د. هاله منصور أستاذ علم الاجتماع
"خي خي. حبيبي ليه قاسي ليه يا خي؟ قلبي قلبي خوفي عليه واعمل ايه يا خي".. فعلا اذا كان الحبيب قاسي خاف قوي علي قلبك. لان أسوأ شيء ممكن يعاني منه المحبون قسوة قلوب الأحبة. لأنه مع قسوة الأحبة لا سعادة ولا مودة ولا أمان ولا اطمئنان مع القاسية قلوبهم.
إن قسوة القلوب تحجب عن أصحابها السعادة والأمان والاطمئنان والاستمتاع بالحب. بل يموت الحب مع القسوة. لأن غذاء الحب دائما الحنية والمودة والرحمة لذلك فالقلوب القاسية لا تعرف روعة الحب ولا تتذوق حلاوة المحبة ولا تتمتع بروعة وجمال الحب فالقاسية قلوبهم لا يشعرون ابدا بالآخرين ولا يتمتعون بالانسانية الحقيقية. فهم أشبه بالحجارة التي قال عنها الرحمن انها قد تكون اكثر لينا منهم.
فالانسان خلق علي فطرة الحب. والحب ينتعش ويحيا بالتعبير عنه في رقة القلب ولين المشاعر والاحتواء بالحنية وتلمس الاعذار والتألم لألم الحبيب والسعادة في سعادته ورضاه والسعي والدأب الدائم علي فعل ما يسعده ويرضيه ويدخل السرور علي قلبه.
لينوا قلوبكم بالمحبة. ابحثوا عن الرحمة والسعادة والمودة مع أصحاب الإنسانية والإحساس بالآخر. أصحاب القدرة علي إظهار الود والحنية. دربوا أنفسكم علي الرقة. استدعوا الرومانسية فهي قيمة كامنة لدي جميع البشر. هي بداخلكم ولكن عليكم دائما استدعاءها وانعاشها بالاحاسيس الجميلة. فالرحماء يرحمهم الله ومن يُسعِد يُسعَد.
تبادلوا المشاعر الحلوة. عبروا عن محبتكم للآخرين. توددوا للناس. اظهروا المحبة. تعاملوا بالرقة. افشوا السلام. طبطبوا علي احبتكم عند العثرات وإياكم والنصح والارشاد او حتي العتاب وقت الألم.
عالجوا أولاً الآلام وخففوا اولا الوجع. داووا التهاب المواقف بالتهدئة. احتضنوا الموجوع بحنية الي ان يزول الألم وبعدها عاتبوا او انصحوا بحنية ومحبة ورفق. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. وإياكم والقسوة بدافع المصلحة والخوف فهي تولد دائما اما القهر او التمرد وعندها يبحث الشخص المقهور عن البديل وقد يكون البديل مدمراً. اما المتمرد فيتعامل بالقسوة المرتدة والمبالغ فيها في أغلب الأحيان ولكن الحب والتفاهم والرحمة والعطف والحنية جميعها مرادفات للانسانية وأساس لكل القيم والأساليب التي تحفظ القلوب من القسوة وتصون الحياة من التعاسة..فتشوا عن الاحباب ذوي القلوب الرحيمة وإياكم والقاسية قلوبهم. ولينوا قلوبكم بالمشاعر الحلوة.
بالذكريات الجميلة. بالأغاني المحببة. بالرفق. بالرضا. كي تصلوا الي السعادة. وللحديث بقية ان شاء الله.
اترك تعليق