هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

معجزات الرسول

نبع الماء من بين أصابعه الشريفة

إذا كان نبع الماء من الأرض آية. ونبعه من الحجر الأصم معجزة. فما ظنك إذا كان نبعه من بين الأصابع البشرية.. وتلك هي إحدي وجوه المعجزات التي أكرم الله بها نبيه - صلي الله عليه وسلم - والتي لم يُؤيّد بمثلها نبي قبله. جاءت لتكون شاهدة علي التأييد الإلهيّ لرسوله عليه الصلاة والسلام.


وكان لهذه المعجزة دورى مهمى في إنقاذ المؤمنين مرّاتي عديدة من خطر الهلاك عطشاً في مواسم الجفاف ومواطن الشحّ من موارد المياه في الصحاري والقفار. فكانت وقائع المعجزة غوثاً إلهيّاً وقف عليه الصحابة بأنفسهم. وسجّلوا شهاداتهم علي سجلاّت التاريخ. 

فمن ذلك شهادة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما علي ما حدث يوم الحديبية. فقال: "عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلي الله عليه وسلم بين يديه ركوة- إناء من جلد-. فتوضأ. فجهش-يعني: أسرع- الناس نحوه. فقال: "ما لكم"؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك. فوضع يده في الركوة. فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون. فشربنا. وتوضأنا "ولما سئل جابر رضي الله عنه عن عددهم في ذلك اليوم قال "لو كنا مائة ألف لكفانا. كنا خمس عشرة مائة".

 وشهد الصحابي الجليل أنس رضي الله عنه بما حصل في الزوراء - وهو مكان قرب السوق في المدينة. حيث قال: "أُتي النبي صلي الله عليه وسلم بإناءي وهو بالزوراء. فوضع يده في الإناء. فجعل الماء ينبع من بين أصابعه. فتوضّأ القوم". وبيّن رضي الله عنه أنهم كانوا قرابة ثلاثمائة رجل.

ويروي الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ما حدث لهم في أحد الأسفار مع النبي صلي الله عليه وسلم. فقد كاد الماء أن ينفد ويهلكوا في الصحراء. فيقول: "كنا نعد الآيات بركة. وأنتم تعدونها تخويفاً. كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في سفري.

فقلّ الماء. فقال: اطلبوا فضلة من ماء. فجاءوا بإناءي فيه ماء قليل. فأدخل يده في الإناء. ثم قال: "حيّ علي الطهور المبارك. والبركة من الله". فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل".

وشهادة رابعة يقدّمها ابن عباس رضي الله عنهما. وذلك في قوله: "أصبح رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم وليس في العسكر ماء. فأتاه رجل فقال: يا رسول الله. ليس في العسكر ماء. فقال له: "هل عندك شيء"؟. قال: نعم. فقال له: "فأتني به". فأتاه بإناء فيه شيء من ماء قليل. فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه. فانفجرت من بين أصابعه عيون. وأمر بلالا فقال: "ناد في الناس الوضوء المبارك".

وهناك معجزة أخري شبيهة بنبع الماء من أصابعه الشريفة. تلك هي معجزة تكثير الماء علي يديه ببركته -صلي الله عليه وسلم-. ومن ذلك ما حصل في غزوة تبوك التي جرت وقائعها في ظروف قاسية من ندرة للمياه وقلّة للزاد. فلما وصل الجيش إلي عين تبوك خاب أملهم حينما وجدوا أنها لا تكفي لشخص واحدي فضلاً عن جيش كامل. فقام رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم بجمع شيءي من مائها في وعاء وغسل فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها. فجرت العين بماء غزير شرب منه الناس جميعاً. ثم قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضي الله عنه: "يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن تري ما ها هنا قد ملئ جناناً".

وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه في السياق ذاته. أن النبي صلي الله عليه وسلم سافر مع أصحابه في أيّام شديدة الحرارة. فاشتكي إليه الناس من العطش. فأرسل رجلين إلي إحدي النواحي. وأخبرهما أنهما سيجدان امرأة تحمل علي راحلتها الماء. وطلب منهما أن يأتيا بها. فلما عاد الرجلان أخذ النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ ما معها من الماء فسقي الناس كلّهم. والماء علي حاله لم ينقص.

فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم: "إنا لم نأخذ من مائك شيئاً ولكن الله سقانا". ثم كافأها عليه الصلاة والسلام وأعطاها شيئاً من الطعام الذي كان بحوزة الجيش. الأمر الذي كان سبباً في دخولها مع قومها في الإسلام.

وغير ذلك من المعجزات النبوية التي لها الأثر البالغ في زيادة إيمان الصحابة. وقوة تعلقهم بالواحد الأحد.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق