انفعال غاضب فى لحظة طيش

الطلاق.. انفعال غاضب في لحظة طيش زادت نسبته مع ضغوط الحياة واعباء المعيشة.. وارتفعت معدلاته في السنوات الأخيرة حتي اصبحت نسبته تحصي بالدقائق والثواني بدلاً من الأيام والشهور.. وآخر الاحصائيات تقول أن هناك حالة طلاق كل دقيقتين بمعدل 25 حالة طلاق كل ساعة.. وهي تعتبر ثالث أعلي نسبة في العالم.. بينما تحتل المرتبة الأولي علي مستوي العالم العربي.

واذا نظرنا فى دعاوى وقضايا الطلاق.. أو الخلع المنظورة أمام المحاكم.. فسترى العجب بين أوراقها.. فبينا ما يحمل مآس إنسانية.. والآخر يمتلئ بالمواقف الكوميدية.. حتى أن الدراما تناولتها فى كثير من الاعمال الفنية.. على الشاشتين الفضية والصغيرة.

امرأة خلعت زوجها أبوعين زايغة.. والأخري لانه مزعج جداً

وقد تشهد محاكم الأسرة في مصر المئات من قضايا الطلاق.. بعضها يشتمل علي مواقف انسانية.. واخري في طابعها الطرافة والاثارة.. نعرض بعض المواقف والطرائف التي تشهدها دعاوي الخلافات الزوجية.. سواء في قضايا الطلاق أو الخلع.

"جوزي.. غاوي نسوان"
أقامت احدي الزوجات دعوي تطليق من زوجها أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة.. طالبت فيها بالتفريق بينها وبين زوجها لاستحالة العشرة بينهما مؤكدة في دعواها ادمان زوجها التحرش بسيدات متزوجات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.. وإرسال رسائل مخله لهن.. وبعض منهن أقمن ضده دعاوي قضائية.

اضافت الزوجة في دعواها أنها حاولت الحصول علي الطلاق بالتراضي لكنه رفض وبدأ ينغص عليها حياتها عندما رفضت الحياة معه.. وهددها بالإيذاء وتشويه سمعتها باتهامها بارتكاب علاقة أثمة كذباً وزوراً مع أحد أصحابه.. وفي النهاية طردني مع أولادي ورفض الانفاق علينا.. وطالبني بالتنازل عن حقوقي مقابل الطلاق.. لكنني رفضت ولجأت للقضاء لأحصل علي حريتي.

"بتاع البوفيه.. عامل بيه"

أما "سهيلة" فقد أقامت دعوي خلع ضد زوجها الذي خدعها بادعائه حصوله علي مؤهل عال وانه موظف بدار القضاء العالي.. لتكتشف بالصدفة أنه مجرد عامل بوفيه في شركة خاصة.. واستطاع خداعها لمدة 35 عاماً قضتها علي ذمته.. واشارت في دعواها انها اكتشفت ذلك بالصدفة عندما أصابه مرض اقعده الفراش.. وجاء زميل له ليسلمه راتبه الشهري.. مهدداً أياه بأن صاحب العمل سيأتي بغيره اذا تغيب عن العمل أكثر من هذا.

وعندما واجهته لم ينكر.. وحاولت الحصول علي الطلاق لكنه رفض فأقمت دعوي خلع اتهمته بالخداع الذي يبطل عقد الزواج.

جوزي بيشخر.. وعايزة أخلعه!
ومن أطرف قضايا الخلع التي شهدتها محكمة الأسرة بمصر الجديدة الدعوي التي اقامتها "ميرفت" لخلع زوجها بسبب انه "بيشخر" وهو نائم بصوت مزعج.. مؤكدة في دعواها أنها فوجئت بهذه الحالة بعد زواجها.. وظنت أنه نتيجة أجهاد من العمل.. لكنها لم تستطع التأقلم مع هذا الوضع الذي تحملته لمدة 5 أشهر.

أوضحت "ميرفت" انها حاولت اصطحاب زوجها إلي طبيب للعلاج من هذا العيب لكنه رفض وحذرها من الحديث في هذا الأمر مره اخري.. لكنها لم تتحمل وعندما فاتحته مرة اخري كان نصيبها علقة ساخنة مما دفعها لاقامة دعوي الخلع لتتخلص من زوجها "نبيل".

"دجال لعلاج تأخر الإنجاب"
* أما هذه الدعوي الغريبة فصحابتها "ربة منزل" ملتزمة تتصف بالتدين والاحترام.. رفضت جنون زوجها الذي طالبها بالتوجه إلي أحد الدجالين ليساعدها علي الانجاب وريثاً له ويعالجها من تأخر الانجاب الذي لم يفلح معه العلاج الطبي.

رفضت "نادية" البالغة من العمر 32 عاماً التعامل مع الدجالين والمشعوذين في هذا الأمر.. وحاولت إقناع زوجها أنهم مجرد نصابين يلعبون بعقول الضحايا وتنتهي الأمور في التعامل معهم إلي وضع مشين.. وهو عليه ألا يطلب منها هذا .. لكنه حاول اقناعها أنه مجرد حجاب وبعض التعاويذ تساعدها علي انجاب الولد.

ومع اصرارها علي الرفض وتمسكها بتعاليم دينها والأخلاق التي تربت عليها في منزل أسرتها تغيرت معاملته لها.. واصبح يهينها.. وتمتد يده إليها بالضرب والتنكيل بسبب تآخر حملها ورفضها السعي للعلاج علي طريقته.. فهربت من منزل الزوجية إلي بيت أسرتها.. وأقامت دعوي خلع لتتخلص من الزوج المفتري.

"رجل بلا نخوه"
* ومن القضايا المثيرة التي شهدتها محكمة زنانيري الدعوي التي اقامتها "ع.ر" الزوجة التي اسرعت إلي محكمة الأسرة واقامت دعوي خلع ضد زوجها الذي يطالبها دائماً بمساعدته في مصروف البيت رغم علمه انها ربه منزل.. ليس لديها عمل..

اوضحت "الزوجة" في دعواها أنها تزوجت من "سباك" عن طريق إحدي صديقات الأسرة.. وكان يعاملها بحب في بداية الزواج.. لكن بعد عدة سنوات راح يطالبها بالتعاون معه في مصاريف الأسرة خاصة بعد انجاب طفلهما.. وعندما تخبره انها لا تجيد العمل كان يطالبها بأن تتصرف وتحضر مالاً بأي وسيلة.

اضافت في دعواها أنها تحملته كثيراً.. رغم اكتشافها بأنه يخونها.. وغاوي ستات.. لكن عندما زادت مطالبته لها بالمال باي وسيلة.. وانه يعرف بعض النساء تفعل اي شيء لتجلب المال.. عندها فهمت معني كلامه.. واكتشفت أنه مجرد "ديوث" لا مانع لديه أن يبيع زوجته وأهل بيته في سوق النخاسة من أجل المال.. فهرولت إلي منزل اسرتها واقامت دعوي خلع من رجل بلا كرامة أو نخوة.

مصر تحتل المرتبة الثالثة عالمياً.. والأولي عربياً
نسبة الطلاق تتزايد..
وعقود الزواج تتراجع!
معدلاته في المدن أعلي من الريف
القاهرة الأولي على مستوي الجمهورية
..وجنوب سيناء الأخيرة!

فقد شهدت مصر ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الطلاق في الآونة الأخيرة.. حتي اصبحت تقاس إحصائياتها بالدقيقة.. بعد أن كانت تقاس بنسبة كل ساعه منذ حوالي 10 سنوات.. ومن قبلها كانت إحصائياتها بعدد الحالات يومياً.

زادت معدلات الطلاق في مصر بنسبة 49% خلال العقد الممتد من 2010 حتي 2020 بمعدل 26 حالة طلاق كل ساعة بما يعني أن عدد حالات الطلاق في العام الأخير في هذا العقد 2020 كان 222.036.. وجاءت هذه النسبة بانخفاض 6.6% عن عام 2019 في الساعة.

"باليوم.. والساعة!"

وتكشف التقارير الإحصائية للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء في مصر خلال النصف الثاني من هذا العقد ارتفاعاً متفاوتا في حالات الطلاق.. حيث شهد عام 2015 حوالي 199 ألف حالة طلاق بمعدل حوالي 544.5 يومياً أي 22.7 حالة كل ساعة.

بينما كانت حالات الطلاق في عام 2017 حسب احصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء 198.3 ألف حالة بمعدل 542 حالة يومياً بما يساوي 22 حالة طلاق كل ساعة، وترتفع حالات الطلاق في عام 2018 إلي 211.6 ألف حالة بمعدل حوالي 578 حالة يومياً أي حوالي 24 حالة طلاق كل ساعة.

وفي عام 2019 ارتفعت حالات الطلاق لتصل إلي 237.748 حالة بمعدل 649.7 حالة يومياً بما يساوي 27 حالة كل ساعة تقريباً.. أما العام 2020 فقد شهد انخفاض بنسبة 6.6% عن العام السابق له حيث كانت حالات الطلاق في هذا العام 222.036 بمعدل 26 حالة طلاق كل ساعة وتأتي هذه النسبة مقابل 101 حالة زواج جديد كل ساعة.

وكانت حالات الخلع في عام 2020 بنسبة 80% من حالات الطلاق النهائي بأحكام قضائية.. ارتفعت هذه النسبة إلي 88% في العام الذي يليه 2021.. وقد شهد هذا العام ارتفاعاً بنسبة 13% عن حالات الطلاق.. وقد بلغت أعلي معدلات الطلاق في هذا العام خلال شهر أكتوبر حيث وصلت حالات الطلاق فيه إلي 22.655 ألف حالة بزيادة 3.655 حالة عن شهر سبتمبر من نفس العام.. وبانخفاض 2.655 حالة عن شهر ديسمبر من العام 2021.

وترتفع مؤشرات زيادة حالات الطلاق في العام الجاري 2022 بصورة مقلقة حيث تشير احصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء إلي وقوع حالة طلاق كل دقيقتين بمعدل 25 حالة في الساعة بما يعني 18 ألف حالة في الشهر.. بينما تتراجع معدلات الاقبال علي الزواج بنسبة 7% في هذا العام عن العام المنصرم والذي كانت معدلات الاقبال علي الزواج فيه حوالي 880 ألف حالة زواج.

"خراب بيوت"

الاحصائيات تشير إلي أن نسبة الطلاق في المدن تكون أعلي منها بالريف.. ايضا اصحاب الشهادات الدراسية المتوسطة هم الأكثر تطليقاً لزوجاتهم.. تحتل القاهرة المرتبة الأولي في وقوع حالات الطلاق بنسبة 43.411 ثم الجيزة بمعدل 274.223 أما الإسكندرية فمعدلها 22.308 بينما تأتي محافظة جنوب سيناء في المرتبة الأخيرة في حالات الطلاق بمعدل 1.214 سنوياً.. وتعتبر المدن الساحلية والبدوية من أقل المدن اقبالاً علي الطلاق فمثلاً شمال سيناء بمعدل 971 الوادي الجديد 519 البحر الأحمر 851 حالة..!

"الإنترنت ضيع الواد والبنت"

ويري خبراء علم الاجتماع أن من أهم اسباب الطلاق.. هو إدمان الانترنت.. تري الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع أن انشغال أي من الزوجين بمتابعة المواقع والاخبار أو الالعاب علي الانترنت أو اقامة علاقات وصداقات يؤدي إلي مشاكل متعددة بين الزوجين.. قد تشوبها الشكوك ايضا مما يزيد من الخلافات التي تنتهي بالطلاق.

ايضا هناك تدخلات الأهل في الخلافات الزوجية وانحياز الحموات أو السلايف إلي أحد الزوجين.. أو التدخلات المتطفلة لمعرفه اخبار واسرار الزوجين والتي تؤدي إلي خلافات اسرية تفسد العلاقات الزوجية.

أما الظروف المالية.. وإن كانت مؤثرة لكنها تأتي في مرتبه متأخرة حيث إن المرأة المصرية في كثير من الأحوال تساعد في مصاريف البيت من خلال دخلها من عملها.. وان لم تكن عاملة فهي امرأة صبورة لديها القدرة علي تصريف أمور بيتها بما يتناسب مع دخل زوجها.

أفلام فى نفس الكلام
الدراما تناولتها درامياً.. وكوميدياً

أما الأعمال الدرامية فتناولت قضية الطلاق بطرق مختلفة منها الدرامي.. وكثير منها كوميدي.. والقليل أدي إلي تغيير في قوانين الأحوال الشخصية لصالح المرأة.. ومن أشهر هذه الأعمال:

* فيلم "أريد خلعاً" الذي قامت ببطولته الفنانة الراحلة فاتن حمامة.. وتقوم فيه بدور "درية" المتزوجة من رجل متسلط أناني حول حياتها إلي جحيم.. حتي أنها هربت من الحياة معه.. فيلجأ لطلبها في بيت الطاعة.. بعد فشلها في الحصول علي الطلاق منه.. وينال الفيلم شهره واسعة عربياً وعالمياً.

تعجب جيهان السادات بهذا الفيلم.. وتدعوا لإصدار قانون ينصف المرأة من الظلم الواقع عليها.. ولانها "السيدة الأولي" حينها يسعي الجميع لارضائها بإصدار القانون رقم 44 لعام 1979.. وبعد رحيل زوجها الرئيس أنور السادات وفقدانها للقب السيدة الأولي تلغيه المحكمة الدستورية عام 1984.

ايضا جاءت مسرحية "الواد سيد الشغال" بطولة الفنانين عادل إمام ومصطفي متولي والتي تكشف أحداثها عن سهولة كلمة الطلاق لدي بعض الرجال رغم حبه وتعلقه بزوجته.. إلا أن العصبية والانفعال في بعض الأحيان يطير عقله ويزلف لسانه بها.. وبعدها يسعي للبحث عن حل لاعادة زوجته ولا يجد أمامه سوي "المحلل" وهو الدور الذي لعبه عادل إمام في المسرحية.. بينما كان الزوج المتهور هو مصطفي متولي.

ايضا تناول فيلم "زوج تحت الطلب" نفس القضية ولعب فيه عادل إمام نفس الدور الذي لعبه في المسرحية.. ومعه الأزواج محمد رضا وفؤاد المهندس.. بينما لعبت ليلي علوي دور الزوجة.. وتتضمن أحداثه استئجار الفنان محمد رضا لـ "المحلل" عادل أمام لاداء دور الزوج لليلة واحدة حتي يتمكن مطلقها من أعادتها إلي عصمته مرة اخري.

ايضا جاء فيلم "محامي خلع" بطولة الفنان هاني رمزي والنجمة داليا البحيري "سيدة الأعمال" والتي لجأت للطلاق خلعاً بسبب زوجها المتسلط الغيور جداً.. فتلجأ إلي المحامي "هاني رمزي" يقنعها باتهام الزوج بعدم قدرته علي حمايتها من السقوط في الفتنة بسبب ضعفه جنسياً.. لتحصل علي الطلاق خلعاً.

ومن الاعمال التليفزيونية يأتى مسلسل "إلا أنا" وقدمت فيه النجمة ريهام عبدالغفور حكاية "ربع قيراط" والذى تناول امراة حصلت على الطلاق بسبب الخلافات الزوجية.. لكنها تعانى كثيراً بسبب هذا الطلاق سواء من ناحية مسئوليتها عن ابنائها ورعايتهم.. بالاضافة لنظرة المجتمع لها ومعاناتها مع أفراده سواء فى عملها أو بيتها وجيرانها والمجتمع كله والذى ينظر إليها نظرة مسيئة.