هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"الروح الصهيونية".. حزب عنصري جديد في إسرائيل

تقول النكتة الشهيرة في إسرائيل "إن اثنين من اليهود اختلفا. فكونا ثلاثة أحزاب". وهذه النكتة تكشف عن واحد من أهم ملامح الحياة السياسية في إسرائيل. وهي تعدد الأحزاب ليقترب عددها أو يزيد علي 250 حزباً في بلد يزيد سكانه قليلا عن تسعة ملايين نسمة. وهي أحزاب تتشكل وتنقسم لأتفه الأسباب.


لو خصمنا من هذا الرقم الفلسطينيين أصحاب الارض الاصليين. لكان العدد نحو 7,5 مليون يهودي. ولو قسمنا الرقم علي عدد الأحزاب لكان هناك حزباً لكل 30 ألف يهودي. ولا يوجد فروق جوهرية واضحة بين هذه الاحزاب علي كثرتها. فكلها أحزاب صهيونية تلتزم بالمشروع الصهيوني والاستيطان والهجرة. وحتي الخلافات بينها حول ما يمكن أن تجود به اسرائيل علي أصحاب الأرض الأصليين محدودة للغاية. وتكاد تكون معدومة.

أحدث الضيوف في ملعب السياسة الاسرائيلية. حزب "الروح الصهيونية" الذي شكلته ايليت شاكيد وزيرة الداخلية في حكومة إسرائيل الائتلافية برئاسة يائير لابيد حاليا. وكانت شاكيد التي تكن كراهية عميقة للعرب نائبة لنفتالي بينيت رئيس الحكومة السابق الذي تخلي عن زعامة الحزب بعد تسليم رئاسة الحكومة للابيد.

وجدت شاكيد أن الحزب لن يحصل علي أكثر من ثلاثة مقاعد نيابية. في أي انتخابات قادمة ولن تتجاوز نسبة الحسم المطلوبة. وستصبح حكماً خارج الكنيست الإسرائيلي. وهنا بدأت البحث عن شركاء جدد يتوافقون معها في السياسة. ويشتركون معها في الأهداف. وتنسجم معهم في الرؤية والمشروع.

وجدت إيليت شاكيد ضالتها في يوعاز هيندل زعيم حزب "ديريخ إيرتس" واتفقت معه علي تشكيل حزب جديد يضمهما معاً. يتضمن أفكارهما ويعبر عن آرائهما. ويدعو إلي تطبيق سياستهما. وأطلقا عليه اسم "الروح الصهيونية" ليبقي مقتصراً علي المؤمنين بالصهيونية والداعمين لها فقط. وليحول دون دخول أو التحاق غيرهم به. خاصة الأحزاب العربية. 

يبدو أن شاكيد وشريكها الجديد لن يكتفيا بما حققاه حتي الأن. بل يتطلعان إلي توسيع تحالفهما وزيادة تمثيل حزبهما. لا ليتمكنا فقط من تجاوز نسبة الحسم. بل ليكون حزبهما الجديد قادراً علي المنافسة في التشكيلة الحكومية القادمة وليتمكن من فرض شروطه وإملاء مواقفه ومنع الحكومة من تقديم أي تنازلات قد تمس جوهر "المشروع الصهيوني" والدولة اليهودية. 

يري المراقبون أن شاكيد ستبقي تصارع من أجل البقاء. وستواجه احتمالات الغرق والعودة مجدداً إلي ما دون نسبة الحسم المطلوبة. ويمكنها تفادي هذا المصير إذا انضمت إليها أحزاب صهيونية قومية ودينية. أو تبرع نتانياهو الذي عملت مديرة لمكتبه عدة سنوات وحزب الليكود بدعمها وتوجيه بعض الموالين له بالتصويت لحزبها. ذلك أنها مرشحة بقوة لأن تعود إلي صديقها القديم لتتحالف معه من جديد. لكنها لا تريد العودة إليه ضعيفة. بل تتطلع أن تكون قوية وتستند إلي تمثيلاً في الكنيست أكبر يمكنها من فرض شروطها. 

تراهن شاكيد علي أن حزب "الروح الصهيونية" قد يلقي قبولاً من المستوطنين الإسرائيليين. فهو حزباً عنصرياً  يرفض قيام الدولة الفلسطينية ويدعو إلي إبادة الفلسطينيين أو طردهم ويرفض الاعتراف بهم بأنهم شركاء معهم في الأرض. فضلاً عن أن يكونوا أصحابها. وهو يدعو إلي مواصلة الاستيطان ورفض أي محاولة لتجميده أو وقفه.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق