القرار الذي أصدره ناصر شعبان وكيل وزارة التعليم بالدقهلية بالفصل بين البنين والبنات في المدارس المشتركة ما زال يثير جدلاً واسعاً بين المؤيدين والمعارضين.
المؤيدون أكدوا أن القرار يستهدف حماية البنات خاصة بنات ثانوي من سلوكيات غير منضبطة من قبل بعض الطلاب بينما أكد المعارضون أن القرار يمثل عودة إلي الوراء مشيرين إلي أن الفصل بين الجنسين في المدارس المشتركة ليس هو الحل لحماية البنات ومنع التحرش.
"الجمهورية اونلاين " ناقشت القضية مع كل الأطراف.
خبراء التربية.. اختلفوا!!
تنوعت آراء خبراء التربية بين مؤيد ومعارض ولكنهم اتفقوا علي ضرورة توفير البيئة الآمنة للطلاب لانتظام العملية التعليمية وانه من حق صانع القرار أن يتخذ القرار الصحيح من وجهة نظره لخدمة سير العملية التعليمية وعلي أولياء الأمور أن يساهموا في تقييم سلوكيات أولادهم ويجدوا الوقت المناسب لتقييم السلوكيات وتقويمها في إطار التعاون المشترك والعلاقة التشاركية بين المدرس والمنزل.
قالت د. صفاء سيد محمود استاذ ورئيس قسم تكنولوجيا التعليم بجامعة عين شمس: أتضامن مع هذا القرار من الناحية التربوية إذا كان هذا القرار فردياً بسبب مشكلة ويخدم الصالح العام ويحفظ كرامة الطلاب. كما انني ضد تعميم القرار علي جميع المدارس لأن نظام التعليم مختلف في كل المدارس وهي ليست متكافئة فهناك المدارس التجريبي والانترناشيونال وغيرها.
أوضحت ان أسباب القرار قد تختلف من بيئة لأخري حسب المعتقدات والثقافات والبيئة والتنشئة الاجتماعية والحل من وجهة نظري أن يكون بتعزيز الانتماءات لدي الشباب وتطويرهم دينيا وأخلاقيا وتقويم سلوكهم علي مبدأ الثواب والعقاب حيث ان أساس عمل الوزارة والمدارس هي تنشئة جيل مثقف واع مؤسس علي التربية والأخلاق خاصة الطلاب.
فلا أري من داع في فصل الطالبات عن الطلاب لأنهم سوف يتلاقون في النهاية اما في سنتر الدروس الخصوصية أو في التجمعات الدراسية وعندما سيدخلون الجامعة وهنا ستكون المشكلة الكبيرة في الجامعة من عدم قدرة الشباب علي التعامل المحترم مع الطالبات ولذا رؤيتي هي الحل الجذري والذي يبدأ من التنشئة الصحيحة للطفل ثم الطالب ويأتي تقويم السلوك من المدرسة والخوف من الله وتشارك الأسرة والمدرسة والاعلام في علاقة تشاركية في التربية والتأسيس والتنشئة والتوعية ودور مراكز الشباب أيضاً..
وقال د. مؤيد محمد عبدالرحمن عضو هيئة التدريس بكلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة سوهاج: بالتأكيد قرار حكيم وأتفق معه ولكنه ليس الحل الأمثل خاصة في ظل غياب دور الأسرة خاصة الأب عن تربية الأبناء وذلك يؤثر علي المجتمع المصري بأكمله والسبب في غياب دور الأب انه يعمل أكثر من عمل في اليوم ليوفر لأبنائه حياة كريمة وهو لا يعلم انه في ذلك قد خسر الأبناء أنفسهم. أما البنات فلابد أن يراعوا انهم في سن مراهقة وأن يلتزموا بالزي المدرسي والحل الذي اتخذه وكيل الوزارة ليس حلا جذريا ببعد البنات عن الأولاد انما حل جزئي والحل الأفضل أن يقوموا بالتعاون مع الأسر بتربية وتقويم سليم للتلاميذ في هذه المرحلة الصعبة من العمر.
وقال د. محمد صالح الإمام استاذ السلوك التنظيمي ومستشار وزارة التربية والتعليم السابق عميد المعهد العالي للعلوم الإدارية ان الاختلاط في المدارس قضية محلولة في المجتمعات الراقية في انسانيتها ومعقدة في المجتمعات العشوائية وهذا مؤشر خطير وعلي أولي الأمر التفكير والتدبير في ضوء العلم والدين والدور هنا علي المعلمين والفقهاء والإعلام الذين ينغمسون في نشر ثقافة الماديات تاركين الروحانيات والتربية الوجدانية والتربية الرياضية والشهامة والانسانية.
أضاف: في قضية الاختلاط هناك خلط فكري ما بين الانفتاح والانغلاق ولسنا مع هذا ولا ذاك ولن أنحاز لجانب علي حساب الآخر. فما أجمل الوسطية وإعلاء القيم الأخلاقية.
ويري د. صالح تفعيل الدور "النفسي تربوي" للمدرسة المصرية لإعداد الشخصية المتكاملة في طلابنا ولن يأتي ذلك إلا من خلال العمل في تلبية الاحتياجات الكلية للشخصية ومنها: التعامل والتعايش بثقة وأخلاق والتأقلم بسهولة في امكانية التعامل مع من حوله بيسر وتيسير وإدراك وصف الذات ومفهوم الذات وكذلك من خلال التربية الانفعالية والوجدانية والعاطفية وهي أساس للتربية بجانبيها الترويحي والروحاني للأبناء وطمس ذكورية العلم فالعلم للجميع والجميع ملزم برسالة المكلف بها ولابد للعمل أن يكون بمبدأ الجودة والجدارة والاتقان وان لم تقوم المدرسة بدورها.
أكد ضرورة مراجعة الأفكار القديمة وعدم التمسك بها والعمل علي تكوين أفكار جديدة متوافقة مع روح العصر الذي تحيا به وأن يكون المحور الرئيسي هو مصلحة الطالب ورؤية قيادة مستقبل مؤسسات الدولة وهذا أفضل النواتج في عملية التعلم.
فما جاء جاء علي لسان مدير مديرية التربية والتعليم كما نشر في بعض المواقع الاعتراف الصحيح بوجود مشكلة حقيقية علي أرض الواقع بالتنمر واكتساب سلوكيات سيئة.
هنا يكمن دور الرسالة التربوية والفكر التربوي وتوظيفه للتربية النفسية والتربية الاجتماعية والتربية الرياضية في تهذيب سلوك الطلاب وإصلاح النفوس بين الرفقاء بعقد الندوات وترشيد السلوكيات وإعلاء قيم التربية والأخلاقيات.
قال انه يسأل مدير التربية والتعليم بالدقهلية وماذا سيفعل في نظام الفترتين بمدرسة فريدة حسان الثانوية التجارية وذلك أثناء خروج الفترة الأولي من الثانوية التجارية للبنات وما يحدث أثناء الخروج والدخول ما بين بنات وشباب دون بيئة كافية للإشراف؟!!
المتحدث باسم وزارة التعليم: من حق "شعبان" اتخاذ القرار المناسب
قال شادي زلط المتحدث الإعلامي لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني: ان من صلاحيات وكيل وزارة التعليم اتخاذ القرار الذي يخدم الصالح العام ويحافظ علي بيئة تعليمية آمنة للطلاب. مشيراً إلي أن وكيل الوزارة أصدر هذا القرار وذلك بعد أن وردت شكاوي من أولياء أمور بعض الطالبات من سلوكيات لفظية غير منضبطة من قبل بعض الطلاب الأولاد داخل الفصول خاصة في الفترة بين الحصص حيث تم القيام بعملية تنظيمية أثناء الحصص النظرية بفصول للبنين وأخري للبنات في نفس الدور ونفس المدرسة وهو أمر بديهي يقوم به وكيل الوزارة حرصاً علي انتظام الدراسة دون أي مشكلات تعرقل العملية التعليمية.
أضاف ان القرار تضمن تخصيص فصول للفتيات وفصول للبنين حرصاً علي الذوق العام واحترام خصوصيات الفتيات والشباب والقضاء علي التنمر والظواهر السلوكية السلبية.
خبراء علم النفس: الفصل بين الجنسين.. ليس هو الحل
أشار خبراء علم النفس واستشاريو الطب النفسي إلي أن قرار الفصل بين الجنسين ليس هو الحل لأن الطلاب سوف يجتمعون في الجامعة والدروس الخصوصية ولذا لابد من الحل الجذري وهو التنشئة الاجتماعية الصحيحة.
قالت د. أمل محسن استشاري الصحة النفسية وعضو المجلس الأمريكي للمستشاريين النفسيين أنه سواء كانت المشكلة في الاختلاط أو في التنمر أو محاكاة البنات للسلوكيات الخاطئة التي تنتشر بين الشباب لن يكون الحل أبداً في الفصل بين الأولاد والبنات.
فكل المشكلة هي إنحراف في السلوك. له دوافع وله جذور نفسية وله أسس تربية فلابد من معالجة التهذيب النفسي وبعدها تقييم النتائج وآخر قرار هو الفصل ومن رأيي ليس هو الحل.
أضافت: أي انحراف في السلوك لابد من معرفة جذوره النفسية وما حدث في محافظة الدقهلية وقرار مدير التعليم بفصل البنات عن الأولاد في المدارس المشتركة يرجع إلي شكوي أولياء الأمور من الألفاظ الخارجة للبنات نتيجة للتفاعل السلبي مع الشباب. مشيرة إلي أن الحل هو تأسيس وإعداد نشء سليم بالتربية الصحيحة السليمة ولابد للشباب أن يفهم ويعي حجم المسئولية التي يحملونها ولابد أن يكون هناك اجتماعات لأولياء الأمور كما كان يحدث في السابق لأن التربية والتعليم هي مسئولية تشاركية بين المدرس والوزارة وأولياء الأمور للارتقاء بأولادنا وإعداد نشء مثقف راق خلوق بمبادئ الاحترام والتوعية الدينية والقضاء علي السلوكيات الخاطئة والتي باتت تشكل قضايا مجتمعية من تحرش لفظي ومعنوي أو تنمر. لابد أن تعود وظيفة اخصائي التربوي والاجتماعي في المدارس واجتماعات أولياء الأمور وعودة هذا النظام بالتعاون مع المؤسسات المعنية من المجتمع المدني وغيره.
أوضح د. محمد هاني استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية انه متضامن مع كل قرار يريح نفسية الطرف الذي يتعرض للإيذاء النفسي. كما أن الفصل بين الطالبات والطلاب يعطي المساحة للطالبات للتعايش في يومهن الدراسي بكل أريحية ويخدم تركيزهن وراحتهن النفسية للعطاء الدراسي فضلا عن انه من الناحية الدينية يفضل عدم الاختلاط خصوصا ان مرحلة التعليم الثانوي هي مرحلة حساسة وهي مرحلة المراهقة يكون فيها الشباب غير ناضج من الناحية العاطفية.. فضلاً عن أن المشكلة لابد أن يكون حلها تربوياً وتوعوياً للطلاب. ومؤكداً انه موضوع في غاية الأهمية وله مردود إيجابي علي المستوي والبعد الاجتماعي والديني.
أضاف أن القرار يعطي الطالبات حرية وممارسة يومهن الدراسي دون قيد أو خوف أو قلق أو توتر وبعيداً عن المضايقات أو التنمر أو التحرش اللفظي أو الجسدي وتجنب كل الحوادث والقضايا التي كنا نسمع عنها سابقاً ويضمن بيئة مدرسية آمنة للجميع.
د. علي جمعة: لا مانع شرعاً من الاختلاط بين الذكور والإناث.. بشرط!
كتب - محمد عمر:
أكد د. علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق في رده علي سؤال حول الاختلاط بين الذكور والإناث في المدارس والجامعات وغيرهما فقال ان الاختلاط بين الذكور والإناث في المدارس والجامعات لا مانع منه شرعاً طالما كان ذلك في حدود الآداب والتعاليم الإسلامية وكانت المرأة محتشمة في لبسها مرتدية ملابس فضفاضة لا تصف ولا تشف عما تحتها ولا تظهر جسدها. ملتزمة بغض بصرها وبعيدة عن أي خلوة مهما كانت الظروف والأسباب لقوله تعالي: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن الله خبير بما يصنعون" وكما قال تعالي: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظهن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" أما إذا لم تلتزم المرأة والرجل بآداب الإسلام وتعاليمه وكان اختلاطهما مثارا للفتنة ومؤديا إلي عدم التزام الرجل والمرأة بما أمر الله به فيكون الاختلاط وسيلة للحرام ويجب حينئذ الفصل بينهما.
اترك تعليق