طرحت الجمهورية اونلاين موضوع التصحيح الالكتروني للثانوية العامة للمناقشة, من جانبهم أكد الخبراء ان التصحيح اليدوي للاسئلة المقالية هو الحل الأمثل.. وأيدوا آراء المدرسين والموجهين مؤكدين استحالة قيام أجهزة التصحيح الإلكتروني بوضع نموذج إجابة يصلح لتقدير درجات كل الطلاب.
قال الدكتور تامر شوقي- أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بجامعة عين شمس- إن وضع امتحانات الثانوية العامة بحيث تشمل الاسئلة المقالية وأسئلة الاختيار من متعدد أمر عظيم جدا أما جعل الاسئلة المقالية أسئلة مقال قصير من أجل فقط تصحيحها بشكل الكتروني فهذا سينتج عنه العديد من الإشكاليات منها خروج الاسئلة المقالية عن هدفها وهو قياس القدرات العقلية العليا مثل الابداع والتركيب. وكذلك قدرات الطالب علي الكتابة والتعبير عن الأفكار والربط بينها واستنتاج معلومات جديدة لان الإجابات ستكون قصيرة فقط.
أكد أن أسئلة المقال القصير ستخلو من خطوات الحل وبالتالي لن تحقق الهدف منها وهو قياس عمليات التفكير وخطواته من غير المقبول تربويا تحديد شكل السؤال بناء علي طريقة التصحيح لكن من المنطق وضع السؤال في ضوء الهدف الذي يقيسه ثم بعد ذلك تحديد طريقة التصحيح.
أشار إلي أنه لن يستطع التصحيح الإلكتروني للأسئلة المقالية الإلمام بكل احتمالات الإجابة أو الكلمات التي سيستخدمها الطالب في الإجابة خاصة انها لن تقيس الحفظ أو الفهم بل تقيس ما هو اعلي من ذلك تخيل حتي لو سؤال بسيط وكانت الإجابة بها مثلا عبارة "اللغة العربية" ممكن طالب يستخدم عدة كلمات للتعبير عنها "مثل لغة أهل القرآن... لغة العرب... لسان العرب...إلخ" هل سيتم تغذية الكمبيوتر بكل هذه الكلمات؟ أكيد صعب لأن التصحيح الإلكتروني سيتعامل مع كلمة واحدة فقط.
قال: إن التصحيح الإلكتروني هو للأسئلة الموضوعية فقط..... أما المقالية فهي تخضع للتصحيح البشري "حتي لو في أخطاء في هذا التصحيح فإن نسبته للدرجة النهائية هي 30% فقط" إلا لو كشفت لنا تطبيقات الذكاء الاصطناعي عن حلول عادلة لكن التصحيح السليم للأسئلة المقالية هو التصحيح البشري مع وضع نماذج إجابة متعددة محتملة لكل سؤال.
قال الدكتور محمود عز الدين- أستاذ التقويم التربوي- إنه حتي الآن لا يوجد حاسب آلي يستطيع الحكم علي القدرة التعبيرية الجمالية في الأسئلة المقالية. لأنها تتغير من طالب لآخر ويعتمد تذوقها علي العواطف والمشاعر وهو ما يميز البشر عن الكمبيوتر ولذلك فإنه في الكليات مثل كلية الآداب والألسن وغيرهما من الكليات التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا علي الإبداع فإن التصحيح يتم يدويا وتخصص المنظومة الإلكترونية للتصحيح وخانة للطالب لكتابة المقال.. ثم يعرض الإجابة إلكترونيًا للمصحح للتصحيح.. فهو يصور المقال الذي يكتبه الطالب في ورقة الإجابة. ويقدمه للمصحح ليقرأه ويصححه.
وهو ما يتيح الفرصة كاملة للمصحح ليتذوق المقال وجدانيًا وفنيًا ويفتح المجال للطالب لإستخدام ملكاته في الإبداع.
وتري الدكتورة مروة وحيد اسماعيل المدرس بالجامعة الأمريكية أن الحل الأمثل هو وجود rubric أي أداة معيارية لتصحيح الأسئلة المقالية في اللغة الانجليزية. وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحا ليس في تصحيح مواضيع الإنشاء فحسب بل من إحدي وسائل تدريس مهارات الكتابة حيث يعرف الطالب كيف سيتم تقييمه ومن ثم يركز علي تقوية نقاط الضعف حيث انه لا يمكن أبدا الاعتماد علي الانطباع الذي يتركه الموضوع في نفس المصحح. لذلك التصحيح وفق الـ rubric أو قائمة المعايير بل ومشاركتها مع الطلاب بل والتدريس من خلالها يضمن الموضوعية والشفافية والاحترافية أيضا.
اترك تعليق