هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أوروبا تودع عهد الرفاهية.. وتبدأ زمن المعاناة 

يبدو أن أوروبا قد ودعت عهد الرفاهية وزمن الوفرة وراحة البال. كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. الذي دعا شعبه إلي الاستعداد من أجل بذل جهد أكبر والتضحية بسبب الأزمات المتتالية مثل الطاقة والغذاء والجفاف. 


فمنذ أن بدأت الحرب الروسية في أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي. وأوروبا تعاني من أزمة في الطاقة. نتيجة انخفاض واردات الغاز من موسكو. 

وعلي مدار الأشهر الستة الماضية. تحاول أوروبا الحد من الحاجة إلي الطاقة الروسية. واتخذت منطقة اليورو خلال الأشهر الماضية. عدة إجراءات لمواجهة أزمة الطاقة المتفاقمة. من خلال البحث عن إمدادات بديلة للغاز الروسي. والاتجاه لمصادر الطاقة الأخري مثل الفحم.  وفرض إجراءات لترشيد الغاز والكهرباء. 

وذكرت مجلة "بارونز" الأمريكية. إن دول أوروبا تطلق الآن حملات لتوفير الطاقة في الوقت الذي تسعي فيه إلي كبح جماح فواتير الغاز والكهرباء المرتفعة والحفاظ علي الموارد الشحيحة أكثر من أي وقت مضي بعد الغزو الروسي- لأوكرانيا. وحسب المجلة. تخطط دول الاتحاد الأوربي. والتي اتهمت موسكو بشن "حرب طاقة". لخفض استهلاك الغاز بنسبة 15 في المائة بين 1 أغسطس 2022 و31 مارس 2023 لمواجهة الأزمة. كما حاولت دول الاتحاد الأوروبي تعزيز احتياطاتها من الغاز الطبيعي للأشهر الباردة.  

لكن يبدو أن تلك الإجراءات غير كافية لمواجهة أزمة الطاقة المتفاقمة في منطقة اليورو. حيث تتزايد المخاوف من مصير مظلم وشتاء قارس البرودة. حيث يعمل خبراء الطاقة الأوروبيون علي وضع قواعد جديدة لترشيد استهلاك الغاز والكهرباء. 

وارتفعت أسعار الطاقة في منطقة اليورو منذ الغزو الروسي- لأوكرانيا. لكن أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي ارتفعت بشكل كبير بعد أن أوقفت شركة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم" التدفقات عبر خط أنابيب نورد ستريم "1" الحيوي إلي أجل غير مسمي. معللة ذلك باكتشافها تسربًا للنفط في المحركات.

وقام خط الأنابيب في العام الماضي بنقل حوالي 35% من إجمالي واردات أوروبا من الغاز الروسي. لكن خفضت "غازبروم" التدفقات علي طول نورد ستريم 1 إلي 20% فقط من طاقته منذ يونيو. متذرعة بأعمال الصيانة والخلاف حول توربين مفقود بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة علي موسكو.

وأثار قرار موسكو بعدم إعادة فتح خط الأنابيب مخاوف من أن الاتحاد الأوروبي قد ينفد من الغاز هذا الشتاء. علي الرغم من الجهود الناجحة لملء صهاريج التخزين.

وأوقفت موسكو فعليًا إرسال الغاز إلي العديد من الدول الأوروبية التي تصفها بـ"غير الصديقة" وشركات الطاقة بسبب رفضها دفع ثمن الغاز بالروبل كما يصر الكرملين. بدلاً من اليورو أو الدولار المنصوص عليه في العقود.

وجاء إعلان وقف تدفقات الغاز الروسي عبر "نورد ستريم1"  بعد ساعات فقط من موافقة دول مجموعة السبع علي تحديد السعر الذي يمكن لروسيا أن تبيع به نفطها في محاولة للحد من الإيرادات التي يستخدمها الكرملين لتمويل حربه في أوكرانيا.

وأدي الإعلان الروسي إلي تفاقم أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا. حيث  قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية. إن أسعار الغاز الطبيعي  في أوروبا الآن باتت عشرة أضعاف أسعارها المعتادة. كما أن الصناعة في أوروبا تواجه مشاكل كبيرة وسط حالة من الغضب تسود الشارع الأوروبي بينما يعيش السياسيون في حالة ذعر شديد.

وذكرت المجلة الأمريكية إن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي باتت المشكلة الأكبر والأخطر الآن. وأصبحت تعيث الفوضي في جميع أنحاء القارة العجوز. فقد تسببت أسعار الطاقة في ارتفاع نسب التضخم وتعطل الصناعات. كما جعلت الناس في أوروبا يرتجفون عندما يطلعون علي فواتير الكهرباء الخاصة بهم الواجب دفعها.

وامتد تأثير أزمة الطاقة في أوروبا إلي قطاع التصنيع. الذي تعتقد "أوكسفورد إيكونوميكس" في دراسة لها. أنه سيشهد ركودا خلال الشهور المقبلة. وسيكون هناك أيضا تداعيات علي الأسر كما ستؤثر الزيادة في أسعار الغاز والكهرباء علي المستهلكين بشدة. 

ويبدو أن الأشهر المقبلة من المرجح أن تكون صعبة بالنسبة للملايين في جميع أنحاء القارة العجوز. وفيما يلي نظرة علي حجم أزمة الطاقة في العديد من البلدان الأوروبية. وكذلك جهود حكومات دول القارة العجوز لكبح جماح تلك الأزمة قبل حلول الشتاء. 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق