إعداد - مركز الابحاث بالجمهورية
يعد متحف المدينة المنورة بمحطة سكة حديد الحجاز أحد أبرز المتاحف التاريخية في المملكة، سواء من حيث مبناه أو المعروضات فيه. وأصبح المتحف بعد انتهاء الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من المرحلة الأولى من تطويره، واجهة حضارية لمنطقة المدينة المنورة، التي تتميز بوفرة المواقع الأثرية ومواقع التاريخ الإسلامي فيها.
تصل سكة حديد الحجاز بين دمشق والمدينة المنورة، وأسست في فترة ولاية السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لخدمة الحجاج المسلمين، وبدأ العمل في السكة سنة 1900م وافتتحت سنة 1908م، واستمر تشغيلها إلى أن دُمر الخط سنة 1916م خلال الحرب العالمية الأولى، واستمرت سكة حديد الحجاز تعمل بين دمشق والمدينة المنورة 9 سنوات تقريبا.
كان الخط ينطلق من دمشق، ويتفرع من بصرى جنوب سورية إلى خطين، أحدهما يصل إلى الجنوب نحو الأردن، أما الآخر فكان يتجه غربا نحو فلسطين، ويكمل سيره جنوبا إلى أن يدخل أراضي الحجاز حيث ينتهي بالمدينة المنورة.
كان الحجاج في الشام وآسيا والأناضول يقطعون المسافة من دمشق إلى المدينة في 5 أيام فقط بدلا من أربعين يوما.
بدأ العمل في بنائها من المزيريب في حوران بسورية، واعتمد في مساره على طريق الحج البري من دمشق عبر مدينة درعا وصولا إلى المدينة المنورة.
تعتبر سكة حديد الحجاز أحد أهم المعالم التاريخية والسياحية في المدينة المنورة، وترتبط بسيرة النبي، صلى الله عليه وسلم، ففيها خيم النبي واستعرض الجيش أثناء توجهه في السنة الثانية من الهجرة لاعتراض عير قريش قبل غزوة بدر الكبرى.
أصبحت المحطة نقطة لمواقف حافلات الحجاج، ونقطة تمركز لسيارات الدفاع المدني، وفي نهاية التسعينيات الميلادية، تم الاهتمام بالمحطة كونها نقطة جذب سياحية، فتم ترميم المقطورات والقطارات والمباني.
والآن أصبح المبنى الرئيس للمحطة متحف المدينة المنورة يعرض تاريخها من قبل الإسلام إلى العهد السعودي، ويضم عددا هائلا وثريا من القطع الأثرية، وأصبح مبنى الورشة متحف القطارات، وما تزال العناية السياحية بهذا المكان التاريخي والموقع السياحي، محط اهتمام الجهات المعنية.
اترك تعليق