فجأة نشبت أزمة دبلوماسية بين المجر وبين دول الجوار الست "أوكرانيا والنمسا ورومانيا وسلوفاكيا وكرواتيا وصربيا" بسبب "كوفية" ارتداها رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان أثناء حضوره مباراة لكرة القدم تحمل الكوفية خريطة للمجر تظهر فيها أجزاء من الدول الست ضمن ما كان يعرف بحدود "المجر الكبري".
كانت أوكرانيا أول دولة تعلن احتجاجها.. حيث استدعت حكومتها السفير وأكدت خارجيتها ان ذلك سوف يكون له انعكاسات سلبية على العلاقات بين البلدين وطالبت اوربن "59سنة" بالتوقف عن ارتداء تلك الكوفية واصدار بيان تؤكد فيه الحكومة المجرية انه لا توجد أطماع لها في الأراضي الأوكرانية.
بدوره كتب اوربن على موقع تويتر كلمة قال فيها إن كرة القدم ليست سياسة وإن أطرافا تحمل الأمور أكثر مما تحتمل.. واوربن من عشاق الساحرة المستديرة وكان في شبابه لاعبا في نادي فيلسيك المجري.
وكان طبيعيا ان تكون أوكرانيا أول دولة تتحرك للرد بسبب مشاكل عديدة بينها وبين المجر حول الاقلية المجرية المقيمة في أوكرانيا والقيود التي تقول المجر إن هذه الاقلية تتعرض لها مثل القيود علي استخدام اللغة المجرية في التعليم.
كانت المنطقة الأوكرانية التي تتركز فيها الاقلية المجرية المعروفة باسم جاليشيا الغربية وعاصمتها الاقليمية لفيف أصلا تابعة لبولندا وتم فصلها وضمها للامبراطورية النمساوية المجرية المعروفة باسم أسرة آل هبسبورج عام 1795م وعند انهيار الامبراطورية آلت إلي أوكرانيا.
وانضمت النمسا اليها فأصدرت خارجيتها بيانا أعربت فيه عن استيائها من إصرار اوربن على ارتداء كوفية تحمل صورة لخريطة دولة تفككت منذ أكثر من مائة عام في أعقاب الحرب العالمية الأولي وقالت الوزارة انها لن تتجاهل الامر وسوف تثيره مع الحكومة المجرية.
ورفضت النمسا دفاع اوربن عن تصرفه وقالت ان النوايا ليست سليمة.. حيث تعمد نشر صورة بالكوفية محل الخلاف على موقع التواصل الاجتماعي انستجرام، كما ان الخريطة المنقوشة على الكوفية هي نفس حدود الامبراطورية النمساوية المجرية قبل نهاية الحرب العالمية الاولي.
أشارت إلي ان اوربن سبق وعلق سجادة قديمة تتضمن نفس الحدود عام 2018 في مقر اجتماع لقادة الاتحاد الاوروبي في بودابست، وأثار ذلك اعتراض مسئول المؤتمر فدافع اوربن عن نفسه بأنها مجرد خريطة تاريخية ليس لها أي دلالات.
وجاء رد الفعل الغريب من جانب كرواتيا التي تضمنت الخريطة المجرية نصفها الشمالي، التزم رئيسها زوران ميلانوفيتش الصمت واكتفي بدعوة مواطنيه في عبارات غامضة إلي الامتناع عن نشر أي خرائط قديمة لكرواتيا تتجاوز حدودها فيها حدودها الحالية.!!.
كانت المجر تم اجبارها على التخلي عن سلوفاكيا وأجزاء من رومانيا وصربيا في نهاية الحرب العالمية الأولي بمقتضي معاهدة تريانون مما حولها إلي دولة حبيسة.
جدير بالذكر أن المجر كانت قد منعت اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارا بشأن حزمة مساعدات بقيمة 18 مليار يورو لأوكرانيا بما في ذلك فترة سماح مدتها 10 سنوات على القروض، وتتطلب الموافقة على حزمة المساعدات موافقة جميع دول الاتحاد الأوروبي واقترحت الرئاسة التشيكية لمجلس الاتحاد الأوروبي حلا لتجاوز اعتراض المجر بألا يتم تغطية ضمانات القروض من قبل ميزانية الاتحاد الأوروبي، ولكن من قبل الدول الأعضاء كل على حدة.
اترك تعليق