ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز الأمريكية أن الرئيس الأمريكى جو بايدن يتوجه إلى قمة المناخ التى تعقد فى شرم الشيخ اليوم الجمعة، لينضم إلى سلسلة من كبار المسؤولين والمشرعين الأمريكيين فى محاولة لإقناع قادة العالم بأن معالجة تغير المناخ تحتل مكانة عالية فى جدول أعمال واشنطن.
وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكترونى أن رحلة بايدن إلى مؤتمر كوب 27 فى شرم الشيخ كانت محاطة بإجراءات أمنية مشددة وضوابط الحركة فى منتجع شرم الشيخ حيث وصل مسبقا الوفد الأمريكى، بما فى ذلك رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى، كما سيسافر وزير الخارجية أنتونى بلنكين مع بايدن إلى مصر، قبل مرافقته إلى اجتماع مجموعة العشرين فى إندونيسيا الأسبوع المقبل.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تواجه فيه الولايات المتحدة ضغوطا متزايدة للاستجابة لمطالب الدول النامية للحصول على مزيد من الأموال من الدول الغنية لتمويل مشاريع المناخ وتغطية الأضرار الناجمة عن الظواهر الجوية المتطرفة، وفقا للصحيفة.
وتابعت (فايناشيال تايمز) أنه فى الأيام الأخيرة، فى الوقت الذى كانت فيه واشنطن مستغرقة فى أحداث انتخابات التجديد النصفى، أكدت سلسلة من التقارير العلمية المتعلقة بالأمم المتحدة الحاجة الملحة إلى معالجة الاحتباس الحرارى المتزايد.
وصاغ كبار مسؤولى بايدن رحلة الرئيس على أنها فرصة "لعرض قيادة الولايات المتحدة" بشأن تغير المناخ بعد أن أصدر الكونجرس تشريعه الرائد بشأن المناخ الذى يلتزم بمبلغ 369 مليار دولار لمبادرات الطاقة النظيفة.
لكن الولايات المتحدة، ثانى أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحرارى فى العالم بعد الصين والأكبر تاريخيا، تتعرض لضغوط لزيادة خفض انبعاثاتها للوفاء بتعهدها بخفضها بنسبة 50-52 % دون مستويات عام 2005 بحلول عام 2030 بموجب اتفاق باريس.
ويظهر التحليل الذى أجرته "مجموعة روديوم" وغيرها من المنظمات البحثية المستقلة أن البلاد تسير على الطريق الصحيح لتحقيق انخفاض بنسبة 31-44 %، بعد احتساب قانون الحد من التضخم.
ولتحقيق أهدافها، قال المحللون إن الولايات المتحدة بحاجة إلى سن عدة لوائح فيدرالية من شأنها أن تحكم الانبعاثات من محطات الطاقة والسيارات، وستحتاج حكومات الولايات أيضا إلى المضى قدما فى سياسات النقل والبنية التحتية الصديقة للمناخ.
فى وقت سابق من هذا الشهر، قال تقرير للأمم المتحدة إن التعهدات المناخية التى قدمتها الدول فى جميع أنحاء العالم غير كافية على الإطلاق وتضع العالم على المسار الصحيح لارتفاع درجة الحرارة بين 2.4 درجة مئوية و 2.6 درجة مئوية بحلول عام 2100.
وذكرت الصحيفة أنه فى حين أن واشنطن تعمل على الوفاء بالتخفيضات الموعودة للانبعاثات، يواصل الدبلوماسيون الأمريكيون محاولة ضخ الأموال لمساعدة الدول الأخرى على خفض انبعاثات الكربون.
وروج المبعوث الأمريكى للمناخ جون كيرى أمس الأول الأربعاء لخطة لاستخدام أرصدة الكربون لتمويل استبدال طاقة الفحم بالطاقة المتجددة فى البلدان النامية، مع ما يقدر بعشرات المليارات من الدولارات التى سيتم جمعها من الشركات العالمية، كما أوردت فاينانشيال تايمز.
وأشارت الولايات المتحدة أيضا إلى استعداد متزايد لمشاركة الدول الأكثر فقرا فى القضية الشائكة المتمثلة فى أموال "الخسائر والأضرار"، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين فى القطاع الخاص كانوا حذرين فى دعمهم لمنشأة تمويل جديدة.
وسعى كيرى أيضا إلى استئناف محادثات المناخ المتوقفة مع الصين، بعد أن أوقفت بكين المشاركة فى رد فعل على رحلة بيلوسى إلى تايوان فى أغسطس الماضى.
اترك تعليق