هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الفراشة والنار

بقلم: محمد عاشور
عندما اصبح لديه صفحة على ( الفيس بوك) اعتلته السعادة واحتواه الفرح ،لكن مع عمل له الصفحة قال له وهو حزين :احترس حتى لاتقع فى الحب. رد عليه ضاحكا :لا تخشى على ،فأنا اعى تماما هذه النقطة ،ونصحنى اصدقائى مثلما تنصحنى الان،فلن أقع فى هذا الخطأ،ثم كيف سأحب امرأة لم ارها. قال له وهو مطرق: كالاعمى الذى يحب من لا يراه من روح ويتعلق به يملأ به حياته : انه لعنه ستجد نفسك تدخل فيه وتساق اليه سوقا وتحوم حوله كالفراشة التى تحوم حول النار وتعلم انها محترقه ،لكنها تحوم وتحوم وهى مقتنعة انها فى الامان ،لكن النار تنتظرها. صافه وانصرف وهو يتذكر كلامه ويبتسم ، ويقسم بينه وبين نفسه انه لنيقع فى الحب مرة ثانيه . اخذ يجول فى صفحات (الفيس بوك) يقبل صداقات ويرفض صداقات ،يدخل (جروبات) وينسحب من اخرى،لا يطيل الكلام مع أى فتاة اكثر من دقائق ،فأول ما يشعر بعلو ضربات قلبه ،يهرب سريعا ،ويبتعد عن صفحته عدة أيام حتى يهدأ. يعود الى صفحته يصول ويجول ،ووجدها تكلمه ووجد عزوبة تقطر من الفاظها وحنانا يكاد يخرج من صفحته وينتشر حوله ليضفى على جلسته امام الصفحة شذى وعطر . كان يقنع نفسه ان هذا نوعا من الارتياح ليس أكثر وأنه لن يسقط فى هذا الشرك . لكنه أخذ يساق سوقا اليها ،ويكان يعود متلهفا الى صفحته يفتحها ويفتح رسائلها ينتظر الضوء الاخضر ليبدأ المحادثه ويلقى السلام . كان يتكلم معها ولا يعرف ماذا يحدث ،وكان دائما ما يتذكر الفراشه والنار ،فكان يرتعد خوفا ،وينهى المحادثه ،او يغلق دون ان يستأذن ،ويعود بعدها بعدة ساعات ليقول ان الكهرباء قطعت. لكن قلبه كان معلقا بصورتها على الصفحة وابتسامها التى تشرق الشمس معها. أرق الفكر مضجعه وأقسم اللا يفتح الصفحة عدة اسابيع ،كان يعود لينظر الى الكومبيوتر وأصابعه ترتعش فقد كان يحن الى لوحة المفاتيح كاما يحن الفراشة الى النار ،كما اخبره صديقه،فكان يهرب سريعا من امام الكمبيوتر،و أصابعه تتحرك كأنها تنقر على لوحة المفاتيح. حتى بر بقسمه ومضت الاسابيع، وعاد كالمجنون يبحث عنها وفتح الرسائل ليجدها كتبت(اين انت ؟طمنى عليك).وجد قلبه يدق وصهد يخرج من وجهه ورأسه ، وظل جالسا وتعلقت عيناه بالرسالة،ولم يعد يفعل شيئا اللا ان ينظر الى الرسالة ،حتى اطلت هليه وهى تسلم واذدادت النار اشتعالا ،واخذت الفراشة تحوم وتبتعد وتقترب وتبتعد ،وقتربت المسافات بينهما ،واقتربت الفراشة ،وجاءت اللحظة وعبر عن حبه الذى دفنه فى قلبه وأحس بها أو كما أوهمه قلبه المريض أنها تبادله ، وتذكر كلام صديقه ولكنه اشاح بيده فهى مختلفة كل الاختلاف.وغاص فى حبها لكن النار كانت تزيد اشتعالا ،وكان سيفا مستلا ناصع البياض ينتظره ويتوجه الى قلبه ، فقد وجد الحظر ينتظره دون ان يعرف السبب وكانت النار قد التهمت الفراشة، ورشق نصل السيف فى القلب واصبحت حياته امام الكمبيوتر ينظر الى صورتها البيضاء فى الرسائل بعدما اختفت الصورة التى كانت تضعها من مكانها من مكانها لكنه ظل يجلس امام رسائلها ودمعة متحجرة لا تريد ان تنزل.




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق