بقلم - شريف دياب
أوضح لي أحد القيادات الشابة الإسبوع المنصرم من إستياء البعض من محاولتي إظهار السلبيات والمعوقات دون النظر للجهد المبذول من إناس تعمل ولا يشاد بها ، ورغم ان هذا كان الإسبوع الماضي الإ أنني تذكرت علي الفور ما قاله لي أستاذ النقد الكبير ومعلمنا الدكتور حمدي الجابري منذ عامين حينما أوضح لي إنزعاج القيادي حينما يعتلي الكرسي ويسعي البعض لتصحيح او تعديل ما يفعله ولم أنسي وقتداك أن الدكتور الجابري كان أحد رؤساء قطاعات وزارة الثقافة لسنوات ، فالرجل كان قريب من موقع الحدث ويعي ما يقول بكافة أبعاده ، ورغم ان البعض ممن أصابهم الإستياء قد خرج من المنصب الأن ، الا ان هذا لم يكن صحيحاً فقد كتبت في موقع الجمهورية أونلاين في صيف 2020 بعنوان( عودة النشاط جُهد مُقدر في المسارح المفتوحة ) ما يلي جهد محمود أقدمت عليه هيئة المسرح ممثلة في رئيس البيت الفني الفنان إسماعيل مختار ، ففي الوقت الذي رأينا إستحالة عودة النشاط المسرحي بشكل آمن بتعقيم لا يكفي قدمته شركة النظافة داخل مسارح الدولة مع كاشف الحرارة الذي ذهب للمسارح وكلها مؤشرات إيجابية علي اية حال الا انها لم تكن كافية ، فوجئنا برئيس البيت الفني للمسرح لديه خطة رسمية للحصول علي بوابات التعقيم التي لاغني عنها لتأمين كافة الرواد داخل المسارح في سعي لتوفير ذلك داخل الميزانية الجديدة ، نأمل الا يشوبها اية معوقات إدارية فبدونها مع تواجد القوافل الطبية قبل الدفع بالمهرجان او اية عروض اخري لا يستقيم الوضع ولا تستطع تأمين الجماهير ، قدم رئيس البيت ورقة عمل كاملة لعودة النشاط المسرحي ، تمثلت في تعقيم مسارح الدولة مفنداً مجموعة بنود لتحقيق ذلك ، منها مراعاة المسافات الامنة بين الرواد ، علي ماكيت واضح يوضح مسافات التباعد بين الجماهير داخل المسارح المختلفة مع توفير اجهزة قياس الحرارة داخل كل مسرح ، وحقيقية كان والا يزال الامان الاكبر داخل مؤسسات الدولة بوابات التعقيم وتواجد قوافل طبية داخل المنشأت الثقافية خاصة أثناء العروض ، فقد وضعت إدارة البيت الفني بوابات التعقيم في بندها الاول ، كل هذا الجهد مقدر لعودة النشاط والمحافظة علي ارواح الرواد ، ولكن يبقي كل هذا مشروعاً ومؤمناً داخل المسارح المفتوحة لاغير ، إذ ان إشتراطات الحماية من فيروس كورونا داخل المسارح المغلقة تتطلب وضعاً مختلفاً في ظل تواجد اجهزة التكييفات المركزية التي تزيد من سرعة إنتشار الفيروس فالمحافظة علي أرواح الناس والحد من إنتشار الفيروس تتطلب تهوية خاصة من عدة أطراف مفتوحة لم تتوافر بالطبع في المسارح المغلقة ، ولذا كان تواجد القوافل الطبية داخل كافة المسارح ضرورة حتمية لمنع إنتشار الوباء ، فتستطيع بيسر ان تحقق التباعد بين الجماهير ولكن قناعتي من الصعوبة بمكان تحقيق التباعد بين الفنانين والفنيين علي السواء ؟ وعودة النشاط داخل المسارح المغلقة يحتاج لإعادة نظر ، ان تسعي لتواجد حلول بديلة امر هام لعودة الإنتاج داخل مسارحنا المفتوحة ، مع ضرورة تعقيم المسارح من قبل شركات متخصصة ، حتي لو تقلصت عدد العروض ، فهو افضل من ان تظل كافة المسارح موصدة بلا نشاط او إنتاج ، تحية لكل الجهود المبذولة لعودة النشاط المسرحي حتي وأن أختلفت مع بعض أفكارها ..الي هنا إنتهي المقال وصحة مقولة الدكتور الجابري عن عدم الإقتراب من التصحيح والتعديل حتي لو كنت من أهل التخصص فهذا يزعج القيادات علي أية حال .
كلمة أخيرة ّ: لم تكن مشكلة الشاشات الإلكترونية في القومي والعائم مشكلة صيانة فحسب بل أصابتها ازمات اخري منذ سنوات في عملية التشغيل والصمت هي اللغة السائدة التي نأمل الا تستمر كثيراً في الموجة الجديدة القادمة !!
اترك تعليق