هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

برئاسة العلاّمة بن بيّه.. وفي ختامه بنواكشوط

"المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم" يوصي باستلهام نموذج الإمارات في التعايش

دعا الشيخ عبد الله بن بيّه؛ رئيس "مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي"، ورئيس "منتدى أبوظبي للسلم"  البشرية كافة للدخول في السلم وذلك في كلمته الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم في نسخته الثالثة بقصر المؤتمرات" المرابطون" بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.

 


 


وذلك استجابة لقول الله تعالى" ادخلوا في السلم كافة" / البقرة 208" والتي رفعها  المؤتمر شعارا لهذه الدورة وذلك  بحضور فخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الموريتانية الذي افتتح الفعاليات بحضور كوكبة مضيئة ورموز فكرية وسياسية ودينية من بلدان عديدة وعلى مدار ثلاثة أيام شهدت العاصمة جلسات وورش وأطروحات غاية في الأهمية والمصيرية افتتحها الشيخ العلامة الجليل بن بيّه بكلمته التي دارت حول عدة نقاط هامة منها: وجوبية الدخول في السلم استجابة لخطورة اللحظة الراهنة من عمر البشرية، بعد أن صار طريق السلم إجباريا وليس اختياريا وذلك لإنقاذ البشرية وحقن الدماء، حيث لفت سماحته إلى مستويين في حديثه عن الطريق إلى السلم: الأول: متعلق بالتوعية بمدى أهمية اعتبار السلم أولوية قصوى، ويرتبط بهذا المستوى في رأي سماحة الشيخ الجليل ما تقوم به المؤتمرات من تنبيه وتذكير عبر انعقادها وتأثيرات حضورها الإعلامي،
والثاني: يتعلق بالمبادرات الهادفة إلى تفكيك المشكلات الكبرى وحل الأزمات المؤدية إلى زعزعة أمن وسلام الأوطان وذلك عبر حوارات ذات عدة أوجه منها ما يتعلق بالدين والمفاهيم الدينية ( الجهاد، والولاء والبراء، التكفير)، وما يتعلق بالمشاركة السياسية (المصالحات)، وأخيرا ما يتعلق بالتنمية (تنفيذ المشروعات التنموية).
وفي كلمته الافتتاحية تحدث كذلك العالم الجليل عن أهمية تصويب المفاهيم الخاطئة  وفك أي اشتباك وتبيان وتوضيح وإزالة أية شُبهة تصنعها الأفكار المتشددة، كما تحدث  معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه عن وجوب رسم خارطة طريق لجغرافيا الأزمات، وما يحتاجه ذلك من تدخل الوسطاء واللجوء إلى الحوار لتعزيز المصالحات على بساط التنمية. وأكد سماحته كذلك على ضرورة إسهام المؤثرين من أهل الرأي والمشورة  في تعزيز السلم والأمن؛ من خلال استمرار بناء الجسور  بين أطراف الخلافات الملتهبة. مشدداً على ضرورة إثراء الجهد الفكري بجهود موازية في مجال التنمية تقوم بها الحكومات داعياً الدول الكبرى الصديقة لأفريقيا والمنظمات الدولية المعنية بها إلى دعم جهود السلم والتنمية في القارة السمراء .. ودعا الشيخ بن بيه البشرية جمعاء إلى الدخول في السلم كافة،  معتبرا أن الأمر لم يعد اختياريا بل صار حتميا من أجل إنقاذ البشرية، وطالب العلماء بالسعي إلى إيقاف الحروب بكل الوسائل معتبرا أن فرص السلام متاحة دائماً؛ إذا توفرت النوايا  والجهود المخلصة.
                             ( ملتقى استثنائي)
