تعد سباقات الهجن أحد أشهر أنواع الرياضات التراثية العربية على مر العصور، ويعود تاريخ هذه الرياضة إلى ما قبل الإسلام، حيث كانت القبائل العربية قديمًا تنظم سباقات الهجن من أجل التباهي بامتلاك أنواع الأبل القوية، واستمرت هذه السباقات أيضًا في عصر صدر الإسلام والعصور الإسلامية، لما فيها من التمرين على الفروسية والشجاعة.
وتعرف الإبل المخصصة والمستخدمة في السباقات الرياضية بالهجن، ومفردها «ذلول» وجمعها «الجيش»، ولها أنواع عديدة من أشهرها: الذلول الحرة أو الهجن الحرة، من وسط وشمال الجزيرة العربية: وهي أصيلة من سلالة الإبل الحرة عند بعض قبائل الجزيرة العربية، والذلول العمانية: وهي من الأصايل ومنبعها ساحل الباطنة في عمان وهي رشيقة ورقيقة ومن أرفع وأنبل أنواع الإبل، ويكثر تواجدها عند الحكام والسلاطين، والذلول السودانية: وتتميز بالصبر وقوة التحمل ومقاومة الظروف الصحراوية القاسية.
وتمتاز الهجن بقدرتها على تحمل العطش وقطع مسافات أطول من الخيول، فقد سجلت بعض أنواع الإبل سرعات تفوق سرعة الحصان، إذ يمكن للإبل الجيدة أن تقطع مسافة 40 كيلو مترا متواصلة خلال ساعة واحدة.
وتتصف هجن السباقات بعدة صفات ومواصفات جسمية تميزها عن باقي الإبل، ومن أبرزها: خفة الوزن، وصغر الخف، وكبر حجم الصدر، والأرجل الطويلة، وكذلك الذيل طويل، كما تمتاز الهجن أيضًا بطول المنطقة الموجودة أمام السنام وحتى الرقبة التي تسمى بـ»الغارب»، وباتساع «الباط» وهي المنطقة الموجودة بين الرجلين الأمامية والبطن.
وتخضع الهجن المشاركة في السباقات لنظام غذائي خاص يساعدها في التخلص من الشحوم الزائدة، وأبرز ما تتغذى عليه الهجن هو التمر والحليب والعسل والعشب الجاف والذرة.
اترك تعليق