ارتبط "عامل" سندوب الدقهلية بوالدته التي كانت كل حياته يعتمد عليها في كل كبيرة وصغيرة.. تعد له كل احتياجاته وتوفر له كافة طلباته قبل أن يطلبها.. حتي عندما فكر في الزواج.. بناءً علي رغبتها ايضا ونصيحتها.. هي من اختارت له عروسه.. وجهزت له كل أثاث شقة الزوجية.. وكانت تستعد لليلة زفافه..
كان في غاية السعادة والفرح يسعي مع والدته لبناء حياته الجديدة.. لكن القدر لم يمهله طويلاً في فرحته.. فقد خطف منه والدته التي كانت لا يستطيع الابتعاد عنها.. أو يتصور أنه يمكن أن يعيش بدونها..
بالفعل.. أصيب بحالة من الحزن الشديد فرضت علي حياته الكآبه والأسي.. حتي أنه لم يتحمل حياته بدون والدته ولم يستطع أن يكمل مسيرته مع عروسه بعد أن أصبح وحيداً.. كما وجد نفسه في الحياة أخيراً.. حاول أن يعوضها بعلاقته بعروسه.. لتكون بديلاً لوالدته الراحلة.. لكنه لم يستطع.. ولم يتحمل ذلك.
أخيراً.. وبعد أن استسلم لليأس والاكتئاب الذي تمكن من تفاصيل حياته.. لم يجد أمامه سوي اللحاق بوالدته ليعيش معها.. كما يظن.. قرر الانتحار ليتخلص من حياته الكئيبة.. وحتي لا يتردد أو تراوده الرغبة في الحياة من جديد فيتراجع عن قراره.. صعد أعلي كوبري علي ترعة المنصورية القريبة من مسكنه.. وقرر القفز في مياهها.. وقبل تنفيذ خطته أوثق كلتا يديه بحبل متين.. والقي بنفسه في الترعة.. ليلقي حتفه غرقاً.. ليلحق بوالدته.. تاركاً خلقه عروسه التي كان يستعد للزفاف إليها بعد أسبوعين فقط من الحادث الذي خطط له.. ونفذه بكل أصرار.
كان "عامل" سندوب قد أقدم علي انهاء حياته بالقاء نفسه في مياه ترعة المنصورية بمنطقة سندوب في محافظة الدقهلية بعد قيامه بتقييد يديه حتي لا يستطيع المقاومة والسباحة وذلك قبل اسبوعين من حفل زفافه حيث كان يمر بحالة نفسية سيئة منذ وفاة والدته.
كان اللواء مروان حبيب مدير أمن الدقلية قد تلقي اخطاراً من اللواء محمد عبدالهادي مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ لمأمور قسم شرطة المنصورية بعثور الأهالي علي جثة شخص طافية في مياه ترعة المنصورية مقابل مستشفي التأمين بسندوب.
بانتقال ضباط المباحث وقوات الانقاذ النهري لمكان البلاغ وتم انتشال الجثمان وتبين أنها لشاب يرتدي كامل ملابسه ومقيد اليدين وبالفحص تبين أنه يدعي محمد ابوزيد "27 عاماً" عامل ومقيم سندوب.
بسؤال أسرته أكدوا أنه كان مقرراً حفل زفافه بعد أسبوعين من وفاته إلا أنه كان يمر بحالة نفسية سيئة منذ وفاة "والدته" وأنه اختفي قبل العثور علي جثمانه بيوم وانه ارسل رسالة لشقيقته محتواها "متدوروش علي عليها ولو مت ادفنوني مع أمي ومحدش ياخد الشبكة من خطيبتي".
تحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة واخطرت النيابة التي امرت بنقل الجثمان المشرحة وانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة والتصريح بالدفن عقب التشريح كما كلفت المباحث بتحرياتها حول الواقعة.
اترك تعليق