كثير من الآباء والأمهات يعيش رحلة عذاب ومعاناة وأوجاع بسبب إصابة احد ابنائهم باعاقة ذهنية أو حركية أو نفسية، وحتي لا يقع المقبلون على الزواج في هذه المشكلات ويتجنبوا هذه الاوجاع وجه خبراء طب الاطفال المبتسرين والصحة النفسية والتربية الخاصة نصائح مهمة لكل أم وأب لاكتشاف إصابة الابن بأي نوع من الإعاقة مبكراً حتي يسهل علاجها ولا تؤثر عليه وعليهم مستقبلاً.
الخبراء أكدوا أن هناك عشرة اسباب لإصابة الطفل بأحد أنواع هذه الإعاقات، أهمها على الإطلاق زواج الاقارب وحدوث خلل في الجينات ووجود تاريخ مرضي في العائلة وإهمال الام لعلاج بعض الأمراض التي قد تصيبها أثناء الحمل وأيضاً إهمال التطعيمات للصغير أو اخراج المولود من الرحم بشكل خاطئ أو إصابته بالصفراء أو شلل الاطفال او الالتهاب السحائي أو ارتفاع درجة حرارته بشكل كبيرأو سقوطه من مكان مرتفع. أو التعرض لحادث.
زواج الأقارب
يقول د.احمد العربي "استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة والمبتسرين وعضو الجمعية المصرية للأطفال وحديثي الولادة إن الاعاقة حالة يمكن أن يتعرض لها أي طفل وتستمر معه طوال حياته ولكن اكتشاف الحالة مبكرا يمنع تطورها وحدوث عجز كلي له في حالة الاعاقة الحركية حيت أن الاعاقة قد تكون نفسية او عقلية أو حركية فهناك أكثر من 15% من سكان العالم يتعرضون لحدوث الاعاقة سواء أكانت كلية أو جزئية أو مؤقتة ويكون في إحدي القدرات النفسية أو الجسدية أو العقلية مما يسبب حدوث عجز للشخص في التواصل مع المجتمع حيث أن هناك عشرة أسباب لإصابة الصغار بالاعاقة أول هذه الأسباب هو الاضطرابات الجينية بسبب حدوث مرض للأم أثناء فترة الحمل وحدوث مضاعفات لها نتيجة إهمال العلاج وعدم السيطرة علي المرض مثل مرض التهاب المفاصل والقلب والسكري والسرطان وأمراض الجهاز العصبي وبالطبع الأساس وأهم سبب في حدوث هذه الاعاقة هو زواج الاقارب الذي ينجم عنه كوارث لاحصر لها.
أضاف إن هناك أسباباً أخري تحدث للطفل بعد ولادته يمكن أن تسبب له اعاقة وهي الإصابة بامراض الحمي الشوكية وشلل الأطفال وحدوث ارتفاع في درجة الحرارة وإهمال مواعيد التطعيمات أو تعرض الطفل لحادث لا قدر الله.
فحص قبل الزواج
اشار إلي أن الاكتشاف المبكر من الأم للإعاقة الحركية يقلل من حدوث مضاعفات للحالة. كذلك ينبغي أن يقوم الأبوان بإجراء عدة فحوصات قبل الزواج للتأكد من خلوهم من الأمراض الوراثية وتحميهم من الأوجاع بعد الزواج عندما يكتشفان اصابة مولودهما باي نوع من الاعاقة. كما أنه عند اكتشاف الام إذا كان لدي الطفل شكوي في العظام أو المفاصل ولاحظت الأم قصوراً في نموه أو ظهور علامات تعيق حركته يجب عرضه علي طبيب الأطفال المختص للكشف عليه ومعرفه اسباب ظهور هذه الأعراض عليه.
قال: هناك بعض الأسباب التي يمكن من خلالها ظهور مشكلات في الطفل وهي اصابة الأم بالحصبة الألمانية أثناء الحمل أو عند ولادة الطفل فيحدث له نقص في الأكسجين فيسهل بذلك تعرضه للإعاقة. او استخدام الجفت في إخراج الطفل من الرحم فيمكن أن تصيب رأسه وبالتالي تعرضه للاعاقة أيضاً أو إذا تعرض المولود للإصابة بالصفراء ولم يتم معالجته بشكل صحيح يتعرض للاعاقة أيضاً ويؤثر ارتفاع نسبة الصفراء الي حدوث فشل في وظائف الكبد أو إذا تعرض الطفل لارتفاع حاد في درجة الحرارة دون السيطرة عليها يمكن أن تؤثر علي خلايا المخ وتسبب الاعاقة.
اختبارات للطفل
أكد أنه يجب أن تلاحظ الأم كل ما يتعلق بالمولود مثل اختبار قدرته على الانتباه للأشياء أو الأصوات والاطمئنان على حركة الأطراف أو حاسة الأبصار، فإذا لاحظت وجود أي خلل ينبغي عرضه على طبيب الأطفال المختص. فالكشف المبكر يجنب الكثير من المشكلات ويؤدي إلي تحسين حالة الطفل ورفع مهاراته وتقليص درجة الاعاقة.
يشير إلي أن الاعاقات الحركية تحدث خللاً في الجهاز العصبي والحركي مثل حالات الشلل الدماغي أو ضمور العضلات أو التشوهات الخلقية مثل فقد حاسة السمع والكلام أو فقد البصر او إصابته باعاقة حركية لعدم اكتمال نموه الذهني مثل الإصابه بمتلازمة داون.
علامات واضحة
دكتور عمر عبد العزيز "اخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة" يقول : هناك علامات واضحة تظهر علي الطفل المعاق حركيا وهي قلة وزنه بعد الولادة مباشره او عدم قدرته علي الرضاعه وكذلك صعوبة البلع أو المص وعند بلوغه عمر خمسة اشهر لا يستطيع توجيه رأسه أو تحريكها نحو الاشياء وبالتالي التأخر في الجلوس والمشي بعد إتمامه عمر السنة ونصف.
اضاف يمكن ايضاً ملاحظة عدم سيطرة الطفل علي حركة اليدين أو الإمساك بالأشياء وعدم القدرة على التركيز مع من حوله وقيامه الدائم بحركات في اللسان داخل الفم أو خارجه وعدم القدرة علي الاستلقاء علي بطنه أو الإسناد علي ذراعيه بالاضافة الي كثرة البكاء والصراخ وعدم استقرار النوم وتصلب العضلات والأطراف وارتخاء العضلات ويأتي ضمن أسباب حدوث الاعاقة تعرض الطفل للاصابه بمرض السحايا والذي يؤدي إلي حدوث اعاقة ذهنية والذي قد يؤثر علي حدوث أمراض أخري وحدوث مشكلات في نموه وتطوره العقلي.
السقوط وانتفاخ الرأس
دكتورة صافيناز عبد السلام "استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية" تقول: نجحت الدولة بتوجيهات ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسي في وتوفير الرعاية اللازمة لهم ودمجهم في برامج التأهيل لرفع مستوي الوعي بحقوقهم واسهامهم في المجتمع فضرورة الكشف المبكر علي الطفل توفر الكثير من الوقت وتكون اسرع في الشفاء الجزئي من الاعاقة.
تضيف إنه لابد أن يعرف الأب والأم بعض الإرشادات لتجنب حدوث الاعاقة أهمها الابتعاد عن الأجواء الملوثة ومراكز الأشعة للأم الحامل أثناء حملها والقيام بالتغذية السليمة أثناء الحمل وضرورة امتناع الأم عن التدخين أو المشروبات الكحولية وضرورة متابعة الفحوصات الطبية أثناء الحمل بالإضافة إلي ضرورة وجود طبيب اطفال أثناء الولادة للكشف الطبي والاطمئنان علي صحة المولود واجراء فحوصات دورية لمراقبة نمو الطفل وتطوره العقلي والجسدي وضرورة تناول اللقاحات والتطعيمات الأساسية وكذلك تجنب حدوث حمي للطفل والانتباه إذا ارتفعت درجة حرارته والإنتباه إذا ظهر انتفاج في رأس الطفل أو تعرضه للسقوط من مكان مرتفع.
اللعب من الطفل
تشير إلي أن توفير جو أسري مليء بالدفء والأمان وقضاء وقت مع الطفل باللعب والحديث يكشف عن وجود أي اعاقه لذلك يجب رفع وعي الناس خاصة السيدة أثناء الحمل حيث ان احد المحاذير اللازمة هي وجود تاريخ عائلي للإصابة باعاقات ذهنية أو حركية أو تأخر نموه إذا لاحظت الأم ظهور علامات غير طبيعية علي الطفل في حاله اذا كانت الأم سنها فوق 45سنه او وجود أقارب في العائله يعانون إعاقات ذهنية أو حركية لذلك لابد أن يتم إجراء فحص جينات وراثية قبل الزواج.
تضيف إن هناك مؤشرات أولية قد تساعد الأم في الكشف المبكر عن الإصابة وهي تأخر نموه الحركي عدم التواصل مع الآخرين وعدم البكاء علي الام وعظم الاستجابة أثناء اللعب وكذلك عدم التواصل البصري بالاضافه الي حدوث خلل في نموه اللغوي في العام الأول يغير من سلوكه ويظهر عليه البكاء والصراخ كما ان فقد حاسة السمع بالاضافة الي ضرورة عمل فحص دوري للمخ للتأكد من عدم وجود إعاقات ذهنية.
تشير إلي أنه من علامات الطفل المعاق عقليا عدم استجابته لمحاولات لعب الأم معه والتفاعل العاطفي معها وعدم استجابته لتعابير الوجه وبالتالي فقد الطفل التفاعل الاجتماعي مع أقرانه وتأخر وبطء الكلام كما ان الطفل المعاق عقليا يعاني من مشكلات في القراءة والكتابة ويصاب بنوبات صرع وعدم القدرة علي فهم الآخرين. فلابد أن تقوم الام بإجراء اختبارات لمهارات الذكاء القياسي.
اعتراف الأبوين
وتقول دكتورة وسام منير "المدرس بكلية التربية الخاصة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وخبير الاستشارات التربوية والنفسية": إن الاكتشاف المبكر لاي اعاقة من اهم الخطوات الحاسمة في خطوات علاج الاطفال وخطوة مهمة جدا في البرامج التأهيلي للطفل وكيفية التعامل معه، والاكتشاف المبكر مرحلة صعبة جدا لكل ابوين عندما يشعران بمجيء طفلهما للحياة وهو لديه اعاقة لذلك فاعتراف الابوين باعاقه الطفل وقدرتهم على تقبل الطفل باعاقته من اهم الخطوات اللازمة في نجاح اي برنامج تاهيلي للطفل حيث يعد دور الأبوين مهما جدا في علاج وتأهيل الطفل حيث يعد اعتراف وتقبل الأبوين للطفل باعاقته هي نقطة فاصلة في حياته خصوصا عندما يخيم عليهم الحزن والأسي بعد ميلاد الطفل المعاق تعد خطوه الاكتشاف المبكر للاعاقات هي نصف مشوار علاج الطفل وتأهيله.
أضافت إن الخطوة الأهم هي اكتشاف الأبوين لعلامات ظهور بعض الإعاقات عند الطفل فظهور هذه العلامات على الطفل لابد ان تلفت نظر الأبوين ويدركان وجود مشكلة عند الطفل تستدعي التدخل المبكر للعلاج والتأهيل ومن هذه العلامات:عدم استجابة الطفل لمحاولات اللعب معه والتفاعل معها. استجابة الطفل لتعبيرات الوجه بطريقة عكسية. لديه اضطرابات في السمع والنطق. لديه تأخر في نموه الحركي مثل الحبو والوقوف والمشي، لديه مشاكل في اللغة بداية من المناغاة في الشهور الأولي بعد الميلاد، عدم بكاء الطفل لغياب الأم، عدم قدرة الطفل على الانتباه والتركيز في المثيرات البصرية، واذا لاحظت الام والاب هذه العلامات على الطفل لابد على الفور من القيام بالمتابعة مع الطبيب المختص للأطفال حسب الحالة التي يعاني منها الطفل وحسب نوع الاعاقة وشدتها.
أشارت إلي أنه من أشهر الاعاقات التي يعاني منها الأطفال هي إعاقات النطق والكلام، واعاقات صعوبات التعلم، واعاقات سمعية وبصرية، وإعاقات جسمية، وإعاقات اضطرابات انفعالية وسلوكية وغيرها من الاعاقات المزدوجة التي قد يصاب بها الطفل والتي تتطلب رعاية خاصة بالطفل منذ اكتشافها والتي تتوقف على حسب سن الطفل ونوعه وشدة الاصابة. وفي النهاية لايوجد طفل معاق ولكن يوجد مجتمع يعيق الطفل عن القيام بدوره داخله.
الطفل المتقوقع
عبير عبد الله "اخصائية التربية الخاصة" تقول إنه يمكن إكتشاف الإضطرابات وبعض الاعاقات لدي الاطفال مبكرا من سن شهور ووقت الرضاعة حيث تلاحظ الأم عدم بكاء الطفل إن تركته او على العكس البكاء الهستيري دون سبب معلوم او مرضي وتلاحظ ان الطفل لا يستجيب لأي مثيرات أو اصوات خارجية ولا ينتبه أو يلتفت نحو تلك الاصوات الواضحة مثل أي طفل ايضا لا يجيد الملاغاة ومحاولة شد انتباه الآخرين ولا يجيد التواصل البصري فهو في عالم آخر متقوقع مع ذاته، وبعض الامهات يلاحظن ويقلقن وعلى الفور يذهبن للكشف المبكر للاطمئنان على الطفل وتتقبل انه لديه اضطراباً ما.
أكدت أن التدخل المبكر يكون سبباً في تحسن حالة الطفل بسرعة اكبر .. وهناك بعض الأمهات لا تلاحظ وحتي لو تأكدت استخدمت اسلوب الانكار للحالة ورفض تام للاعتراف بأن لدي طفلها اي مشكلة من الأساس وهذا يكون سبباً في تأخر حالة الطفل وتدهور حالته الصحية والتعليمية والسلوكية.
قياس سمع
نصحت عبير عبدالله كل ام تلاحظ اي علامة من هذه العلامات أن تتوجه لعمل مقياس سمعي للتأكد من ان الطفل ليس لديه اي مشاكل في السمع ولو اتضح سلامه السمع تتوجه الي طبيب المخ والأعصاب للكشف علي خلايا المخ وهل يوجد لديه كهرباء زائدة او أي مشاكل تسبب خللاً أو مشكلة حركية لدي الطفل ولو تأكدت من طبيب المخ والأعصاب ان الطفل سليم تتوجه الي الطبيب النفسي لعمل اختبارات ومقاييس الذكاء اللازمة بعدها تتوجه للإخصائي لعمل خطة ورحلة علاج تأهيل للطفل أياً كانت مشكلته مع العلم بأن كل اعاقة لها برنامج خاص للعلاج وعلي الجميع ان يتكاتف ويتعاون من أجل تأهيل الطفل الاسرة والاخصائيين وان تكون هناك لغة تواصل دائمة بين الأسرة والمعالج وتقوم بتطبيق نفس البرنامج بالمنزل حتي توصل بطفلها إلي بر الأمان.
اترك تعليق