هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صناع الإبداع خرجوا عن خط المواجهة..عيون المنتجين.. تغفل المتسولين

لم تغب السينما المصرية يوما عن مشكلات المجتمع وإن لم تقدم الحلول في كثير من الأحيان إلا أن عرضها كان واجبا فنيا تحمله صناع الإبداع منذ زمن، ولكن ورغم أن ظاهرة الشحاذة تضرب المجتمع بشكل ملفت بعدما اتخذها البعض "صنعة" في ظل وجود مبادرات عديدة لتوفير الحياة الكريمة لم تقترب السينما من هذه الظاهرة منذ فترة رغم وجود أعمال كثيرة عرضت كيف يمتهن النصابون مهنة الشحاذة لتحقيق ثروات طائلة وفي مقدمتها فيلم "المتسول" للزعيم عادل إمام.. "الجمهورية أون لاين" تسأل لماذا خرج صناع الإبداع عن خط مواجهة تلك الظاهرة ؟!..


سمير الجمل: 
السينما تحذر من الفخ

قضية التسوّل موجودة منذ زمن ومازالت لكنها تطوّرت وأخذت أشكالا كثيرة متنوعة، والسينما المصرية أظهرت التسوّل بالشكل التقليدي عندما قدّم النجم عادل امام فيلم المتسوّل، وفيلم اضراب الشحاتين للفنانة لبني عبد العزيز، ومن خلال أيضاً فيلم العفاريت للفنان عمرو دياب، حالياً أصبحت ظاهرة التسوّل متفشية أكثر رغم وجود الجمعيات الخيرية التي تقدم مرتبات وخدمات للناس المحتاجة وتعاون الدولة في مبادرات كثيرة كمبادرة حياة كريمة، ومع ذلك أصبح هناك أشكال أخري كالتسوّل الالكتروني وهذا أخطر من التسوّل التقليدي، وهنا يأتي دور السينما والدراما بأنها تنبّه الناس من النصب والاحتيال حتي لا يقعون بالفخ الذي أصبح موجود في كل مكان.

دكتور صلاح معاطي:
الكوميديا لا تخدم القضية

شخصية الشحاذ والمتسول من الشخصيات التي تناولتها السينما المصرية بشكل كبير وباكثر من زاوية وباكثر من هدف.. والأمثلة كثيرة.. ففي فيلم "لو كنت غني "بطولة بشارة واكيم سنجد أن قريبه الشحاذ يمر عليه كل أسبوع ليعطيه نكلة ثم يموت هذا الشحاذ تاركا له ثروة كبيرة تحول حياته بعد ذلك.. أيضآ هناك شكل آخر من التسول في فيلم "أحمر شفايف "لنجيب الريحاني عندما تترك له زوجته البيت ويفصل من عمله بعد أن تدعي عليه الخادمة سامية جمال أنه يتحرش بها.. وعندما يشعر بالجوع يذهب إلي محل البقالة ليتذوق محتويات المحل من جبن وزيتون حتي الخبز.. وهناك بالطبع فيلم" درب المهابيل" من إخراج توفيق صالح وهو يتناول طبيعة هذه الطبقة كيف تعيش وكيف تتعامل، أيضآ رواية الشحاذ لأديب نوبل نجيب محفوظ وبالرغم أنها رواية فلسفية يحاول البطل فيها البحث عن الزمان والمكان في عصر ما لكنه تعرض لأزمة البطل مع الحياة وتفاصيلها.. والسينما المصرية حافلة بهذه الشخصيات على سبيل المثال لا الحصر جعلوني مجرما، " زقاق المدق"، الاسطي حسن، العفاريت.. وبالطبع فيلم المتسول لعادل إمام، وفيلم "إضراب الشحاتين "عن قصة إحسان عبد القدوس وإخراج حسن الإمام، لكنني أري أن تناول هذه الشخصية بشكل كوميدي أو هزلي لا يعالج المشكلة بكل تفاصيلها، وانما يلقي الضوء عليها من جانب واحد إما الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية أيضاً، وجود المتسول علامة سيئة في جبين المجتمع، وبالتالي لابد من التعامل مع هذه الشخصيات بالنسبة للشكل، أو الطريقة التي يتبعها، المتسول للحصول على المال.

فالمتسول شخصية موجودة في حياتنا شئنا أم أبينا.. ولا تتعلق بالحالة الاقتصادية، فقد نجدها في مراحل الرخاء كما نجدها في مرحلة الانهيار الاقتصادي، لذلك نحن بحاجة إلي تناول هذه الشخصية بشكل أكبر على الشاشتين الكبيرة والصغيرة والدراما بصفة عامة، موضحا تاثير هذه الشخصية على الوجه الحضاري للبلد وعلى النواحي الاقتصادية مختلف، بمعني أن تكون هناك مؤسسات رعاية كبري تهتم بمساعدة المحتاجين فعليا ولا يستطيعون العمل وفي نفس الوقت تقدم خدماتها لمن لديهم القدرة على تأهيل القادمين منهم على العمل وادخالهم في أعمال تفيد المجتمع من ناحية وتحقق لهم دخلا يمكنهم من الحياة بشكل كريم دون الحاجة لمد اليد، وفي هذه الحالة عندما توفر لهم الدولة فرص الحياة الكريمة بمساعدة هذه المؤسسات غير الحكومية.. تستطيع معاقبة كل من تسول له نفسه لمد اليد لانه يساهم في تشويه الصورة العامة وإعطاء صورة غير حقيقية عن الوضع الإقتصادي والسياسي والاجتماعي.. وأعتقد أن دور الدراما في محاربة هذه الظاهرة في غاية الأهمية لانها ستوجه المجتمع إلي كيفية العلاج بشكل آمن للجميع، لذلك يجب أن يؤخذ الموضوع بشكل أكثر جدية ولا مانع من استخدام الحس الكوميدي الايجابي الذي يساهم في الحل وليس في تعميق السلبيات.

أحمد عسر:
الأمر بيد المنتجين والمؤلفين

الفنون دائما مرآه للمجتمع، معبرة عنه وتحمل بين طياتها المشكلات والظواهر المجتمعيه ليتم مناقشاتها في قالب فني وتأتي السينما والدراما التليفزيونية بمقدمة الفنون التي شاركت بالتعبير عن الكثير من تلك الظواهر و القضايا والتي تختلف من زمن لأخر ويأتي هذا النهج باعتبار أن الفنان دائما يحمل على عاتقه المجريات داخل مجتمعه محاولاً التصدي  للمشكلات بتجسيدها درامياً كنوع من أنواع التعبير عنها وما يترتب عليها من التفاف الرأي العام لها أو لفت انتباة المسئولين ليجدوا الحلول وغيرها من أهداف أخري تخدم المصلحة والذوق العام إلي جانب المتعة البصرية بلا شك، و من خلال النظرة العامة للأعمال الدرامية سنجد أنها سواء التليفزيونية أو السينمائية قد تناولت ظواهر عده كان من أبرزها ظاهرة التسول والتي تم تناولها لتكون هي الخط الدرامي الرئيسي للأحداث، وكان ذلك بداية من فيلم ياسمين  إنتاج 1950والتي قامت ببطولته الطفلة المعجزة فيروز ومن إخراج أنور وجدي والذي قدم هذه الظاهرة من خلال التركيز على عصابات توظيف الأطفال للسرقة والتسول وتكرر ذلك ايضا مع فيلم "جعلوني مجرما" إنتاج 1955 بطولة الفنان فريد شوقي وإخراج عاطف سالم والذي ركز ايضا على عصابات التسول والتي برعت بها الفنانة نجمة إبراهيم في تقديم دور رئيسة هذه العصابات بصورة أقرب للواقعية، كما برعت الفنانة لبني عبد العزيز في فيلم إضراب الشحاتين للمخرج حسن الإمام إنتاج 1967 في خلع عباءة الفتاه الرومانسية وتقديم دورًا هامًا يتحدث عن عالم متشابك وتكرر ذلك ايضا بـ فيلم المتسول للمخرج أحمد السبعاوي إنتاج 1983 والذي تم إلقاء الضوء على الظاهرة بشكل كبير فقد جعل فنان العمل من الظاهرة أساسا للدراما ومحركًا للأحداث أو تكون أحد الخطوط الدرامية الفرعية للعمل كفيلم الموظفون في الأرض إخراج أحمد يحيي وبطولة كل من الفنان فريد شوقي والفنانة شويكار والتي قدمت دورًا هامًا بتاريخها وكان دور سيدة متسولة جمعت أموالها من خلال التسول كما لعب "شوقي" هذا الدور، وايضا بفيلم العفاريت إخراج حسام الدين مصطفي إنتاج 1990 والذي وظف ظاهرة التسول لخدمة الخط الرئيسي لدراما العمل، وتم تناولها أيضا بعشرات الأعمال كنوع من الأسقاط عليها داخل الدراما كمسلسل أطفال الشوارع للفنانة حنان ترك، إي بشتي الطرق استطاع فنان العمل تناول الظاهرة درامياً، فقد كان هم المؤلف هو عدم الإغفال بالتعبير عن ظاهرة التسول وغيرها من ظواهر أخري حتي تحولت الأمور مع بدايات الألفية من فكر وهم الفنان بتناول المشكلات والقضايا إلي مجموعة معطيات درامية ليس الهدف منها القيمة والرسالة أكثر من خدمة الجانب الإنتاجي والتسويقي للعمل فتوجه المؤلفون للكتابات السطحية التي لا تعبر عن قضايا وهموم ومشكلات المجتمع وإنما تعبر عن متطلبات خزينة المنتج الذين اندثر منهم من يسعي لعمل الموازنة مابين المادة الدرامية والمكسب والوعي بدور الفن في التعبير والتغير ومدي تأثيره على المتلقي عند تناولها بشكل أو بأخر كما سبق ذكره، فأندثرت تلك الأعمال التي غالبا ما كانت تهتم  بتناول القضايا والمشكلات المجتمعية الا القليل منها ومن المؤكد أن نطالب المؤلفين وكل القائمين على العمليه الفنية الاهتمام بمثل هذا الأمر والوعي بمدي دورهم تجاه المتلقي بضرورة الاهتمام بإلقاء الضوء على الظواهر والمشكلات داخل العمل الدرامي حتي وإن كان أضعف الإيمان إسقاط درامي داخل العمل.

