لا شك ان الأزمات الاقتصادية التي تعرض لها المجتمع المصري خلال السنوات الـ 20 الماضية ساهمت بنسبة كبيرة في زيادة نسبة العنوسة بين الفتيات والشباب علي حد سواء وذلك بعد أن زادت الأسعار بصورة جنونية دفعت الكثير من الشباب إلي الانصراف عن الزواج الأمر الذي أدي الي أن أصبحت العنوسة صداع في رأس أكثر من 15 مليون شاب وفتاة.

روشتة من القيادات النسائية.. لمواجهة الأزمات العائلية

إلغاء الشبكة.. مساكن اقتصادية للمقبلين علي الزواج.. التقسيط بدون فوائد

"الجمهورية أون لاين" استطلعت آراء عدد من القيادات النسائية حول تقدمهم بروشتة لمواجهة هذه الأزمه العاتية وأكدت هذه القيادات علي ضرورة أن تقوم الدولة بإقامة مدن ومساكن مخصصة للمقبلين علي الزواج بأسعار تناسب الجميع وإلغاء الشبكة الذهبية بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب وتوجيه قيمتها لشراء مستلزمات المنزل الأساسية من الأثاث والأجهزة الكهربائية وقيام عدد من البنوك بتوفير قروض حسنه للشباب المقبل علي الزواج يسددها بالتقسيط علي أقساط مريحة.

تقول المحامية هالة عبد القادر رئيس مجلس أمناء المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة : بالطبع الأزمات الاقتصادية وراء هذه المشكلة بعد عزوف كثير من الشباب والفتيات عن الزواج خاصة مع زيادة حالات الطلاق والخلع.
أكدت علي ضرورة أن يكون هناك مشروعا قومياً موجهاً للمقبلين علي الزواج من الشباب والفتيات ويوفر مساكن اقتصادية بأسعار معقولة.

وتتفق معها المحامية عايدة نور الدين رئيس جمعية المرأه والتنمية مؤكدة علي ضرورة أن توفر الدولة مدن جديدة لشباب الخريجين المقبلين علي الزواج بأسعار مخفضة علي أن يقيم بها المتزوجون ولا يقومون ببيعها أو تأجيرها.

تري ان دور الأسرة مهم للغاية في توعية الفتيات بأن الزواج لا يقوم علي التباهي والتفاخر بل يقوم علي الشراكة لبناء أسرة ناجحة مشيرة إلي ضرورة التخلي عن الشبكة الذهبية وأن نمحو من قاموس بناتنا كلمة اشمعنا بنت خالتي واشمعنا بنت عمي فهذا الموروث الاجتماعي انتهي عصره.

أضافت ان دور المجتمع المدني هو المساهمة في توفير فرص عمل للشباب بقدر المستطاع بالإضافة إلي عدم المغالاة في اقامة الأفراح.

  قانون خاص  

وتؤكد د. ايمان بيبرس رئيس جمعية نهوض وتنمية المرأة علي ضرورة اصدار قانون جديد خاص بالزواج لضمان حقوق الفتاة والشاب معا ويضمن أن يكون الانفاق بالشراكة وأن يحمي الفتاة والشاب حتي لا يحدث عزوف عن الزواج.

أضافت: لابد من وقف المغالاة في المهور والطلبات الخيالية وأنا شخصيا عندما تزوجت لم اشترط شبكة ذهبية وعشت في بيت اسرة زوجي بعد وفاة والديه وأثثت فقط غرفة نوم وصالة ورفضت شراء أهلي لأثاث فاخر واشتركت مع زوجي الطبيب في تأثيث منزلي رغم ان أهلي ميسورو الحال.

أشارت إلي انه ليس عيبا أن نبدأ بحجرة وصالة ولكن المفروض هو تحمل مسئولية هذا الزواج بكل مفرداته وأن يكون هناك قانون للحماية وضمان الحقوق.

  امنعوا الغارمات  

وتري د.  مني ابو هشيمة رئيس جمعية ملتقي المرأة العربية والافريقية ان المغالاة في المهور والطلبات العالية وراء أزمة العنوسة في مصر مشيرة إلي أزمة الغارمات التي يدخلن السجون بسبب شراء اثاث وأجهزة بشكل مبالغ فيه والتوقيع علي شيكات بمبالغ هائلة ثم تقوم الدولة بدفع هذه الأموال لاخراجهن من السجون مما يشجع غارمات جدد علي تكرار هذه الاخطاء ويجب أن نوقف هذه المهزلة.

اضافت انها تعرف فتيات تصر علي شراء أكثر من غسالة وثلاجة رغم انهن من أسر فقيرة.

أكدت ان ابنتها عندما تقدم لها زوجها صممت أن يقدم لها شبكة متواضعة ورفضت أن يكتب لها قائمة منقولات لأن مثل هذه الأشياء تترك أثراً بعد الزواج ولكن ابنتها قالت "احنا بنشتري راجل".

   مؤتمر قومي   

وتؤكد د.  هدي بدران رئيس اتحاد نساء مصر علي ضرورة الدعوة لعقد مؤتمر قومي أو حوار مجتمعي للتعرف علي أسباب تأخر سن الزواج والعمل علي حل هذه الأزمة الكبيرة خاصة ان الكثير من الفتيات الآن لا يفكرن في الزواج بل يعتبرونه عبئا عليهن ويفضلن العمل أكثر من الزواج.

تشير إلي رفضها كلمة "عانس" لأنها كلمة غير مقبولة خاصة مع التغير الحادث في المجتمع مؤكدة علي اننا كمجتمع نعاني من زواج الأطفال في القري والنجوع.

أضافت أن ارتفاع نسب الطلاق دفعت بالعديد من الفتيات إلي رفض الزواج حتي لا يلقين نفس المصير مؤكدة علي ضرورة توفير فرص عمل ومساكن اقتصادية للشباب للتيسير علي الزواج.

وتقول نجوي جمال الدين عضو لجنة المرأة والعلاقات العامة بالاتحاد الاقليمي للجمعيات الأهلية ان السبب الأساسي وراء العنوسة هو المتطلبات الكثيرة للأسر وبشكل مبالغ فيه مما يجعل الشباب ينصرف عن الزواج.

تضيف : هناك مبادرة الآن منتشرة علي مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلي استبدال الشبكة الذهبية بالفضة ولابد أن نتغير مع تغير المجتمع ونكتفي بالدبلة الذهبيه فقط وأن يكون الأثاث والمفروشات بشكل معقول وبسيط.
تري ان الأسرع عليها دور كبير في تبسيط الزواج وليس تعقيده.

وتقول د. عزة سلام استاذ أصول التربية بجامعة المنيا ورئيس جمعية الأسرة المصرية للتنمية ان نسب العنوسة في تزايد مستمر نتيجة حالة الغلاء التي يعاني منها المجتمع حاليا بالإضافة إلي أن الكثير من الفتيات لديهن موروث اجتماعي خطير وهو التمسك بالشبكة والمهر خاصة في محافظات الصعيد مما يؤدي إلي نوع من الخلل داخل المجتمع.

أكدت علي ضرورة أن نقوم بتوعية الشباب والفتيات وتغيير هذا الموروث الاجتماعي الذي لم يعد يتفق مع العصر الحالي.

ودعت الدولة إلي توفير مساكن اقتصادية للشباب المقبل علي الزواج بأسعار مناسبة نظراً للظروف الحالية.