ويلاحظ في ذلك الملتقى الاستثنائي عدة أمور لافتة ومبشرة وجديرة بالنظر والتأمل والتأويل أهمها: ملاحظة  الأثر الكبير والمتعاظم لـ "منتدى أبو ظبي للسلم" وجهود الشيخ المبارك العلامة عبد الله بن بيّه رئيس المنتدى خارج حدود دولة الإمارات حتى صار المنتدى برئاسة فضيلته  شعلة مضيئة تهدي السائرين على درب السلام ويدا  بيضاء تغرس بذور التسامح في كثير من بقاع الأرض الملتهبة لاسيما إفريقيا التي تعاني الكثير من الصراعات في أكثر من مكان. 
أما الأمر الثاني فهو ذلك التجاوب والتفاعل واسع المدى من عدد كبير من رؤساء  إفريقية وحرصهم على حضورهم الشخصي ومشاركتهم المثمرة في الفعاليات والجلسات وطرح الرؤى والأفكار ومناقشة العوائق والعقبات وتقديم الحلول والتوصيات  وفق رؤية الشيخ الجليل بن بيّه التي تهدف إلى تعزيز مبادئ التسامح والتعايش وتحقيق المصالحات بناء على أسس الأخوة والوئام؛ لترسيخ السلم المستدام، وتحقيق التنمية والازدهار المنشود في القارة الإفريقية على جناح السلام.   
ذلك كله بمشاركة فاعلة من خمسة رؤساء، حضر منهم ثلاثة بشكل شخصي، هم:  السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الموريتانية الإسلامية الذي افتتح الفعاليات، وواصل رعايته  للمؤتمر،
            (السيد الغزواني يشيد بجهد الشيخ الجليل بن بيّه)
وتوجه السيد عبد الله الغزواني في كلمته بالشكر إلى فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس "منتدى أبو ظبي للسلم"، مقدرا مكانته العلمية ومنزلته الدولية ومشيرا إلى جهده اللافت في نشر السلام والإخاء والاعتدال، مؤكدا  أن  عقد هذا المؤتمر بانتظام دليلا على صدقيته 
وتحدث الرئيس الغزواني  في كلمته عن ضرورة تحصين عقول الأفراد ووجدان المجتمعات كضمانة للأمن والاستقرار كما لفت الغزواني إلى أن هزيمة التشدد والتطرف لا تكتمل إلا بانتصار فكري وثقافي مع الانتصار الاجتماعي والاقتصادي والأمني
وقد حضر أيضا السيد محمد بخاري رئيس نيجيريا الاتحادية، و السيد بول كاغامي رئيس راوندا، و السيد محمد بازوم رئيس النيجر، الذي جاءت مشاركته في هذه الدورة عبر الفيديو، فضلا عن السيد عمر إيسيكو رئيس غينيا بيساو، ومثله  سواريس صمبو نائب رئيس الوزراء. إلى جانب عدد كبير من الفاعلين وصناع القرار على مستوى العلماء والمفكرين ومنظمات المجتمع المدني والقادة الشباب، زاد عددهم عن خمسمائة شخصية. وافتتح السيد محمد ولد الشيخ الغزواني فعاليات الملتقى السنوي الثالث للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم في قصر المؤتمرات – المرابطون -  في نواكشوط، وسط حضور رسمي وشعبي، إفريقي ودولي كبير زاد  عن ألف شخصية 
كل هؤلاء الرؤساء والرموز والقيادات شهدوا  افتتاح فعاليات الملتقى السنوي الذي عقد تحت عنوان "ادخلوا في السلم كافة" برئاسة معالي الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس "مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي"، رئيس "منتدى أبوظبي للسلم" كما شهده نخبة كبيرة من الرموز الدينية والسياسية وكيانات رسمية وأهلية ناشطة في مجال السلام والسلم الاجتماعي حيث تزينت قاعات المؤتمر بحشود كبيرة، كان منهم أيضا : وزراءَ و وقضاة ومفكرون  وعلماء وأكاديميون وإعلاميون وممثلو منظّمات أممية، ومسؤولو منظمات إسلاميّة، وسفراءَ وممثلي هيئات حكومية ومراكزَ ومنظماتٍ دوليّة، بينما ناقشت جلسات المؤتمر وفعالياته عددا من الموضوعات الهامة منها: 
جغرافية الأزمات في القارة الإفريقية، الحوار والمصالحات التأصيل والتنزيل، تصحيح وترشيد المفاهيم، السلم في التراث الإفريقي، دور المؤسسات التعليمية في تعزيز السلم، التنمية على بساط السلم وقضايا الشباب والهجرة غير الشرعية بينما أقيمت على هامش الملتقى الثالث قمة "الشباب الإفريقي: صناع السلام"، برعاية  للسيدة الأولى، مريم ولد ألداه، وشارك فيها كوكبة من القيادات الشبابية والرموز السياسية  من بلاد وجنسيات مختلفة وأوصى أيضا بإنشاء فرع لحلف الفضول الجديد في أفريقيا ليكون إطاراً للتعاون في نشر قيم التسامح والسلم بين القيادات الدينية والفعاليات الشبابية من مختلف دول القارة، ومجلس لرائدات السلم وآخر لشباب السلم الإفريقي.. وفي ختام بيانه، وجه المشاركون جميعا ، نداء حاراً باسم الإسلام والأخوة الإنسانية لإيقاف الحروب والعنف في القارة الأفريقية حفظا للدماء واعتماد الحوار والوسائل السلمية طريقا آمنا لحل الأزمات وضرورة الاحتكام إلى العقل والحكمة والمصلحة.. بينما أكدت التوصيات الختامية للمجتمعين على النقاط الآتية:
                                 ( التوصيات )    
-    الإشادة بنموذج دولة الإمارات في التسامح والتعايش، والتوصية بأهمية الاستلهام من هذا النموذج الذي تتعايش في كنفه عشرات الأديان والثقافات والأعراق المختلفة، ومئات الجنسيات في أمن وأمان ومودّة واحترام.
-    اعتمادُ الحوار وسيلة وحيدة لحل النزاعات والصراعات في العالم بالاستناد إلى قوّة المنطق لا إلى منطق القوّة، بجانب التنسيق مع الجامعات المرموقة في القارة للقيام بسلسلة من الندوات والورش الأكاديمية لتعميق البحث العلمي في مفاهيم السلام والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع.
-    ضرورة تسليط الضوء على النماذج الإيجابية، والقصص الملهمة، والمبادرات الناجحة في مجالات السلم والمصالحات على مستوى قارة إفريقيا.
-    تعزيز وتفعيل دور الشباب والنساء في بناء السلم المحلي وفي الإسهام في رسم السياسات وبناء الشراكات لتعزيز استقرار المجتمعات وحفظ السلم فيها.
-    إنشاء وتنظيم قوافل السلام من الأئمة والوجهاء من مختلف العرقيات والقبائل في المناطق التي تعاني من الحروب الأهلية والصراعات الدموية. تهدف إلى العمل الميداني المؤثّر في نشر قيم التسامح والأخوة وتكون رسل مودة تخفف غلواء الاختلاف وتعزز أواصر المحبة والأخوة داخل المجتمعات.
- إنشاء جامعة لتدريس العلوم الشرعية وتصحيح المفاهيم وفق شعار "العلم قبل العمل".
-  تعزيز الشراكات والتعاون، وتنسيق الجهود بين الهيئات والمنظمات العاملة في صناعة السلم والتسامح والعيش المشترك في القارة.
    -  تخصيص منح لدعم البحوث والدراسات في مجال استراتيجيات تعزيز السلم دينيا وقانونيا وإنسانيا
    -  إدراج قيم السلم والتسامح في مناهج التربية والتعليم بالدول الافريقية، والتعاون في ذلك مع المؤسسات الاقليمية والدوليّة ذات الاختصاص. 
-   احتضان العواصم الافريقية لورشات عمل طيلة السنة تحت إشراف المؤتمر الافريقي للسلم بتنسيق مع الحكومات والمنظمات العاملة في المجال.
- إنشاء فرع لحلف الفضول الجديد في أفريقيا ليكون إطاراً للتعاون في نشر قيم التسامح والسلم بين القيادات الدينية والفعاليات الشبابية من مختلف دول القارة، ومجلس لرائدات السلم وآخر لشباب السلم الإفريقي.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق