رغم وعود نقابة أطباء الأسنان ووزارة الصحة وهيئة الشراء الموحد والشركة المصرية لتجارة الأدوية التابعة للشركة القابضة للأدوية وهيئة الدواء المصرية بحل مشكلة أطباء الأسنانپ وتوفير البنج الخاص بمرضي الأسنان منذ شهر أبريل الماضي الا ان الأزمة مازالت مستمرة حتي الآن وتحول طابور انتظارپ أطباء الأسنان لصرف حصصهم المقررة إلي طابور يشبه طابور العيشپ أمام الأفران في الأزمات.
عادت الأزمة من جديد في مصر، خلال هذه الأيام حيث يواجه أطباء الأسنان أزمة حادة في توفير مخدر الأسنان "البنج" بالسوق، مما ادي الي اتجاه بعضهم لاغلاق العيادات دفعت الأزمة المتصاعدة معظم أطباء الأسنان إلي الاعتذار للمرضي عن الحجوزات حتي إشعار آخر، بسبب عدم توافر البنج الخاص بالأسنان.
هناك مخاوف لدي المرضي الذين يعانون الآلام داخل عيادات الأسنان من استمرار الأزمة حتي أن معظم المرضي لجأءوا إلي المسكنات التي تحذر منها وزارة الصحة.
الغريب ظهور تكدس وازدحام عشرات الأطباء أمام مراكز شركة "المهن الطبية للتسويق والإنتاج سعيا منهم للحصول على عبوات من المخدر، معتبرين أن هذه الازمة ساعدت في اختفاء الخامات واحتكارها بأسعار مرتفعة جدا بالسوق السوداء، وإن توفرت.
أكد الدكتور إيهاب هيكل- نقيب أطباء الأسنان- أن الأزمة مستمره طوال هذا العام تقريبا رغم تدخل هيئة الدواء المصرية وهيئة الشراء الموحد واصبح نقص البنج.. مشيراً إلي أنها أزمة متكررة يعاني منها أطباء الأسنان بين الحين والآخر، ويتزامن معها التساؤل حول سبب هذا النقص المتكرر، إلي مجموعة من الأسباب، تأتي في مقدمتها وجود أزمة إنتاج من قبل الشركة المحلية المنتجة "للبنج" في مصر.
أوضح أن مصر بها مصنعان أحدهما حكومي والآخر خاص، لا يعملان بكامل طاقتهما القصوي، نتيجة عيوب أسباب غير معروفة، كما أن إنتاج المصنعين لا يغطي إلا نحو 80% من الاستهلاك المحلي عند تشغيلهما بطاقتهما القصوي، منوها أن متوسط استهلاك البنج في مصر يقدر بنحو 90 ألف علبة شهريا بالإضافة الي انه تم الاتفاق مع شركة لها حق تداول الدواء بتوزيع البنج مؤقتا علي الأطباء من خلال 27 نقابة فرعية أو مراكز الشركة.. موضحا أن النقابة العامة لأطباء الأسنان بدات بالاتفاق مع هيئة الدواء المصرية وهيئة الشراء الموحد بوزارة الصحة في توزيع البنج من خلال النقابات الفرعية سواء بشكل مباشر أو من خلال بونات يتم صرفها بشكل شهري ليتم استخدامها في صرف البنج من الصيدليات التابعة لهيئة الشراء الموحد الموجودة في المحافظات المختلفة لمنع استغلال السوق السوداء للازمة والاتجار في حقوق المرضي.
أضاف أن النقابة كانت تتعامل مع المستوردين مباشرة لعدم احتكار أحد التجار للبنج وتقوم النقابات الفرعية بالمحافظات بتوزيعه على الأطباء في العيادات، لكن هناك مشاكل تواجه المستوردين من الإفراجات الصحية والتفتيش الجمركي مما ساهم في خلق أزمة حقيقية في البنج.
أوضح انه سيتم التواصل مع الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان لحل الأزمة وتسريع الإجراءات المطلوبة لتوفير البنج بأقصي سرعة حرصا على حياة مرضي الأسنان وهناك لجنة أزمات بنقابة أطباء الأسنانپ لمنع حدوث أي أزمات أخري بين النقابة وهيئة الدواء، التي من شأنها رصد مؤشرات الأزمة.پ قبل بدايتها بـ 6 أشهر.
لفت نقيب أطباء الأسنان إلي أن مصر تستهلك شهريًا مايقرب من 90 ألف عبوة من بنج الأسنان، في الوقت الذي يبلغ حجم الإنتاج الحالي من مصنع الشركة المنتجة 500 عبوة يوميا، مع تعطل مصنع آخر تابع للقطاع الخاص أكثر من مرة وتبلغ طاقته القصوي 30 ألف عبوة شهريًا، مع وجود مستورد رئيسي يوفر 20 ألف عبوة شهريا.. مشيرا إلي أن العجز في استهلاك البنجپ يقدر بنحو 20 إلي 30 ألف عبوة شهريًا، وبالتالي أثر ذلك على العمل في العيادات التي تحتاج إلي البنج.
قال الدكتور وديع عزيز استشاري أمراض الاسنان، إن الحلول الحالية لأزمة البنج كلها مسكنات وليست دائمة، الحل الدائم من وضع ضوابط في عملية الانتاج والتصنيع والتوزيع على الأطباء بما يليق بمكانة الطبيب لكن مانشاهده الآن يرجع بنا الي طابور العيش وبهدلة الأطباء في الحصول على الكمية المقررة لهم.
أوضح أن سعر عبوة بنج الأسنان في السوق السوداء بلغت ألف جنيه من أصل 400 جنيه بسبب قلة المنتج في الأسواق، لافتا إلي أن عبوات بنج الأسنان تخضع لتسعيرة من قبل الدولة.. حيث كانت تتراوح سعر العبوة بين 300 حتي 428 جنيها، مؤكدا ان حل مشكلة النقص الحاد في البنج، ياتي من خلال تشغيل مصنع شركة الإسكندرية، الذي توقف عن الإنتاج حتي أبريل 2022، وأن مصنع آرتيفارما ينتظر موافقة وزارة الصحة حتي الآن.
نوه الي ان هناك أزمة في إنتاج المستلزمات الطبية عمومًا ومنها أزمة البنج، لافتًا إلي أنّ القصور في إنتاج البنج دفع الكثير من الأطباء إلي غلق عياداتهم ومنع حجوزات المرضي وحدثت الكثير من المشاكل مابين المرضي واطباء الأسنان.. حيث أن بعض المرضي يظنون أن التقصير من الطبيب.. مشيرا الي ان السبب الثاني للأزمة هو نقص الاستيراد، وامتناع شركات جديدة عن الدخول في السوق المصري نتيجة ارتفاع الأسعار عالميًا ووجود تسعير جبري في مصر. وبالتالي لا يحقق أرباحًا تشجعه علي الاستيراد.
أكد الدكتور وديع، أن الأزمة سوف تؤثر على المستشفيات العامة والجامعية وسوف يسبب نقص التخدير للأسنان مشاكل كثيرة.. مطالبا هيئة الدواء المصرية بسرعة توفير مخدر الاسنان.. حيث انه من واجبها التنبه قبل حدوث الازمة بستة اشهر خاصة ان الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية وضعت آلية لضمان توزيع بنج الأسنان على عيادات الأسنان بطريقة عادلة تمنع السوق السوداء وإنهاء أزمة نقص بنج الأسنان في السوق المصري.
ناشد الدكتور وديع عزيز، وزير الصحة ونقابة أطباء الأسنان وهيئة الدواء المصرية وهيئة الشراء الموحد بسرعة الاستجابة لنداء المرضي الذين ينتظرون الأمل في توفير مخدر الأسنان بعد أن توقفت عيادات الأسنان عن العمل واستقبال المرضي.
اترك تعليق