هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

تزايد معدلات الولادة القيصرية.. في "رقبة مين"؟

الأطباء:
استسهال من السيدات لتفادي ألم "الطبيعية".. وما نقدرش نرفض
صاحبات تجارب سابقة: "أصبح بيزنس" يختصر الوقت
ويسمح بإجراء أكثر من عملية في اليوم
الخبراء: حياة الأم والجنين في خطر.. والناجون معرضون للأمراض
الصحة العالمية:
5 من كل 10 مصريات ينجبن قيصرياً
دكتور خالد عبدالغفار:
إجراءات سريعة للمواجهة.. ومساواة أتعاب الطبيب في الحالتين

بعد قرار وزارة الصحة بتخفيض معدلات الولادات القيصرية غير المبررة، في مقابل زيادة الإقبال على الولادات الطبيعية، من أجل الحفاظ على صحة الأم والجنين، خاصة أن الأم معرضة لعدة مخاطر، منها الإصابة بالمشيمة المتوغلة، واستئصال الرحم أثناء الولادة، ونزيف الولادة الهائل تبادل أطباء النساء والتوليد والسيدات الحوامل الاتهامات حول الرغبة في الولادة القيصرية الأطباء يؤكدون أن السيدات يفضلن الولادة القيصرية لتفادي ألم الولادة الطبيعية ولا يستطيع الطبيب رفض طلب السيدة الحامل في المقابل أجمعت السيدات على أن الأطباء يتعجلن بالولادة القيصرية في المستشفيات الخاصة لتحقيق أرباح اقتصادية كبيرة لسهولة إجراء أكثر من عملية ولادة في اليوم.



أكد الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية ان النسبة الطبيعية لحالات الولادة القيصرية لا يتجاوز 15% كحد أقصي في أي بلد، لكن معظم دول العالم تجاوزت هذا الحد، واكدت إحصاءات المنظمة تضاعف معدلات الولادة القيصرية حول العالم 3 مرات خلال 3 عقود، فقد ارتفعت معدلات الولادة القيصرية حول العالم من 7% وعام 1990 إلي 21% عام 2021، وهو ما يعني أن واحدا من كل خمسة أطفال حول العالم يولد عبر جراحة قيصرية.

أضاف أن مصر تحتل المرتبة الرابعة عالميا في عدد الولادات القيصرية بحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية، ووفقا لأحدث مسح لمنظمة الصحة العالمية، فإن الدول الخمس الأعلي من ناحية معدلات الولادة القيصرية هي: الدومنيكان بنسبة 58.1 % والبرازيل بنسبة 55.7 % وقبرص بنسبة 55.3 % ومصر بنسبة 51.8% وهو ما يعني أن 5 من كل 10 مصريات ينجبن قيصرياً ثم تركيا بنسبة 50.8%.


أضاف أنه نظرًا لخطورة الولادة القيصرية غير المبررة قررت وزارة الصحة تقليل النتائج السلبية الشديدة لهذا الإجراء الذي يعرض الأم لعدة مخاطر، منها الإصابة بالمشيمة المتوغلة، واستئصال الرحم أثناء الولادة، ونزيف الولادة الهائل، إلي جانب المضاعفات التي يتعرض لها الأطفال والأجيال القادمة من زيادة في الجراثيم المعوية والسمنة، والحساسية، والتوحد، والسكري، وأمراض المناعة.


وجه الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان باتخاذ إجراءات سريعة للتقليل من عمليات الولادة القيصرية غير الضرورية، تشمل التوجيه بمساواة أتعاب الأطباء والطواقم الطبية عن الولادات الطبيعية بمثيلتها عن الولادات القيصرية، وتخصيص حافز مالي للفريق الطبي الذي يحقق معدلات أعلي للولادة الطبيعية.

أضاف الوزير بضرورة وضع التشريعات التي تضمن حق الطبيب أو الممرضة لتطبيق الولادات الطبيعية أثناء حدوث الآثار الجانبية البسيطة، إلي جانب تنظيم تدريبات دورية للفرق الطبية أثناء الخدمة، مع توجيه القائمين على المنشآت الطبية الحكومية والخاصة، بجمع المعلومات الصحية والبيانات الروتينية عن الولادات القيصرية وأسبابها، لتحقيق الحوكمة في البيانات، وتحليل جميع أسباب الولادات القيصرية، والزام جميع المستشفيات الخاصة والحكومية بالعمل بالدلائل الارشادية المتعلقة بأسباب وضوابط اللجوء للولادة القيصرية.


أكد الدكتور محيي الدين أحمد رشوان استشاري النساء والتوليد ومدير مستشفي سوهاج التعليمي سابقا، ان السيدات الحوامل يفضلن الولادة القيصرية لتفادي ألم الولادة الطبيعية ولا يستطيع الطبيب رفض طلب السيدة الحامل.

أوضح أن رغبة السيدة الحامل وأسرتها وراء استعجال الولادة القيصرية كما أن أسرتها ترفض تعرضها لألم الولادة الطبيعية،
"الولادة القيصرية إجباري في 10 حالات".

أشار إلي أن هناك حالات تكون فيها الولادة القيصرية ضرورة طبية لا غني عنها، لعدة أسباب منها وضعية الطفل داخل الرحم.


أضاف د. محيي الدين أن بعض الأطباء يحاولون تحقيق أرباح اقتصادية من وراء الولادة القيصرية حول العالم دون حاجة طبية ملحة للخضوع لها.. حيث ان الولادة القيصرية أغلي ثمنا كعملية، كما أنها توفر وقتا للطبيب ليتمكن من إجراء المزيد من العمليات في اليوم الواحد. كذلك تحقق ربحا للمستشفي الذي يجري فيه العملية وهو ما يمكن ملاحظته من تباين معدلات الولادة القيصرية بين المستشفيات العامة والخاصة.

فبحسب الجمعية المصرية لأطباء النساء تستغل المستشفيات الخاصة ارتفاع تكلفة الولادة القيصرية مقارنة بالولادة الطبيعية.. حيث تصل معدلات الولادة القيصرية فيها إلي 80 %. في حين لا تتجاوز نسبة 40% في المستشفيات الحكومية.


قال الدكتور هيثم رشوان استشاري النساء والتوليد، ان منظمة الصحة العالمية أكدت في تقرير لها انه من متوقع أن تصل نسبة الولادة القيصرية حول العالم بحلول عام 2030 إلي الثلث أي ما يعادل 29 %من بين كل الولادات حول العالم، وهذه النسبة تعني أنه في عام 2030، ستجري 38 مليون حالة ولادة قيصرية حول العالم، معظمها سيكون في الدول الأكثر فقراً وتكون لمنطقة شمال أفريقيا بما فيها مصر النصيب الأكبر من هذه النسبة، إذ يتوقع أن تبلغ نسبة الولادة القيصرية في هذه المنطقة اكثر من 58% بحلول عام 2030، بعد شرق آسيا وأمريكا اللاتينية و غرب أسيا.

مخاطر الولادة القيصرية

أشار الدكتور هيثم رشوان، إلي أن الاحصاءات العالمية تؤكد أن "الولادة القيصرية غير المبررة تعتبر عملية كبري لها مضاعفات كثيرة، منها حدوث نزيف أكتر من الولادة الطبيعية، واحتمال حدوث مضاعفات للتخدير سواء النصفي أو الكلي، فضلا عن زيادة فرص الولادة المبكرة في الحمل التالي، وزيادة احتمال احتياج الطفل لحضانة بعد الولادة مما يكلف الدولة والأسرة مبالغ إضافية".


أضاف أن: الأخطر حاليًا هو زيادة أعداد حالات المشيمة المتقدمة، والتي تعرض حياة الأم والجنين لخطر الوفاة، سواء أثناء الحمل نتيجة لحدوث نزيف شديد يهدد الحياة، أو أثناء الولادة، فضلا عن زيادة احتمالية إجراء اسئصال للرحم، أو إصابة المثانة والأمعاء أثناء العملية، والاضطرار لاحتجاز المريضة داخل غرفة الرعاية المركزة بعد الولادة نتيجة لهذه المضاعفات، فالمستشفيات الجامعية باتت تستقبل حالتي مشيمة متقدمة أسبوعيا، بعض الحالات يكتب لهن السلامة والبعض يعانين من مضاعفات دائمة، وفي أحيان أخري يفارقن الحياة.

