مع استمرار إنتشار الأفكار الهادمة والمحتويات الضارة وغير المفيدة على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص "التيك توك"، أصبح من الضروري زيادة التوعية بخطورة هذه الأفكار على أبنائنا والسعي الى نشر ما هو مفيد وصالح للمجتمع.
ومن الظواهر السلبية التي ظهرت مؤخراً هو تحدي "كتم النفس" بين طلاب المدارس، مما اَثار الرعب بين أوليا الأمور، وذلك بسبب فيديو انتشر على تطبيق "تيك توك" لهذا التحدي الذي يقوم على فكرة أن يقوم الشخص بالتنفس بسرعة ثم كتم نفسه ويتجمع حوله زملاؤه الذين يقومون بالضغط على صدره ومنطقة القلب، وهو أمر يهدد حياة الشخص ويعرضه للإغماء في دقائق معدودة نتيجة عدم وصول الأكسجين للمخ والقلب وقد يدخلون في مضاعفات تودي بحياتهم.
وتستعرض "الجمهورية أون لاين" فيما يلي نصائح وإرشادات لعدد من الخبراء لتجنب هذه الأفكار السلبية التي تهدد حياة الأولاد وأخلاقهم، والحذر من الانجرار والتقليد للألعاب أو التحديات الخطيرة دون تفكير.
.jpg)
التربية السليمة ومداومة الحوار بين الأباء والأبناء
أكدت الدكتورة هبة الصباحي، الخبير التربوي وعضو لجنة المرأة للجنة الشراكة الأورومتوسطية، على أهمية التربية السليمة داخل المنزل ومداومة الحوار بين الأباء والأبناء، موضحة ضرورة إدراك أولياء الأمور لوسائل التواصل الاجتماعي بالعصر الحديث ومتابعتها لتحذير أبنائهم من مثل هذه الألعاب والتحديات الخطيرة.
ونصحت كل من الزوج والزوجة بالتركيز في تربية الأولاد والبعد عن التفكير المستمر في الخلافات الزوجية، والسعي الى تحقيق السكينة بالمنزل أياً كانت الظروف، والعمل بالحديث الشريف "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، قائلة : "لا بد أن يكون الهدف الأساسي هو نجاح التربية وليس الرعاية فقط لإنشاء جيل لائق إجتماعياً".
وأشارت "الصباحي" الى أهمية التمسك بالعقيدة الإيمانية داخل المنزل بأن لا يؤذي الانسان نفسه، مستشهدة بقول المولى عز وجل: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".
ونوهت أيضاً الى أهمية دور المدرسة والمعلم عند رؤية سلوكيات سلبية بين الطلاب، بأن يتم إتخاذ إجراءات سريعة بنشر الوعي من خلال الإذاعة المدرسية ومجلات الحائط واللافتات التحذيرية من الألعاب الخطرة مثل "تحدي كتم الانفاس" أو غيرها، وعمل مبادرات لحماية الطلاب من أي خطر.
وفي ختام حديثها أكدت على ضرورة التوعية ضد الأفكار الهدامة التي تسيطر على طلاب هذا الجيل بهدف تدميره وتغييب وعيه.
.jpg)
تنظيم حملات توعية داخل المدارس للطلاب ضد الألعاب الخطيرة
ونصحت هبه غازى، استشارى اسرى وتربوى، إنه لا بد من تنظيم حملات توعية داخل المدارس للطلاب ضد الألعاب الخطيرة، وإرشاده بأن يستخدم عقله ويفكر في هدف اللعبة قبل لعبها.
وأضافت أن المسئولية تقع على المعلم بتوجيه الطلاب بالبعد عن مثل هذه الألعاب فهم الأقرب إليهم في التواصل، والتنبيه عليهم من الجانب الايماني أن هذه اللعبة هي انتحار وليس لها أي علاقة بتحدي النفس.
وأكدت أهمية التركيز على هذا الموضوع من جميع الجهات بهدف التوعية بسلبيات هذه الألعاب والتوعية بالبدائل المفيدة لألعاب أخرى تدرب الطلاب على ممارسة طول النفس كالسباحة مثلاً، ونشر "بوستات" على مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي بخطورة هذه اللعبة أو غيرها، مشيرة الى انه يجب الوضع في الاعتبار أن هذا الجيل ليس عنده من القوة لمواجهة هذه الأفكار السلبية.

زيادة المراقبة للنشء على المستوى الأسري والمجتمعي
وقال الدكتور حاتم سلامة، أستاذ الأدب الإنجليزي ورئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، ووكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة العريش، إن لعبة "تحدي كتم الأنفاس" التي تتصدر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام ما هي إلا نتيجة لغياب الوعي والمراقبة من قبل أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية على حد سواء، ولا يقتصر الأمر على مثل هذه اللعبة المميتة فحسب فهناك أيضًا مجموعة من الألعاب الإلكترونية وتحديات وسائل التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى تدمير الشباب والنشء بأسره لا مجال لذكر أسمائها خشية الترويج لها، وعليه فإن سلاحنا الأمثل في التصدي لهذه الحرب الإلكترونية وتداعياتها، التوعية بمخاطر هذه الألعاب على ممارسيها نفسيًا وجسديًا وزيادة المراقبة للنشء على المستوى الأسري والمجتمعي وتنمية القيم الأخلاقية والتربوية لدى الجميع، ولكل منا دوره في التصدي لهذه الظاهرة اللعينة حتى تصل سفينة المجتمع إلى بر النجاة؛ فالغرق لا يفرق بين كبير ولا صغير ولا رجل ولا امرأة ولا غني ولا فقير.
التعليم توجه المدارس بمراقبة أى أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب
ووجهت وزارة التربية والتعليم، كافة الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية، بالتنبيه على مديرى المدارس مراقبة أى أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب قد تضر بهم وتنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية التى يسعى بعض الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع.
كما أهابت وزارة التربية والتعليم بأولياء الأمور بمراقبة سلوك أبنائهم على الهواتف الذكية وتوعيتهم بمخاطر الألعاب الإلكترونية، باعتبارهم شريكًا أساسيًا مع الوزارة فى تربية الطلاب.
اترك تعليق