خيم الحزن علي أهالي قرية المناحريت مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية بعد مصرع شخص وابنه واصابة زوجته في حادث سير.. شيع الاهالي جثماني الفقيدين وسط دعوات لهما بالرحمة وقالوا إن المتوفين محبوبان من الجميع وأن خبر وفاتهما نزل عليهما كالصاعقة واحتسبهما الاهالي عند الله من الشهداء.
تلقي اللواء محمد صلاح مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية إخطاراً من اللواء محمد الجمسي مدير المباحث الجنائية بوقوع حادث سير في طريق ديرب نجم- الزقازيق.
بالانتقال والفحص، تبين أن الحادث أسفر عن مصرع الشيخ رأفت ندا أحد مشايخ الأوقاف بمحافظة الشرقية مقيم في قرية المناحريت التابعة لمركز ومدينة ديرب نجم. ونجله الطفل عبدالرحمن. فيما أصيبت زوجته إصابات بالغة في أنحاء متفرقة بالجسد.
كما تبين وقوع الحادث أثناء ذهاب الأسرة رفقة ابنهم الطفل المصاب بفشل كلوي، وذلك لإجراء جلسة غسيل كلوي للطفل، قبل وقوع الحادث الذي أودي بحياة الطفل ووالده، وتسبب في إصابة والدته.
جري نقل المصابة إلي مستشفي الأحرار التعليمي بمدينة الزقازيق لتلقي الإسعافات اللازمة، وتبين خطورة حالتها ليتم نقلها إلي وحدة العناية المركزة بالمستشفي، فيما تم التصريح بدفن الجثتين، وتم تشييع الجنازة في مسقط رأس الأسرة في قرية المناحريت التابعة لدائرة مركز ديرب نجم وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق بإشراف المستشار محمد الجمل المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية.
قالت الأم المكلومة وهي في حالة حزن علي فقدها زوجها وابنها ليتجدد معه الأحزان لمسابقة وفاة اثنان من أبنائها: كنا رايحين المستشفي علشان نخلص آخر إجراءات زرع الكلي لابننا عبدالرحمن، وفي الطريق سيارة صدمت سيارتنا، دا كل اللي انا فاكراه، وصحيت لقيت زوجي وابني ماتا وأنا مصابة.
أضافت الام المكلومة: بقالنا شهور بنجهز لعملية زرع الكلي لابني عبدالرحمن اللي هننقلها له من والده وكانت المواصفات مطابقة، وباقي أيام ونجري العملية، ويوم الحادث راح كل شيء مسترجعة آخر ما قاله طفلها الراحل إنه ترجي والده بعدم الذهاب معه إلي المستشفي وأن يبقي ليرتاح ويذهب هو بصحبة والدته، مؤكدة أن الأب أصر على الاطمئنان بنفسه من الأطباء على إجراءات العملية.
أشارت الام المكلومة إلي أنها تعيش حالة في الحزن وفي كابوس. لافتة إلي انها أثناء اصطحابها نجلها طلب على غير عادته أن يأكل بيتزا ساخنة معطياً إياها 5 جنيهات لشرائها، إلا أنه نام من الإرهاق في الطريق ولم يأكلها، لافتة إلي أنه رغم مشقة السفر والمرض.
أوضحت الام المكلومة أن حكايتها بدأت عندما تزوجت الشيخ رأفت ندا منذ 2٥ عاما ورزقها الله منه بـ 6 أبناء، توفى ٣ وبقى معها ٣ آخرين، مشيرة إلى القصة التى سمى زوجها بسببها جبل الصبر، فكانت أول مولودة "رقية" مصابة بمرض فى الكلى وعندما بلغت سنتين من العمر، قرر الأطباء حاجتها لغسيل كلوي، وبعد رحلة معاناة مع المرض رحلت عن الدنيا فى عمر 6 سنوات، ثم بعدها شقيقها الأصغر "محمد" عانى نفس الألم لمرحلة هو الآخر متأثراً بمرضه فى عمر ٥ سنوات ورغم مشقة الحياة مع مرض أولادى وآخرهم عبدالرحمن وكنت بعتبر زيارات المستشفيات خاصة والحياة عامة فى وجود أسرتى رحلة جميلة وراضية بقضاء الله وقدره انتهت بعد وفاة عبدالرحمن ووالده، لكن حياتنا فيها كفاح وصبر وألم، زوجى كان يمدنى بالصبر ويقوى إيمانى وسابقى على العهد وربنا يصبرنا على فراق الأحبة واحتسبتهما عند الله من الشهداء.
اترك تعليق