بقلم : محمد عبد العزيز
صحفى متخصص فى شؤون الطيران

لا شك ان عقد مؤتمر قمة المناخ بشرم الشيخ ساهم بقدر كبير فى تسريع الخطة الطموحة لوزارة الطيران المدنى لتحقيق التنمية المستدامة وتحويل المطارات المصرية الى مطارات صديقة للبيئة  وحفض الانبعاثات الكربونية الصادرة  للطائرات التابعة لشركاتها 
  باستخدام الوقود الحيوى وهو ما يعرف بالطيران الاخضر

وقد بدأت الخطة للتطوير واستخدام الوقود الحيوى للوزارة منذ عقدين من الزمان  بوزارة الطيران وتحديدا عام ١٩٩٥ بتجربة ناجحة لوزارة الطيران لانتاج وقود حيوى لمحرك نفاث بعد ان بدات معظم الدول الصناعية الكبرى جهودا فى التسعينيات فى انتاج وقود حيوى لمواجهة مشكلة الطاقة والحد من الانبعاثات الكربونية التى تصدرها الطائرات.  

وذلك بتحويل فائض انتاجها الزراعى الى وقود حيوى مثل استراليا وامريكا وفرنسا حيث استخدمت الحبوب فى انتاج مادة الايثانول والبيوديزل لان لديها فائض من الحبوب بينما تعانى الدول النامية من نقص هذه الحبوب ولكن هناك حاصلات اخرى مثل الجاتروفا (الخروع) لا تستخدم فى الغذاء الانسانى ويمكن استخراج مادة الايثانول منها وهى متوفرة فى مصر ويمكن زراعتها فى الصحراء باستخام مياه الصرف الصحى ونعود الى الانبعاثات الكربونية من الطائرات وقد بلغ حجم الانبعات الكربونية كانت تشكل نسبة ٢،٥ % من اجمالى الانبعاثات العالمية قبل عام ٢٠١٨  وفق الاحصائيات العالمية.

ثم ارتفعت بعدها الى ٣٢% مما دفع العالم الى التوجه الى ما يسمى  بالطيران الأخضر باستخدام الوقود الحيوى  وتقليل نسبة الانبعاثات الكربونية الصادرة من الطائرات حيث تنبعث من الطائرات جزيئات  وغازات  اوكاسيد الكبرت  والرصاص والكربون الاسود وثانى اكسيد الكربون وبخار ماء وتمتزج مع الغازات الناتجة عن احتراق الوقود وتتفاعل مع الغازات المحيطة وتسبب فى زيادة الاحتباس الحرارى  ومن هنا قام الاتحاد الدولى للطيران المدنى التابع للامم المتحدة قبل عام ٢٠٠٠ باصدار تعليمات إلى شركات الطيران بضرورة وضع نسبة ٢٠%  من الوقود الحيوى لوقود الطائرة  بداية من عام ٢٠٢٠  بنسبة قابلة للزيادة على مدار السنوات التالية وامر التحاد الدولى بعقوبات على من يخالف التعليمات وبدات وزارة الطيران المدنى فى السير فى هذا الاتجاه عام ٢٠١٥ بتجربة مصرية خالصة لتشغيل محرك نفاث باستخدام الوقود الحيوى من خلال التعاون بين معهد الهندسة وتكنولوجيا الطيران والمركز القومى للبحوث ومصنع محركات الطائرات  بالهيئة العربية للتصنيع ومركز بحوث البترول حيث قام اساتذة المعهد بالتواصل مع جميع الجهات المعنية ونجحوا فى انتاج عينات  معملية مطابقة للمواصفات واختبرت واعتمدت بمركز بحوث البترول وخلصت الى توافر القدرة الانتاجية الفعلية لانتاج ( بيو ديزل)  مصرى بمعدل ٣٠٠طن يوميا ثم اجريت مؤخرا تجربةثانيةناجحة لتشغيل محرك نفاث للطائرات  باستخدام الوقود الحيوى بمنتج مصرى من زيت الخروع حيث قدم طلبة معهد هندسة تكنولوجيا الطيران ودكتورة اميرة السيد الباحثة البيئية  بوزارة الطيران المدنى والمشرفة على المشروع عرضا توضيحيا للتجربة  وتطبيقاتها  واخيرا قامت الشركة الوطنية للطيران خلال الايام القليلة الماضية بتسير رحلة طيران باستخدام الوقود المستدام من فرنسا الى مطار شرم الشيخ وتواصل وزارة الطيران خطتها الطموحةلتحقيق توجهات الدولة المصرية نحو التنمية المستدامة وتحويل المطارات الى مطارات صديقة للبيئة  وتقليل الانبعاثات الكربونية  من خلال التحول الى الطيران الاخضر باستخدام الوقود الحيوى من الطائرات.