بعد موجة التشدد العنيفة التي تبناها الفيدرالي في الآونة الأخيرة، يرى بنك أوف أمريكا  أن الاحتياطي الفيدرالي يرغب في رؤية مشهد فقدان الوظائف في السوق الأميركي قبل أن يوقف حملته لمحاربة التضخم.

وبعد صدور بيانات التوظيف أعلى من التوقعات وتباطؤ معدل البطالة في البلاد، تبددت آمال توقف الفيدرالي عن رفع الفائدة، وتنتظر الأسواق مزيدًا من التشدد.

وفي الوقت نفسه حذر الاقتصادي البارز محمد العريان من أن توقف الفيدرالي عن سياسته التشددية في رفع الفائدة سيكون له عواقب وخيمة، وسيؤدي لركود تضخمي لن يتحمله أحد.

قال بنك أوف أمريكا في مذكرة إن العملاء استفسروا بشأن ما إذا كان يتوقع حدوث تحول قريب الأجل في موقف الفيدرالي.

أضاف: نعتقد أن تلك المخاوف مستبعدة، فوظيفة الفيدرالي الراهنة لم توشك على الانتهاء، وسيواصل زيادة الفائدة حتى يتصدع سوق العمل.

يتوقع البنك أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي مسار التشديد النقدي حتى يصل نمو الوظائف إلى نقطة تحول وتتخذ البطالة مساراً صاعداً.

شدد المصرف الأمريكي على أنه المزيد من المفاجآت الصعودية في تقرير الوظائف ستسمح على الأرجح بدفع أسعار الفائدة إلى مستويات أعلى، وهو ما حدث بالفعل. 

وفي مقابلة مع New York Magazine حدد العريان أربعة عوامل للمساعدة في جعل الركود الاقتصادي قصيراً:

أشار إلى أن العامل الأول هو أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتحسين فهمه للاقتصاد وسياسته، أما الثاني فهو توفير حماية أفضل للفئات الأكثر ضعفاً من الناحية الاقتصادية.

فيما يتمثل العامل الثالث في تنفيذ إصلاحات هيكلية لتعزيز الإنتاجية ورأس المال البشري في سوق العمل، أما العامل الرابع فهو مراقبة الاستقرار المالي للمؤسسات غير المصرفية عن كثب. 

شدد العريان على أن بعض تلك العوامل قد تساعد الاحتياطي الفيدرالي على استعادة مصداقيته التي فُقدت عندما أصر على أن التضخم كان عابراً.

أضاف العريان، أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الاحتياطي الفيدرالي الآن هو التوقف عن رفع أسعار الفائدة في وقت قريب.

تابع: "لا أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي يستطيع التوقف الآن عن التشديد النقدي، لأن مصداقيتهم قد تضررت للغاية لدرجة أنه إذا توقفوا الآن سيقول الناس على الفور نحن أمام الاحتياطي الفيدرالي المتقلب في فترة السبعينيات".

يرى العريان أن عواقب توقف الاحتياطي الفيدرالي السريع عن رفع الفائدة ستتمثل في ركود تضخمي طويل وهو أسوأ من عواقب مواصلة السياسة النقدية الحالية.

أضاف الاقتصاد الأمريكي 263 ألف وظيفة عن شهر سبتمبر، فيما توقع الخبراء إضافة 250 ألفًا، بعدما نجح في إضافة 315 ألفًا في الشهر الماضي.

وسجل متوسط الأجور السنوي ارتفاعًا بـ 5%، فيما توقع الخبراء أن يرتفع بـ 5.1%.. وارتفع معدل البطالة الأمريكية بـ 3.5%، فيما توقع الخبراء ارتفاعه إلى 3.7%، وقد سجل في أغسطس ارتفاعًا بـ 3.7%، وتوقع الفيدرالي ارتفاع معدل البطالة إلى 4.5% مع استمرار سياسة التشديد المالي.

وكالات