أوضح ان هناك بعض النساء تميل إلي الولادة القيصرية لأسبابي غير طبيّة، وهنا يقوم الطبيب بشرح الفوائد والمخاطر الإجمالية المُترتبة على الولادة القيصرية، والتي قد تلحق بالمرأة وطفلها مقارنةً بالولادة الطبيعية المهبليّة، وفي حال كان الخوف أو القلق من الولادة الطبيعية هو السبب وراء تفضيل الولادة القيصريّة فلا ضرر من مناقشة هذا الأمر مع الطبيب للحصول على الدعم المطلوب أثناء الحمل والمخاض، وفي حال عدم اقتناع السيدة الحامل بالولادة الطبيعية فيمكن عندها إجراء ولادة قيصرية مُخطط لها، إلّا أنّه غالبًا وفي حال طلب المرأة الطبيعية على القيصرية دون أساس طبيّ، فإنّ مقدمي الرعاية الصحية يبذلون جهدهم لمنع الضرر غير الضروري الذي قد يلحق بالمرأة والطفل جراء ذلك.


نصح الدكتور رشوان الاطباء والسيدات بتقليل الحاجة للولادة القيصرية والاستفادة من مزايا الولادة الطبيعية المهبلية للطفل والمرأة، و اختيار الطبيب ومقدم الرعاية الصحية الذي سيساعد المرأة خلال الولادة بحكمة.. حيث يعدّ هذا الأمر أحد الطرق الرئيسية لتجنب الولادة القيصريّة غير الضرورية، والإلمام بطبيعة الولادة والمخاض، وإدراك أهم النواحي المُتعلقة بذلك، ممّا يُساهم في منح المرأة شعورًا بالراحة مع المحيط. وشعورًا بالارتياح تجاه الولادة.

أضاف أنه يجب على الطبيب عدم التحريض على الولادة القيصريّة، ومساعدة الحامل على الولادة الطبيعية وتسهيل مهمة الولادة في المستشفيات العامة والخاصة وأن تلتزم المستشفيات الخاصة بتعليمات وزارة الصحة من أجل الحفاظ علي الأم والجنين.

قالت المواطنة عزة عبدالعزيز إنها انجبت طفلتين عن طريق الولادة القيصرية بمستشفي المنيرة العام وان الطبيب لم يخبرها بالبدايل، ولم يتحدث معها عن الخيارات المتاحة، وإنما تحدث معها فقط عن الولادة القيصرية ومتي أريد أن تضع حملها؟ كما لم يخبرها بالمضاعفات التي يمكنها أن تحدث بعد الولادة القيصرية وكيف يمكنها التعامل مع هذه المضاعفات".


أضافت أنه كان يمكنها تقييم الموقف بشكل أفضل والإصرار على اختيار يحميها وطفلتيها من أي ضرر قد يحدث.

 لفتت عزة إلي غياب آليات الرقابة علي الأطباء، إذ لا توجد مراقبة على أداء الأطباء واختياراتهم ومدي مطابقتها للمواصفات الطبية والأخلاقية، في الوقت نفسه الطبيب ليس المذنب الوحيد فالنظام الطبي لا يوفر للأطباء الحماية الكافية"، ففي حالة اتخذ الأطباء قرارا طبيا صحيحا لكن عواقبه لم تكن مقبولة من جانب أسرة المريض وهنا يكون الطبيب قد عرض نفسه للخطر في ظل نظام طبي لا يحميه، خصوصا أن الولادة الطبيعة قد ينتج عنها آثار جانبية خطيرة وبالتالي بعض الأطباء يختارون الحل الذي لايعرضهم للمساءلة القانونية وهو الولادة القيصرية حتي لو لم يكن في حاجة لذلك.

قالت فاطمة محمد إن أسعار الولادة في المستشفيات العامة أصبحت تضاهي أسعار الخاص والمعاملة سيئة ولو كانت الولادة مجانية مثلما كانت في الماضي لوجدنا إقبال كبير على المستشفيات العامة لكن يمكن التحكم في عمليات الولادة القيصرية من خلال المستشفيات العامة فقط.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق