كانت ايمان تتطلع دائما لغد أفضل ورسمت بيديها لوحة فنية تحدد مستقبلها اثر تسخير كافة وسائل التكنولوجيا المتطورة عامة ولاسيما وسائل الاتصال الاجتماعي عبر صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتليجرام وانستجرام والواتس اب وماسنجر والايميلات وحددت هدفها بأن تستغل جبروتها وطموحها بأن تكون المعلمة تفاحة التي ظهرت في فيلم القرش ويذيع صيتها في عالم المخدرات.
ترددت في بداية الأمر» خشية من ضبطها إلا أن أفكارها سبقت سنها وكسرت حاجز الخوف وقاومت هواجسها وظلت شاردة الذهن لمدة ساعات وايام تطرح علي نفسها الاسئلة وتجيبها في ذات الوقت ودار صراع عنيف وقوي بين الرغبة والامتناع في الاتجار بالمواد المخدرة حرصا علي مستقبل طفلتها كيندا التي لم تتجاوز 3 سنوات إلا أنها قررت السير في طريق الشيطان لتوفير متطلبات المعيشة وتوفير حياة كريمة لها ولأسرته فعقدت العزم والنية علي أن تكون تفاحة تاجرة الكيف ذات الجبروت مستغلة نجلتها وشذي نجلة شقيقها التي لم تتجاوز 13عامًا في تجارتها غير المشروعة والتستر خلفهما حتي لا تجذب إليها الأنظار.. مرت الايام والشهور ونجحت في أن تضع لنفسها خطة وتنوعت في نشاطها مابين الاتجار والتوسط بين التجار والمتعاطين وتسهيل التعاطي وتبادل النقود الخاصة بالاتجار في المواد المخدرة عبر خدمة فودافون كاش ولم تقف عند ذات الحد بل سخرت كافة مواقع التواصل الاجتماعي لتوفير الخدمة للعملاء وتناست وتجاهلت حقوق وواجبات كيندا نحوها مما عرض الطفلتين للخطر وتهديد حياتهما وسلامتهما حتي سقطت اخيرا في قبضة رجال المباحث.
قضت محكمة جنايات المنيا برئاسة المستشار سليمان عطا الشاهد وعضوية المستشارين شعبان مغربي محمد وسامح احمد حسين وتامر مجدي فريد وبحضور محمود رياض سعيد وكيل النيابة وبأمانة سر نبيل بشري حضوريا بمعاقبة ايمان. م. ع. ع بالسجن المؤبد عما أسند إليه من اتهامات وتغريمها 100 ألف جنيه ومصادرة المضبوطات والزامها بدفع المصاريف الجنائية وتسليم الطفلتين لولي امر كل منهما مع اخذ التعهد عليهما بحسن رعايتهما والمحافظة عليهما واحالة الاوراق للنيابة العامة لاتخاذ شئونها نحو كل من ورد بأقوال المحكوم عليها بتحقيقات النيابة سواء بالاتجار او النقل او الوساطة او الحيازة والاحراز او التعاطي وكذا من ورد من بالمحادثات الواردة بالهاتف المضبوط في هذا الخصوص.
تعود أحداث الواقعة في القضية رقم 1223 لسنة 2022 جنايات مركز سمالوط شرق والمقيدة برقم 69 لسنة 2022 كلي جنايات شمال المنيا والتي احالها المستشار طارق جلال صوفي المحامي العام الأول لنيابات شمال المنيا إلي محكمة الجنايات لأنها في اليوم الثاني عشر من شهر نوفمبر قبل الماضي احرزت بقصد الاتجار جوهرا مخدري - الهيروين - وذلك في غير الاحوال المصرح بها قانونا مستخدمة في ارتكاب تلك الجريمة كلا من الطفلتين كيندا. م. ر. وشذي. ع. م وذلك حال كونها احد اصول الاولي والدتها.. كما ارتكبت جريمة الاتجار بالبشر بأن تعاملت بطريق الاستخدام في شخصين طبيعيين وهما المجني عليهما حال كونهما طفلتين وكان ذلك بقصد استغلالهما في ترويج المواد المخدرة محل الاتهام اولا من اجل الحصول علي منفعة مادية مستغلة ما لها من سلطة علي الطفلتين كونها والدة الطفلة الاولي وشقيقة والد الثانية.. واستخدمت الطفلتين في غرض غير مشروع وهو ارتكاب الجريمة محل الاتهام الاول.. كما عرضت الطفلتين للخطر بأن وجدتا في حالة تهدد سلامة التنشئة الواجب توافرها لهما وكان ذلك بتعريض امنهما وصحتهما للخطر.
كان اللواء محمد ضبش مساعد المدير للأمن تلقي معلومة تفيد قيام المتهمة 23 سنة مقيمة مركز مطاي بالاتجار في المواد المخدرة وترويجها بقري مركز سمالوط شرق بعيدا عن اعين رجال الامن.. وأكدت التحريات الأولية لوحدة مباحث مركز شرطة سمالوط شرق صحة المعلومة وافادت بقيام المتهمة بترويج كمية كبيرة من جوهر الهيروين المخدر زمام قرية المعصرة فتم تقنين الإجراءات القانونية ونصب عدة أكمنة متحركة وثابتة.. وأثناء تواجدها بأحد الشوارع الرئيسية بمنطقة شارع المطرانية المعصرة مركز سمالوط شرق وبرفقتها طفلتين كانت المتهمة تقف علي جانب الطريق وجاء اليها شاب يقود دراجة بخارية موتوسيكل وتبادلا اطراف الحديث فقامت بأخذ حافظة نقود حريمي من يد الطفلة الصغيرة وقامت بفتحها واستخراج لفافة ورقية وقام بأخذها واستنشاقها ودفع للمتهمة مبلغ مالي ثم غادر المكان مسرعا وتمكنت القوات من ضبط المتهمة وقبل تفتيشها ألقت بنجلتها الصغيرة وحافظة النقود الحريمي فتم فتحها وعثر بداخلها علي 20 لفافة ورقية تحتوي علي جوهر الهيروين المخدر ومبلغ مالي وهاتف محمول. وبتفتيش الطفلة الثانية عثر بحوزتها علي كيس بلاستيكي شفاف اللون بين طيات ملابسها بداخله 40 لفافة صغيرة الحجم بها جوهر الهيروين المخدر.
وبمواجهتها اقرت بإحرازها للمضبوطات بقصد الاتجار وان المبلغ المالي المضبوط حصيلة اتجارها في المواد المخدرة وان الهاتف المحمول هو وسيلة للتواصل مع عملائها وراغبي شراء المواد المخدرة وانها تقوم بإستغلال الطفلتين في ترويج المواد المخدرة.
وقالت الطفلة شذي ان المتهمة هي عمتها شقيقة والدها وتقوم بإصطحابها هي ونجلتها كيندا يوميا الي مدينة سمالوط.
اعترفت المتهمة في تحقيقات النيابة بأن زوجها يتعاطي المخدرات وعثرت علي ورقة كراسة عادية بها شئ ابيض احتفظت به وباعته لأحد الأشخاص تعرفت عليه علي الفيس بوك وبدأت تقوم بدور الوسيط بين التجار والمتعاطين والتواصل عبر الايميلات ومواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتليجرام وانستجرام والواتس اب وماسنجر لتوسيع نشاطها لتوفير جوهر الهيروين المخدر بشتي الطرق الغير مشروعة نظير تحقيق الثراء الفاحش ووجدت استحسان لأنها وجه جديد غير مألوف فقررت تشغيل جزء من أموالها الخاصة لدي أحد. الأشخاص نظير حصولها علي عائد مادي كل اسبوع.
اوضحت بأن الهاتف ملكها وان هناك صور واردة وصادرة ومحادثات متعددة لعدة أشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتليجرام وانستجرام والواتس اب وانها تدخلت بصفتها وسيطة في تبادل المخدرات بين من يتاجر بها وبين من يتعاطها وانها لجأت لاستغلال الطفلتين نجلتها ونجلة شقيقها لتضليل رجال الامن واخفاء الهيروين بحوزتهما داخل ملابسهما.. وقالت الطفلة شذي في التحقيقات انها ذهبت مع عمتها مدينة سمالوط مرتين والمعصرة وأماكن أخري بسمالوط دون علم أهلها وكان معها شنطة فيها اكياس المخدرات وبتعطيهم الكيس وهم بيدفعوا فلوس كانت بتاخدها منهم وان هي معها موبايل حديث والناس بتكلمها وبعدها بنتحرك انا وهي وبنتها في كل مكان في سمالوط وانا كان معايا كيس ولما جاء الضابط قالتلي ارميه بعيد عنك.في الأرض بس ملحقتش أطلعه من هدومي.و ثبت بتقرير المساعدات الفنية اثر فحص هاتف المتهمة بوجود عدة مراسلات علي تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة فيما بين المتهمة وآخرين تشير الي اتجار المتهمين في المواد المخدرة.. كما افاد تقرير المعمل الكيماوي بأن المضبوطات عبارة عن 60 لفافة لجوهر الهيروين المخدر المدرج بالجدول الأول من قانون مكافحة المخدرات فأصدرت المحكمة حكمها المتقدم في القضية.
اترك تعليق