتوصل الاطباء إلى علاج لمثل حالات اراحل محمد فوزى .
اترك تعليق