هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علي عرفه من أبطال كبريت: العدو أطلق علينا لقب "دوريات الموت.. وحققنا أهدافنا بالصبر والإرادة

 قال علي عرفة من أبطال" كبريت " حرب أكتوبر المجيدة انه كان ضمن" كتيبة مشاة، كنا في مقدمة الجيش، حيث كان المفترض العبور الساعه الثانيه ظهرا استطعنا الساعة 2:00 الاربع ان نعبر القناة حيث كان الهدف الاسمى لنا ان نحتل ممر " متلا " والجدي " باقصى سرعه وتتجنب أي اشتباكات حتى تتمكن من مقدمة الممر ونحتله فيصبح تحت امرتنا، مثل ونمنع جيش العدو ان يعبر هذا الممر إلى أن تأتي بقية القوات ؛ واستطعنا العبور وبأسلحة وإمكانيات متواضعة مقارنة بأسلحة العدو الثقيلة ، فكان الغرض أن نربك العدو ونقلقه حتى لا يتقدم نحونا حتى الوصول الجيش او القوات والدعم.


أتذكر أنه في يوم 28 سبتمبر  كنا في إجتماع  كان يحضره الفريق الشاذلي وكان يقول لنا ان نسبة الخسائر سوف تكون مئه في المئه اي تذاكر ذهاب بلا عوده،  وما حدث أن تقدمت القوات منهم ما  تقدم 20 كيلو و25 كيلو مشيا سيرا على الأقدام  ، كثرة الاشتباكات لم تجعلنا أن نصل  لهدفنا الاسمى و هو الوصول الى ممر "مثلا" استمرت  الإشتباكات مع قوات العدو الى الساعة الثانية عشرة فجرا الى ان اتت الاوامر وقتها بالتراجع و التجمع في الخلف الى ان تقوم بإنشاء كوبري ، وفي اقل من ست ساعات استطاعت القوات ان تنشئ هذه الكباري ولكن استطعنا العبور من خلالها كما استطعنا  أن ننشئ رأس الكوبري التي هي الأساس الذي يحمي من خلاله قوتنا القادمه و الآتية إلينا، واستطعنا أن نقضي على دبابة وطائرة وعدد من الدبابات الاخرى واستطعنا تقدم نحو تحقيق هدفنا من خلال راس الكوبري حيث كنا خط الدفاع الأول للجيش المصري كانت هناك اشتباكات وضرب الطائرات ودبابات امامنا وكنا في اشتباكات قويه جدا للدفاع عن الممر وكنا على راس الكوبري الى اتت التعليمات يوم ٩ من اكتوبر باقتحام "نقطة  كبريت "او مدينه كبريت فكانت المهمه التاليه هو السيطره على الموقع؛ وبعدها  تم  السيطرة على 25 نقطة التي الذين كانوا من المفترض السيطرة عليهم من قبل  كتائبنا الخاصة،  استطعنا ان نحقق هدفنا بنجاح بالسيطرة على كل النقاط  عدا موقع كبريت النقطة الأهم بالنسبة للعدو حيث تعد مركز الاتصال بين الغرب والشرق من خلال هذه النقطه تحديدا هي  النقطة الاهم بالنسبة للعدو ، وكانت كبريت تجاور  البحيرات  جانب البحيرات المرة وكانت اضيق الممرات كانت 50 مترا تقريبا حيث  كانت 200 مترا عرضا وطولا ما يعادل 40,000 متر اي 10 كيلو متر او ١٠ فدان ، وبحلول  الساعة 9:00 صباحا اتجهنا حتى ندخل نقطه كبريت أهم المواقع الاستراتيجية للعدو 

حيث كانت حلقة الوصل وهي ممر صغير بالنسبة للعدو أن يضع يده علها ضمن أهم المواقع الإستراتيجية ، كانت هناك مقاومة شديدة من العدو لكن استطعنا ان اقتحمها وتحتلها ونرفع علم مصر عليها يوم التاسع من أكتوبر بعد الظهيرة ؛ من هنا  بدأت"  الصعوبات " الاشتباكات بين القوات المصرية وقوات العدو ابتداء من ٩ أكتوبر حتى تبينت الرؤيا يوم 22 أكتوبر والذي كان العدو وقتها يهاجمنا من ٤ اتجاهات بعد أن كنا ندافع فقط في مقدمة الجيش المصري فكنا وحدنا نواجه الجيش العدو من اربع اتجاهات حيث كانت تبعد النقطة بين الجيش الثاني والجزء الثالث أكثر من 25 نقطة وكانت تبعد المسافه أضعاف بين الجيش الثاني وموقع كبريت.

فكانت  الاشتباكات حينها من اتجاهات الامام و الخلف،  الشرق والغرب ومن هنا بدات المعاناه في كل شيء حتى في الامدادات العلاجيه الغذائية والإمدادات الذخيرة وغيرها وبدأت الازمه تشتد ونحن لنا نستطيع ان نعالج جنودنا المصابين،   كان لكل جندي حصة من الغذاء  فلكل جندي علبه  المواد الغذائية الخاصة به كانت عبارة عن مواد بسيطه جدا من الفول وغيرها حتى كنا نتقاسمها فيما بيننا حتى نستطيع ان نستوعب الازمه النقص الغذائي للأيام القادمة .. كانت من أصعب الأيام التي كنا نعيشها وقتها فكانت القوات تتوقع سقوط"  نقطه كبريت"  لضعف الإمكانات والإمدادات وغيرها فكان هناك توقعات بسقوط منطقة كبريت الى ان وصلت اخبار للقياده كان يمثلها في هذا الوقت العميد أحمد بدوي قائد الفرقة السابعة فعندما ادرك القائد انا مازلنا على قيد الحياه وما زلت النقطه تقاوم العدو من كل الاتجاهات ومازلنا نسعى لنجاح والاحتلال منطقة كبريت استطاع بعض من القوات ان تتوجه لي للعميد احمد بدوي من الغرب وقت الاشتباكات استطاعت ان تصل للعميد أحمد بدوي من الشرق منهم الملازم  سيد حرب ، حمدي نجيب كانوا وقتها رتبة  ملازمين، حينها أصدر العميد بدوي الأوامر  للقوات بان يمدوا نقطه كبريت بالغذاء والدواء وجميع الإمدادات اللازمة لمقاومة جيش العدو.

 وقتها  اطلق علينا العدو"  دوريات الموت"  لان هذه المنطقة كانت منطقة موت بمعنى انها كانت دول الاحتلال كانت تحارب بشراسة للحفاظ على هذه النقطة واستمرت الإشتباكات  على هذا الحال فتره طويله وكنا نعاني من نقص المياه والغذاء والإمدادات بعد ان كنا نحصل عليها  تحت خطر شديد واستمر الاشتباك الى يوم 14 يناير بعدها  نجحنا في فض الاشتباك وسلمنا  النقطة لقوات الجيش الثالث تحت قيادة إبراهيم عبد التواب رحمه الله  قائد نقطة كبريت الذي كان يرشدنا بوضع اللغم المناطق المعنية ، ضرب مناطق في مواجهة العدو  من جهات معينه فكنا تحت قيادته  الحكيمة الى ان اتت دوريه من الدوريات التي كنا نواجهها كل يوم فانطلقت قذيفة مميتة لقائد النقطة كبريت "  وأدت إلى وفاة القائد إبراهيم عبد التواب رحمه الله وكان  الشهيد الأول  في أول كتيبة حيث اننا كنا في المقدمة.. هذه كانت أصعب المواقف التي وجهناها في حرب أكتوبر المجيدة والى أن نجحنا وانتصرنا في هذه الحرب .

ومن اهم الدروس المستفادة في هذه الحرب انهما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوه ده حتى ما ترتضى به من خلال طاولة التفاوض لابد ان تظهر قوة الجيش المصري والقوة التي يمتلكها الجيش المصري ثم نصل الى مائده التفاوض، و من الدروس ايضا التي استفادت من هذه الحرب"  الصبر " حيث من المفترض أن تكون  مدة الخدمة الطبيعية  من سنتين الى ثلاث سنوات كان البعض قضى مدة في الجيش تصل الى عشر سنوات وبالرغم من الإمكانات والإمدادات الضعيفه إلى أننا استطعنا أن ننجح في هذه الحرب بالصبر وقوة الإرادة وحب الوطن .





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق