يتقلب الانسان على مدار حياته بين النعمة ونقيضها وبين السعادة وشقائها وبين الامان والخوف فسبحان من يغير ولا يتغير فتلك سنة الله فى بشريتنا ولذلك علينا الرضا وقبول ما انزله
وانطلاقاً من سنة التغير التى ليس لها من دون الله تحويلا قال امام الدعاة الشيخ_ محمد متولى الشعراوى_ فى احدى حلقاته المسجلة لخواطره حول القرآن الكريم _ تتقلب احوال المؤمن بين مخاوف عدة منها الخوف أنْ يفوته نعيم الدنيا، أو الخوف من جبار يهدده او كيد كائد من اهل الشر او بين غم وضيق لا يعلم له سبباً فهى أحوال تعتري الإنسان، ويحتاج فيها لمَنْ يسانده ويُخرجه مما يعانيه، فليس له حَوْل ولا قوة، ولا يستطيع الاحتياط لكل هذه المسائل.
واشار امامنا الجليل رحمة الله عليه ان من العلاجات المسندة للتغلب على جميع تلك الاحوال التى تنهش النفس جزعاً وخوفاً ما استخلصة جعفر الصادق رضى الله عنه من كتاب الله تعالى فهو يقول
علاج الخوف
_عجبتُ لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله تعالى: {حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الوكيل} [آل عمران: 173] فإنِّي سمعت الله بعقبها يقول: {فانقلبوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سواء. .} [آل عمران: 174] .
علاج الغم
_وعجبتُ لمَنْ اغتمَّ، ولم يفزع إلى قوله تعالى: {لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظالمين} [الأنبياء: 87] فإنِّي سمعت الله بعقبها يقول: {فاستجبنا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغم وكذلك نُنجِي المؤمنين} [الأنبياء: 88] .
علاج لدرء مكر اهل الشر
_وعجبتُ لمن مُكِرَ به، ولم يفزع إلى قوله تعالى: {وَأُفَوِّضُ أمري إِلَى الله إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } [غافر: 44] فإني سمعت الله بعقبها يقول: {فَوقَاهُ الله سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُواْ ... } [غافر: 45] .
دعم للحصول على نعم الدنيا وزينتها
_وعجبتُ لمن طلب الدنيا وزينتها، ولم يفزع إلى قوله تعالى: {مَا شَآءَ الله لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بالله إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا } [الكهف: 39] فإنِّ سمعت الله بعقبها يقول: {فعسى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ ... } [الكهف: 40] .
واكد امام الدعاة خلال حديثه على انه يجب على المؤمن أن يكون مُطْمئناً واثقاً من معيّة الله لأنه يفزع إلى ربه بالدعاء المناسب في كل حال من هذه الأحوال لافتاً الى انه حينما يرانا الله تعالى عز وجل نلجأ إليه وتتضرع،ونعزو كل نعمة في ذاتنا أو في اهلنا أو في مالنا وتنسبها إلى الله، وتعترف بنعمه سبحانه اعطانا خير منها فهو ولى ذلك والقادر عليه
جاء ذلك فى ظل تبيانه وشرح خواطره حول الاية الكريمة من سورة الانبياء التى وعد الله فيها النجاة لكل من اتبع قول دعاء يونس "ذى النون " عليه السلام فى قوله تعالى "{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)} [الأنبياء: 87، 88]
اترك تعليق