هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

فيلم "العنكبوت" سيناريو مفكك بعنف متزايد

بقلم - صفاء عبد الرازق


فيلم "العنكبوت" من الأفلام التي تتطرق إلى قصص المافيا، والأعمال المشبوهة كتجارة المخدرات وأدغال حياة رجال تلك النوعية من المافيا، في  إطار كلاسيكي أمريكي،  مبني على العنف المبرر لحماية أعمال هؤلاء الرجال.


تصل تكلفة إنتاج هذه النوعية من الأفلام إلى مئات الملايين من الدولارات سنويا، وهي صناعة ضخمة ومربحة وتعتمد على الشكل الحركي والإثارة وتسلسل الأحداث التشويقي، كما تمتلك تلك النوعية مذاق خاص لدى المشاهد العربي - منذ سنوات طوال- فهي تلعب على ولعه بقصص البطل الخارق الذي يواجه منظومة الفساد،  ومحاولة إنقاذ العالم من الخراب المنتظر أو تدمير المجتمع،  فحظت هذه الأعمال على مشاهدة عالية لدى الشريحة الأكبر من الشباب والشابات التى يمتلكون الرغبة فى عملية الانتقام الافتراضية من خلال مشاهدة فيلما سينمائياَ.
وفي فيلم العنكبوت، نجد البطل الخارق الذى يقف فى وجه الأشرار، على نمطية رجل العنكبوت والرجل الوطواط وغيرهم من الشخصيات المبهرة، بالإضافة إلى الأحداث المتشابهة في أفلام المافيا التى أصبح لها باع طويل فى السينما المصرية وغيرها من بلدان العالم.
يلعب بطولة الفيلم –بجانب نجوم أخرين- أحمد السقا ، والذي يؤدي  شخصية (حسن –العنكبوت) ، أما "ظافر العابدين" – شخصية آدم- فهو القائد الجديد لعائلة جبران على -نمطية ( ال كابوني - فيلم العراب)- والذي يرث مكان والده في قيادة العائلة "العصابة"وتشاركه الحياة  زوجته المدمنة يسرا اللوزي "داليا"، ويقوم أحمد فؤاد سليم بدور العم، ومن ضمن العائلة  محمد لطفي ومحمد ممدوح وزكي فطين عبد الوهاب وزوجته ريم مصطفي الذين  يقومون بإدارة الأعمال التابعة للعائلة، ويترك الممثل العراقي ( باسم قهار)الذي لعب دور الزعيم غسان الصيرفى بصمته.
تدور أحداث الفيلم عن تجارة المخدرات التى تتمثل فى  عائلة "جبران" وهم من كبار رجال الأعمال والمستثمرين الذين يسيطرون على سوق تجارة المخدرات "الخام"  بعد وفاة كبير العائلة وتواجدهم  فى صراع مستمر مع شخص مجهول يدعي  "العنكبوت".
الخط الدرامي العريض  الفيلم يصور تصدي العنكبوت احمد السقا الأعمال المشبوهة، لعائلة جبران انتقاما لمقتل والدته بسبب الإدمان الذي ورطها فيه جبران، والذى نكتشف فيما بعد أنه أبيه من خلال "الفلاش باك.

هذا الخط الدرامي تتفرع منه عدة خطوط، من بينها يتسلل أحمد السقا بمعاونة أحد موظفي شركة جبران للحصول على كافة المعلومات المتعلقة بأعمال  العائلة وهو نفس الخط الدرامي الذي يؤدي إلى لقاء العنكبوت مع ليلي "منى زكي" المرشدة السياحية التى تقوم بارشاد  سياح صينين على المعالم الاثرية فى مدينة الاقصر.
تصادف وجود منى و الوفد السياحي الصيني مع هروب الموظف من عصابة جبران التى تلاحقه لقتله فيقوم بزج بعض المعلومات فى حقيبة منى زكي إلا أن ذلك لم ينقذه من الموت.
يسعى السقا "العنكبوت" للحصول على المعلومات من حقيبة منى مما يؤدي إلى انفجار العنف في رحلة القطار الذي ينقل منى مع الوفد الصيني و بين "العنكبوت" وافراد العصابة الذين يسعون  أيضا للحصول على نفس المعلومات.
مما يؤدي إلى الاشتباك بين السقا والعصابة من جهة لحماية "ليلي" ومن جهة  العصابة  للحصول على معلومات والتخلص من منى زكي، وكل هذا العنف وليلي تلعب على هاتفها المحمول.
يضطر احمد السقا استكمالا  لدوره لحماية ليلي من العصابة ليأخذها معه إلى مقره الأساسي وهو  عبارة عن مركز متكامل  مليئة بشاشات المراقبة بالإضافة الى وجود العديد من  الألعاب العنيفة التي تصيب مني زكي بحالة من الانبهار ويعجبه المكوث مع السقا فى هذا المقر.
ويبني الفيلم كيف يمكن للعصابات او غيرها من الأجهزة الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي فى تحقيق أهدافها وهى الطريقة التى استخدمها مندوب العصابة القوي( محمد لطفي) فى الوصول إلى احمد السقا ومنى زكي بعد اختفائهم من عيون أفراد العصابة الذين يلاحقونها.
السيناريو يستند بشكل رئيسي لتصوير مشاهد العنف ماخضعنا  لكل الخطوط الدرامية الموجه  إلى العنف بما فى ذلك الألعاب الرقمية التي يعتبرها الخبراء المتخصصين فى الشأن الأكتروني وهي  أحد الاسباب المباشرة لخلق حالات العنف لدى الأطفال والمراهقين والكبار كما لاحظنا هذا مع منى زكي التى استمرت فى الألعاب أثناء معارك حقيقية على سطح القطار.
 تجاهل السيناريو على حسب الحركة تعريف لبعض الشخصيات الرئيسية فى الفيلم والتى يستطيع كلا منهما أن يحمل عملاً بمفرده، لكن جاء السيناريو لينتقص من بعض التوضيح  لوجود شخصية  "ناهد" ريم مصطفي زوجة "عثمان" زكي فطين عبد الوهاب، وما هي صلة القرابة بين تلك "العصابة" التى يجمعها مائدة عمل مستديرة؟.
عجز السيناريست محمد ناير أن يوضح للمشاهد كيف يجني "العنكبوت" المال لكي ينفق على كل تلك المحاولات التى تكلفه الآلاف  من الجنيهات لكي تفشل جميع عمليات  عائلة" جبران" كما أخفق أيضا فى توضيح كيف جاءت العلاقة والمصلحة المشتركة بين "ناهد و" العنكبوت."
لاحظنا أن شخصية "ناهد " في الفيلم شخصية قوية والدليل  أن لديها القدرة على السيطرة على العملاء للتعاون مرة اخرى مع العائلة بعد فشل جميع العمليات مع ظهور "العنكبوت" لكن أخفق أيضا السيناريست محمد ناير عندما سيطر عليها "مروان" محمد ممدوح فى أن يحصل على المسدس وينتهي بها الحال مقتولة.
فى أعمال هوليوود وتحديد أفلام "العصابات والمافيا" يتم تحويل ملامح  الشخصية تدريجيا حسب التغيرات والأداء المطلوب، لكن  في فيلم" العنكبوت"  هذا لم يحدث سوى لـ شخصية "ليلى" منى زكي فى نهاية الفيلم  عندما قررت أن تتخلص من خوفها الزائد  والتردد  لتنهي  علاقتها مع خطيبها "سامح " الذى قام بدوره "شيكو" في المشاهد  هي الأكثر وضوحا فى السيناريو.
استطاع النجم أحمد السقا أن يحافظ على مشواره الفني الذي بدأ من سنوات عدة، بتألقه فى دور الحركة رغم تقدم عمره إلا أن  بنيته الجسدية  مازالت تصارع فى حجز مكانه لدى الجمهور وشباك التذاكر.
وإذا كان العنف فى السينما الأمريكية أساسي وهو يخدم السياسة الأمريكية فى كل تفاصيلها العنيفة ضد شعوب العالم وتحديدا مجتمعاتنا التي لا تمارس عنف فلماذا نستورد افكار ومشاهد لا تمس حياتنا من قريب أو بعيد.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق