حذرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا من حدوث طفرات جديدة لوباء Covid-19 و التي قد تظهر فى الأسابيع المقبلة تزامنا مع الشتاء. كما حذرت ايضا من احتمالية حدوث انفجاراً جديداً فى اعداد الإصابات في الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي سيؤدي لعواقب وخيمة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، والأزمة المعيشية والغذائية فى العديد من بلدان العالم.
و قد تحدث موجة وبائية جديدة عالميا حيث تكون ذروتها في فصل الشتاء و خاصة مع انتشار الفيروسات التنفسية الأخرى. و ذروة الموجة الوبائية تعني اقصى عدد من المصابين في هذه الموجة.
وتشمل ابرز الأسباب التي تؤدي إلى زيادة أعداد الاصابات بالوباء:
١.انتشار الأنفلونزا الموسمية.
٢. إنتشار الفيروس المخلوي التنفسي
٣. التحورات المستمرة للفيروس: و بعكس بقية الفيروسات ، يؤدي تحوره الى ظهور عترات اكثر ضراوة و انتشارا و اكثر مقاومة للمناعة و للقاحات.
٤. الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة مع دخول فصل الشتاء، وضعف المناعة بسبب البرودة وتغيير الفصول.
٥. غياب الوعي لدى المواطنين وإهمال الإجراءات الاحترازية، والذي ينذر بحدوث زيادة كبيرة في اعداد المصابين.
كما أشارت دراسة حديثة لفريق بحثي في جامعة جلاسكو بالمملكة المتحدة
(University of Glasgow, UK)
و التي تم نشرها في المجلة الدولية المرموقة Nature Microbiology
(https://www.nature.com/articles/s41564-022-01242-5)
أنه عند وضع فيروس الأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي معًا في الأنسجة البشرية، يمكن أن يندمجا لتشكيل فيروس هجين.
حيث قام الفريق البحثي بخلط أنواع مختلفة من الفيروسات التنفسية في خلايا رئة بشرية.
و من المعلوم أن فيروس الأنفلونزا يميل إلى إصابة القصبة الهوائية والحلق والأنف ( عدوى تنفسية علوية) ، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الأنفلونزا، ومن ناحية أخرى تميل عدوى الفيروس المخلوي التنفسي إلى إصابة الخلايا في الحلق والرئتين ( عدوى تنفسية سفلية).
ونظرًا لارتفاع حالات الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي مع اقتراب موسم الأنفلونزا الموسمية، تساءل الباحثون عما يحدث للأشخاص عند الإصابة بالفيروسين في نفس الوقت.
و بعد دمج الفيروسين في خلايا الرئة المختبرة، وجد الباحثون أنه بعد إصابة الخلايا، اندمج الفيروسان معا في فيروس هجين، وكانت النتيجة فيروسًا تم تشكيله إلى حد ما مثل شجرة النخيل، حيث شكل الفيروس المخلوي التنفسي الجذع وشكل فيروس الأنفلونزا الجزء الورقي في الأعلى.
و علاوة على ذلك وجد الباحثون أن الأجسام المضادة التي وصلت لمحاربة عدوى الإنفلونزا لم تعمل بنفس كفاؤتها المعتادة عادة، وكان هذا لأن الهجين قد أصاب بعض الخلايا ببروتينات الفيروس المخلوي التنفسي.
ويعتقد الباحثون أن الهجين من المحتمل أن يكون أكثر قدرة على إصابة نوع أوسع من الخلايا من أي من الفيروسات وحدها، وأشاروا أيضا إلى أن مثل هذه العدوى يمكن أن تؤدي إلى التهابات رئوية خطيرة لأن الفيروس المخلوي التنفسي يميل إلى الانتقال إلى الرئتين.
و خلصت الدراسة انه من الممكن ان تحدث عدوى طبيعية ثنائية بفيروسي الانفلونزا و المخلوي التنفسي معا في الشتاء (co-infection) و التي ستكون بالطبع أكثر شدة و خطورة من الإصابة بفيروس واحد فقط.
ومع تزامن هذه الفيروسات التنفسية في فصل الشتاء و ظهور عترات متحورة كل فترة من فيروس Covid-19، تزداد المخاوف من ظهور عترات جديدة تكون اكثر فتكا و انتشارا و مقاومة للمناعة و اللقاحات المتاحة.
لذلك يجب علينا جميعا ان نبدأ بانفسنا و نطبق الاجراءات الاحترازية و التباعد الاجتماعي قدر الامكان.
كما أناشد وسائل الإعلام المختلفة و وزارات الصحة و التعليم و التعليم العالي العمل على زيادة الوعي لدى المواطنين و الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة للوقاية من هذه الأوبئة.
و تشمل أهم الإجراءات الإحترازية التي يجب اتباعها طبقا لما اعلنته منظمة الصحة العالمية ما يلي:
١. التباعد الإجتماعي:
إبتعد مسافة متر واحد على الأقل عن الآخرين للحد من مخاطر الإصابة بالعدوى عندما يسعلون أو يعطسون أو يتكلمون. ابتعد مسافة أكبر من ذلك عن الآخرين عندما تكون في أماكن مغلقة. كلما ابتعدت مسافة أكبر، كان ذلك أفضل.
٢. إرتداء الكمامة:
إجعل من ارتداء الكمامة عادة عندما تكون مع أشخاص آخرين. إنّ استعمال الكمامات وحفظها وتنظيفها والتخلص منها بشكل سليم أمر ضروري لجعلها فعالة قدر الإمكان.
فيجب ان تنظّف يديك قبل أن ترتدي الكمامة، وقبل خلعها وبعده و تتأكد من أنها تغطي أنفك وفمك وذقنك.
٣. تجنب الأماكن المغلقة أو المزدحمة أو التي تنطوي على مخالطة لصيقة.
حيث تزداد مخاطر الإصابة ب Covid-19 في الأماكن المزدحمة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة والتي يقضي فيها الأشخاص المصابون فترات طويلة من الوقت معاً على مقربة من بعضهم البعض.
٤. مقابلة الناس في الخارج: حيث تُعد التجمعات في الهواء الطلق أكثر أمانا من التجمعات في الأماكن المغلقة، ولاسيما إذا كانت الأماكن المغلقة صغيرة ولا يدخلها الهواء الخارجي.
٥. نظف يديك جيداً بانتظام باستخدام مطهر اليدين الكحولي أو اغسلهما بالماء والصابون. ويؤدي ذلك إلى إزالة الجراثيم بما في ذلك الفيروسات التي قد توجد على يديك.
٦. تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك.: تلمس اليدان العديد من الأسطح ويمكنها أن تلتقط الفيروسات. وإذا ما تلوثت اليدان يمكنها نقل الفيروس إلى العينين أو الأنف أو الفم. ويمكن للفيروس أن يدخل جسمك عن طريق هذه المنافذ وأن يسبب لك العدوى بالمرض.
٧. غطِ فمك وأنفك بثني المرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس. ثم تخلص من المنديل الورقي على الفور في صندوق قمامة مغلق.
- أهمية إرتداء الكمامة:
من المعروف أن فيروس(COVID-19) ينتشر بسهولة من شخص لآخر عندما يسعل الشخص الذي يحمل الفيروس أو يعطس، يمكن أن تستقر قطيرات الجهاز التنفسي على أفواه الأشخاص القريبين أو أنوفهم. وبالتالي يمكن استنشاق القطيرات الموجودة في الهواء التي تحتوي على الفيروس إلى داخل الرئتين.
و بالتالي فإن إرتداء الشخص السليم او المصاب للكمامة يقلل كثيرا من خطر العدوى و انتشار الفيروس.
- أهمية التباعد الإجتماعي:
الهدف من التباعد الاجتماعي هو إبطاء انتشار الفيروس . إذا بقي الناس في المنزل وتجنبوا الاتصال مع بعضهم، فلن ينتشر الفيروس بسرعة. وسيصاب عدد أقل من الأشخاص في وقت واحد. سيظل الناس يمرضون، لكن سيحدث هذا بمعدل أبطأ و أقل مقارنة بالإختلاط. وهذا سيساعد الأطباء والمستشفيات على رعاية الأشخاص المصابين ب Covid-19، خاصةالحالات الشديدة.
- أهم العوامل التي تساعد على تعزيز و رفع مناعة الجسم:
١.أخذ قسط كاف من النوم:
بحسب موقع "فرويندين" الألماني، يحتاج الشخص سبع ساعات على الأقل من النوم يومياً، فالنوم القليل يضعف جهاز المناعة ليصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. وينقل الموقع نتائج دراسة بدورية (Sleep) العلمية أظهرت أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات يصابون بنزلات البرد أربع مرات أكثر من الأشخاص الذين يحصلون على قسط كاف من النوم.
وينصح موقع "هيلث لاين" بعدم استعمال أي أجهزة إلكترونية قبل ساعة من موعد النوم، كما ينصح بالنوم في الظلام لتحفيز إنتاج هرمون النوم "ميلاتونين"
٢. ممارسة الرياضة بانتظام.
٣.تناول الاغذية الصحية و الفواكه و الخضروات و البعد عن الاغذية المصنعة و الوجبات السريعة و السكريات و المياه الغازية.
٤. البعد عن القلق والضغوط:
أثبتت أبحاث عديدة التأثير السلبي للضغط العصبي على صحة الإنسان. حيث يتسبب الضغط النفسي في إفراز الجسم لهرمون الكورتيزون الذي يجعله الجسم يتأهب لمحاربة الضغط ويهمل الجهاز المناعي، وهو ما يتسبب في إضعاف المناعة على المدى الطويل في حال تعرض الشخص للضغط بشكل مستمر. لذلك ينصح موقع "هيلث لاين" بممارسة التأمل أو الرياضة، كما ينصح موقع "ويب إم دي" بالحرص على ممارسة الهوايات أو لقاء الأصدقاء المقربين الذين تشعر معهم بالسعادة.
وختاما فلابد من الأخذ بالأسباب وتطبيق الإجراءات الاحترازية، فالخطر ما زال موجودا، ومازلنا نفقد أعز الناس من الأصدقاء والأقارب بسبب هذا الوباء، لذلك يتعين على السادة المسئولين التجهيز من الآن لخطة بديلة لمواجهة هذا الوباء وتطبيق الإجراءات الاحترازية ، كما يجب أن تعود وسائل الإعلام لتوعية المواطنين بخطورة الفيروس وكيفية تفادي العدوى والحد من انتشارها.
اترك تعليق