أحمد النبوي: 
السينما وحدها لا تكفي

لاشك أن ظاهرة التسول تشكل خطرا كبيرا على أمن المجتمع ولاسيما في السنوات الأخيرة التي انتشرت فيها هذه الظاهرة، وقد عالجت السينما المصرية في الكثير من أعمالها ظاهرة التسول بأشكال مختلفة، فبالنظر إلي فيلم المتسول للمخرج أحمد السبعاوي نري المتسول هو شخص ملابسه أنيقة ويستجدي تعاطف الناس للتسول وفي فيلم العفاريت للمخرج حسام الدين مصطفي نري سرقة الأطفال وإستغلالهم مع إحداث عاهة مستديمة للبعض منهم للتسول، وفي فيلم الموظفون في الأرض للمخرج أحمد يحيي نجد الست التي ترتدي جلبابا أسود ومن خلال التسول تجمع أموالا طائلة وتصبح من الأغنياء ومع ذلك أيضا تستمر في التسول ونري في هذا الفيلم أيضا نموذجا للموظف الذي خرج على المعاش ويضطر للتسول نظرا لظروفه المعيشية القاسية، وأيضا هناك أعمال سينمائية قامت على معالجة هذه الظاهرة سواء كقضية أساسية في موضوعاتها أو كأجزاء منها، وإذا نظرنا إلي الأعمال الدرامية نجد إنها مقصرة في معالجتها لهذه الظاهرة الخطيرة بمقارنتها بالأعمال السينمائية كما ذكرنا سابقا نجد أن السينما تفوقت بكثير عنها، ونستطيع القول أن علاج هذه الظاهرة لايقتصر على الأعمال الفنيه وحدها بل بالمؤسسات كافة، فلابد أن تتضافر جميع المؤسسات للقضاء عليها الإعلامية والدينية والقانونية والإجتماعية وغيرها فلابد أن تؤدي كل منها دورها المنوط منها.

محمد عبدالرحمن:
التنوع.. مفقود

قضية التسوّل قضية اجتماعية تجاهلتها السينما في العقود الأخيرة بشكل كبير ولم تتناولها الا بشكل كوميدي من خلال فيلم اكس لارج في المشهد الشهير "حس بيا ويحس بيك ربنا"، وأيضاً هناك فيلم المتسوّل الذي أنتج منذ سنوات لكني أري عدم تناول التسوّل في السينما يرجع لتغيّب التنوّع في خريطة السينما المصرية اذ أن الأفلام حالياً أصبحت تجارية بشكل كبير أي اما تقدم فيلم كوميدي أو آكشن أو فيلم يُقدم في المهرجانات انما القضايا الاجتماعية غير موجودة وخصوصاً قضية التسول.

فايرة هنداوي: 
الحل في القانون

أذكر فيلم العفاريت للفنان عمرو دياب والفنانة مديحة كامل حارب التسوّل، لكن لايجب أن نحمل السينما أكثر من طاقتها فانني لا أري السينما هي التي يجب أن تحارب قضية التسوّل عندما نقبض على المتسولين وتبحث عنهم بحث اجتماعي وتتعرف على المحتاج الحقيقي وتنظم لهم رواتب محددة أو توفر لهم عملا يناسبهم وتجمعهم في مكان واحد في الشؤون الاجتماعية ومن ثم تعاقب الناس التي تمثل دور المحتاج لأنها بهذه الحالة تعتبر جريمة والجريمة يعاقب عليها القانون.

صبري عبد الحفيظ:
تنبؤات الزعيم.. تحققت

اهتمت السينما المصرية منذ سنوات طويلة بقضية التسوّل وأفردت لها مساحات كثيرة سواء على هامش بعض الأفلام التي لها قصة مختلفة أو تقديم أفلام خاصة تعالج هذه القضية، لدينا أفلام كثيرة جداً بعضها عالج هذه القضية بشكل هامشي وبعضها ركز عليها بشكل كبير جدا ومنها فيلم المتسوّل للفنان الكبير عادل امام الذي أبدع بشخصية المتسوّل وقدّمها بشكل مختلف تماماً..حيث ان هذا الفيلم تنبأ بشكل جديد للتسول وهو الشكل الذي نراه في الشارع حالياً وهو عبارة  عن ظهور "راجل شيك" وبملابس شيك لكنه يتسوّل وحقيقة أصبحت هذه الظاهرة موجودة حالياً في الشارع وهي ان "شخص شيك" يطلب الحسنة أو يتظاهر ان ظروفه صعبة وزوجته أو ابنه بحاجة لعملية او للمال، أو أنه ضل الطريق في الشارع ويحتاج للمال.. وهكذا، فهذا الفيلم تنبأ بهذا الشكل من التسوّل وكان فيلم رائع جداً، ومن أشهر الأفلام التي قدمت ظاهرة التسوّل أيضاً هو فيلم العفاريت بطولة عمرو دياب وشخصية بيليا الطفل الذي كان متسوّلا اذ ركز الفيلم على خطف الأطفال من قبل عصابات واجبارهم على التسوّل، لكن في العموم السينما ركزت على شكل واحد من أشكال التسوّل وهو خطف الأطفال من قِبل العصابات وتعذيبهم واجبارهم على التسوّل، ولم تركز على نوعيات أخري من التسوّل لأن هناك شخصيات عادية تتسوّل وتحولت الي وظيفة اذ أن التسوّل أصبح وسيلة لكسب المال واصحابها يقومون بالعمل بشكل دؤوب، فأصبح التسوّل الآن مهنة احترافية وهذه الناس تحقق ثروات كثيرة جداًمن التسوّل وهذا الذي لم تقدمه السينما حتي الآن اذ أن هناك نماذج حصلت في مصر ونموذج في لبنان قريباً، وهناك متسوّل قبض عليه في ميدان رمسيس واكتشفوا فيمابعد أن ثروته أكثر من مليون جنيه في دفاتر حسابات البنوك، فالسينما تحتاج لأن تركز وتسلط الضوء أكثر على التسوّل لأن السينما والدراما عندما تسلط الضوء على قضية ما تصبح قضية رأي عام ويتم النظر فيها ويتم سن تشريعات كثيرة من أجلها، فيجب على السينما أن تتطرق لهذه القضية بشكل كبير جداً لأنها قضية مهمة و زادت بشكل كبير في المجتمع وأصبحت تستهوي فئات كثيرة في المجتمع  سواء من السيدات أو الرجال أو بعض الشبان الذين أصبحوا يحترفون التسوّل لأنها أصبحت مهنة لكسب المال بشكل سريع ومال كثير ولم تعد مهنة لسد القوت اليومي، خاصة ان الدولة حالياً توفر لجميع الفئات وتقدم مشروعات اجتماعية كثيرة مثل حياة كريمة وأصبح كل الناس ممكن يأخذوا معاشات جيدة ويناسب درجات المعيشة والسينما والدراما لهم دور كبيرفي مكافحة هذه الظاهرة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق